فن إدارة الوقت بين الواقع والمأمول (الجزء الأول)

د/ خالد عبدالرحمن ياسين أحمد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله صاحب الخلق القويم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أهمية الوقت في الإسلام:

لا يشك أحد بأنَّ الوقت هو الحياة, فعمر الإنسان عبارة عن أيام, كما قال الحسن البصري: “يا ابن آدم, إنما أنت أيام, إذا ذهب يوم ذهب بعضك”، والأيام ما هي إلا ساعات ودقائق، ولهذا يجب على المرء أنْ يتفكر أين يذهب يومه؟ والإسلام اهتم بإدارة الوقت إضافة إلى إدارة وقت العمل وحث أتباعه على اغتنامه وعدم إضاعته, فهو من الأمور التي سوف يُسْأل عنها الإنسان يوم القيامة.

والإسلام نظم حياة المسلم ووقته؛ فقد نظم نومه واستيقاظه, وأداء الشعائر, وانطلاقه إلى ميدان الحياة, ليجعل عمله كله عبادة لله  يقوم على أساس الشعائر، وعلى أساس ذكر الله الملازم له، وكل ذلك استغلالًا للوقت.  

قال ابن القيم رحمه الله يبين هذه الحقيقة: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة, وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم, ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم, وهو يمر مر السحاب, فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره, وغير ذلك ليس محسوبًاً من حياته… فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة, فموت هذا خير من حياته.

قال رسول الله :  “نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ”، وقال: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل به”.

مفهوم إدارة الوقت:

  • إدارة  الوقت تعني أولًا إدارة الذات، فهي نوع من  إدارة الفرد نفسه بنفسه لتحقيق أهدافه. 

  •  إدارة الوقت هي إدارة الأعمال التي نقوم بمباشرتها في حدود الوقت المتاح يوميًا.

  •  إدارة الوقت هي محاولة ترويض الوقت وفرض سيطرتنا عليه  بدلًا من أنْ يفرض سيطرته علينا.

  •  إدارة الوقت هي إدارة السلوك والشخصية بنجاح.

  • تحقيق أكبر قدر من الأهداف المنشودة في أقل وقت ممكن، وبأقل جهد مبذول.

  • إدارة الوقت هي استثماره وترشيده ليتمكن الفرد من إنجاز المهمات والمسؤوليات الملقاة على عاتقه وإيجاد التوازن في حياته ما بين الواجبات والمسؤوليات والرغبات والأهداف.

لصوص الوقت:

  • هي العوامل التي تحول دون أداء الأعمال المهمة ذات القيمة في الوقت المناسب.

  • الأعمال التي تستهلك كمية كبيرة من الوقت بحيث لا تتناسب مع القيمة الناتجة عنها.

  • بالإضافة إلى أنَّها الأعمال التي تشغلنا كثيرًا ولكنها تسهم مساهمة محدودة في تحقيق أهدافنا. 

  • الزيارات المفاجئة.

  • الاتصالات الهاتفية غير المنتجة.

  • الاجتماعات غير الفعالة.

  • التسويف أو التأجيل بأعذار واهية.

  • الأهداف غير الواضحة.

  • المعلومات الضعيفة (النقص في المعلومات)

  • عدم تحديد الأولويات.

  • عدم القدرة على قول (لا).

  • عدم تخطيط الوقت.

  • انخفاض الروح المعنوية.

  • الإصغاء غير الجيد.

قواعد فن إدارة الوقت:

حدد  أهدافك وأولوياتك.

  كن قادرًا على قول (لا).  اتقن فن الاتصال الهاتفي.

 التزم الاستراتيجيات الذكية لإدارة الوقت.

وللحديث بقية بحول الله وقوته

اترك رد

%d