كان رجلا..وغريبا بقلم الشاعر ناصر النوبي

دائما ما يبعدنى عن قراءة اى رواية هو الاغراق في التفاصيل ، ربما لانى اكتب الشعر ،وارسم به صور قصائدى بلغة سينمائية
اترك فيها للقارى مساحة كبيرة للخيال !هذا ما شدني برواية الاديبة نجوى عبد الرحمن كان رجلا وغريبا ، ولانها صديقة واهدت لى الرواية ، فكنت بين نارين اولهما انى فقدت الشهية لقراءة الروايات والمسلسلات ، فلا اتحمل الاغراق فى الصورة او فى المشاهد او دلف الى المطبخ ،ولم ينبث ببنت شفة ، ولثمها مقبلا على خديها ثم سكر وتم تحليل دمه وهو يقود السيارة فوجدوه قد ادمن الايس كريم ! التفاصيل والاسهاب فى وصف الشخصيات مزعج لى شخصيا ، منذ زمن بعيد لم اقرأ رواية مثل روايات هرمان هسه الالماني ،او العجوز والبحر لهيمنج وى ، او موسم الهجرة للشمال للطيب صالح ، فانا احب الرواية ان تكون سلسة وليست مملة ،وان تعود بى الى حواديت وحكايات امى ، فكانت فى ربع ساعة تحكى لى حدوتة او حكاية او قصة وتدخل فى لب الموضوع دون مكياج
او ديكورات كثيرة تزعج مخيلتى ،فلا تستطيع ان تتخيل الاماكن والشخصيات ، لكن عبد الرحمن فى روايتها تتشابه كثيرا مع امى
فعلا استطاعت نجوي عبد الرحمن ان تجعلنى ان اعود لقراءة الرواية ، فما ان تمسك بالرواية الا وتجد نفسك ب) صفحة ٤٥ )
بدأت..
تمارس شرها مع شقيقتها والوقيعة بينها وزوجها واهل
زوجها حتى احتد الخلاف بين شقيقتها وزوجها ،وعلى اثره
امتدت ي الزوج لتضرب شقيقتها فى وجودها والتى انتهزتها فرصة
واشعلت الدنيا وارسلت لتأتى بشقيقها الاكبر الذى يقرر طلاق اخته
والحصول على مستحقاتها…وعادت الاخت الصغرى للبيت وهى تحمل خيبة املها فى استعادة حياتها مع زوجها وهى تحمل ابنها على كتفيها …ابن العامان. . )
ثم عندما وصلت لهذه الصفحة بدأت افكر على هذه الجرأة التي تتحلي بها نجوي عبد الرحمن انها دخلت الى عش الدبابير وكشفت
لنا الهه للشر من العيار الثقيل الذي ذكرنى ب سخمت ربة الحرب عندما تتحول الى امرأة شريرة ويملؤها الطمع حتى فيما تملك اختها من نعيم ومن زوج ثرى وتثتكثر عليها النعيم ، انها الاعيب الالهة الشريرة الاسطورية التى تبين الفطرة الازلية لعالم الأشرار
والذين يعطلون احلامنا ،فزبيدة في الرواية ليست مثل جمال ورقة زبيدة ثروت الفنانة ، ولكنها حية رقطاء لا يشبعها شيئ
الا الاستيلاء على حظ واحلام الاخرين ،ولا يمنعها اى مانع من ان تستغل وتسرق حتى امها بالبيت ،الهه الخسة والندالة قامت بسرقة
الجنيهات الذهب التى توفرها امها لكى يتزوج اخيها الذي ترك تعليمه مضحيا بنفسه واحلامه كى يعمل ويستطيع ان يصرف عليها وعلى اختها وامها والذىن كانوا يعيشون في بيوت هيئة قناة السويس التي بها حديقة وكان يسكنها الفرنسيون والانجليز ،
وفي مشهد موت الأب ولزوم خروج الاسرة الي حى العرب نجد
كاميرا نجوى التي اعتادت مراقبة النوارس ،ان بطل الرواية زين
يجلس فوق العفش وهو ينظر الى الجنة التى طرد منها بالقانون
لهو مشهد يستحق الدراسة والتدقيق ، هذا التحول العشوائى الذى
جعل شرق بورسعيد واحياء الافرنج يتشابه مع باقى الخريطة !
فمن ارض القنال يذهب زين الى النوارس والى البحر يشكو اليه
فعل الزمان وغفلات الزمان ،فعندما يغفل الانسان الزمن واحواله
ربما يرتطم بشواطئ النسيان ،، هذا النورس المحلق والذى يعبر القنال مثل قلعة حصينة تربط الشرق السيناوى وغربه البورسعيدى
يرفرف فى سلام ومحبة تبحث عنها نجوى عبد الرحمن وهى جبرتى يجعلك تحب القنال والنوارس ،والبحر ، والبواخر ،والمراكب
ورحلة الانسان بين الخير والشر ، بسرعة مثل المراكب التى تعبر القنال بالوانها الجميلة ،والمعدية التى تبحر بك من سيناء الى بورسعيد ،كم جميلة مصر فكل خريطة بها لها مذاقه ولها جماله
وهناك اصدقاء تكتشفهم فى اوطانهم وفى مسقط الميلاد ، قد تزعجك القاهرة فلا تستطيع ان تميز الأشياء وان تفهم الاصدقاء الا اذا قرأت لهم ، وعشت مع احلامهم !
تحياتى  ناصر النوبى

اترك رد

%d