افتتاح المؤتمر الأدبي لإقليم القاهرة: جماليات النص يجب أن تتصدر المشهد الإبداعى

فى افتتاح المؤتمر الأدبى لإقليم القاهرة جماليات النص يجب أن تتصدر المشهد الإبداعى (6)

كتب: عبدالناصر الدشناوى

افتتح المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المؤتمر الأدبى الخامس عشر لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد بعنوان “جماليات النص الأدبى المعاصر” والذى يقام فى الفترة من 7 إلى 9 إبريل الجارى بقصر ثقافة بنها، يرأس المؤتمر د. شاكر عبد الحميد ويتولى أمانته شوقى عبد الحميد يحيى.

بدأت الفعاليات بافتتاح معرض فن تشكيلي ضم عدد 29 عملاً تشكيلياً لفنانى القليوبية، بالإضافة لمعرض إصدارات الهيئة، أعقبه عرض فيلم تسجيلى عن المواقع التابعة لإقليم وما يقدم بها من أنشطة فنية وثقافية واجتماعية وقوافل بالتعاون مع وزارات الدولة.

تلى ذلك إلقاء كلمات الافتتاح حيث رحب شوقى عبد الحميد بالحضور، ثم أوضح أنه إذا كان هذا المؤتمر للتباحث حول جماليات الإبداع فإنما هو بحث عن قيم الخير والحق والجمال التى تبنى العلاقات بين المجتمع والمبدع الذى حان دوره أن يرد للمجتمع الجميل من خلال مساهمته فى التنوير ونشر المبادئ، موضحاً دور الإبداع على مر التاريخ الإنسانى وأدواره العظيمة متذكراً بعض الشخصيات الأدبية البارزة أمثال يحيى حقى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ودورهم فى مواجهة قوى الظلام، وأنه حان الوقت لأن يشكل المثقفون والمبدعون قوافل تجوب المناطق البعيدة عن الضوء لمواجهة ذلك الظلام، مطالباً لتحقيق ذلك بدعم أندية الأدب والمجلات الأدبية وإقامة مهرجانات ميدانية.

وفى كلمته رحب د. عبد الناصر الجميل رئيس إقليم القاهرة الكبرى بالحضور والقائمين على المؤتمر لما بذلوه من جهد لإنجازه، وأشار إلى التحديات الكبرى التى تواجه الثقافة والمثقفين فى الوقت الراهن من عمر الوطن، مما يحتم علينا أن ننتبه لخطورة هذه التحديات الثقافية التى تفوق ما دونها من تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مشيراً إلى دور الثقافة المصرية فى إعادة بعثها من جديد من خلال الأدباء والمثقفين الذين يعملون على إرساء قيم إنسانية نبيلة والتأكيد على هويتها.

كما رحب محمد عبد الحافظ بالحضور مشيراً لدور المحافظة فى دعم الثقافة والمثقفين بالقليوبية، والسادة روؤساء الإقليم السابقين والمشاركين بالمؤتمر، ثم أوضح أن هناك مجموعة عمل بقصور الثقافة تبدأ من صغار الموظفين القادرين على التنفيذ، وتعمل من خلال ثلاثة محاور أساسية وهى أولاً الخروج للناس وأننا لن نظل قابعين بالقصور والمواقع وقد تم ذلك من خلال تنفيذ ما يقرب من 500 قافلة ثقافية على مستوى الجمهورية تحت عنوانين هما مهرجان “أهالينا” ومهرجان “أولادنا” و من خلال 108 مدرسة وأنه لا عودة لغير ذلك، ثانياً تدوير المتاح بقصور الثقافة حيث أننا لا نملك رفاهية الوقت أو المال ولكن علينا أن نستفيد من كل ما هو متاح مشيراً إلى تنفيذ مهرجان أهالينا دون أى دعم زائد ودون أن يكون موجود فى خطة الهيئة هذا العام، وذلك من خلال التعاون مع وزارات التربية والتعليم والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة والمحافظات والجامعات، أما المحور الثالث فهو ملء الفراغ الثقافى الذى يتواجد الأن فى مصر حتى لا يستطيع أحد ملء عقول الشباب والصغار بالأماكن العشوائية والقرى والمناطق النائية بالباطل والتكفير والعنف والإرهاب وذلك عن طريق الذهاب إليهم وإنارة بقع ثقافية صغيرة سوف تزيد بعدد 100 بقعة ثقافية جديدة والتى ممكن أن تكون قاعة مهداه من الشباب والرياضة أو المحليات أو مهداه من محبى الثقافة، كما أشاد بدور المحافظة فى دعم إمداد قصر ثقافة النيل بالقناطر بمحول الكهرباء الذى بلغت تكلفته نصف مليون جنيه وبملغ مماثل له بقصر ثقافة بنها.

ورحب محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية بالحضور من الأدباء والمثقفين، وأوضح أن الإبداع هو ما يدوم وما غير ذلك يزول وأن المثقفين المتصدرين للمشهد فى الوقت الراهن هم قادة المواطنين فى الرقى بهذا الوطن، ومشيرا لاهتمام المحافظة بقصور الثقافة الموجودة بها والتى يتم من خلالها نشر ثقافة النور وليس ثقافة الظلام بما تقدمه من مجالات متعددة فى الإبداع، كما أن الثقافة عليها دور كبير فى التأكيد على هوية المجتمع وريادتها بين الأمم.

وأختتم د. شاكر عبد الحميد الكلمات حيث وجه الشكر لمحافظ القليوبية على رعايتة واستضافته للمؤتمر، كما وجه الشكر لرئيس الهيئة والقائمين على المؤتمر، ثم أشار لمصطلح المؤتمر وهو جماليات النص موضحاً لما يحويه من تقنيات لها أشكال متعددة منها السرد الذى يستخدم فى كتابة الرواية والقصة القصيرة وخلافة والتى ينتج عنها استجابات من المتلقين لهذة التقنيات تؤدى إلى ظهور الجماليات التى نتحدث عنها، ثم أشار إلى بعض التواريخ التى ظهرت فيها بعض التقنيات مثل ظهور التليفزيون وانتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وما كان لها من تأثير فى تقنيات الأدب والسرد، وأننا لا يمكن أن نتجاهل كل هذه الموضوعات وأنه يجب أن نناقش فى هذا المؤتمر موضوعات منها على سبيل المثال جماليات السرد وجماليات البلاغة الرقمية والنص الأدبى بين الرؤية والتقنية والمسرح بين تشكيل الوعى الجمالى والوعى المعرفى.

وفى نهاية الافتتاح تبادل محافظ القليوبية ورئيس الهيئة الدروع، ثم قاما بتكريم رئيس المؤتمر بإهدائه درع المحافظة ودرع الهيئة وكذلك تكريم كل من حامد صديق غنيم مدير قصر ثقافة بهتيم واسم الأديب الراحل ربيع الصبروت واسم الأديب الراحل سمير عبد الفتاح بإهدائهم درع الهيئة بالإضافة وشهادة تقدير، كما قام عبد الحافظ بتكريم القاص جمال شاكر هارون تقديراً لإسهاماته فى مجال الثقافة بإهدائه ميدالية الهيئة وشهادة تقدير، كذلك إهداء درع الهيئة لوزارة التضامن الاجتماعى لدعمها المؤتمر، تلى ذلك تقديم فقرة فنية لفرقة بنها للموسيقى النحاسية.

اترك رد

%d