البيجاما وريادة الاعمال بقلم : سالم الحارث

كتب : سالم الحارث

مؤخراً على منصات التواصل الإجتماعي مقابلة لأحد الشخصيات العامة والفذة في مجال الاعمال والتجارة في مهرجان الشارقة لريادة الاعمال ومما لاشك فيه بأنها شخصية لها بصمة وانجازات عديدة واضحة . ايضاً هو رائد اعمال وذكر كثيراً عن تجربته في بيع الكيك او الكب كيك منتهياً ببناء أطول برج بالعالم ، فقد كان الحضور لهذا المهرجان وهذا اللقاء الكثير من الشباب رواد الأعمال وكعادة تلك الشخصية متحدث جيد ومثقف وصاحب مهارة في الإلقاء فكثيراً ما كانت تعجُ القاعة بالتصفيق تارةً وبالضحك تارةً اخرى ، كان هناك الكثير ممن انتقده على بعض مما قاله حيث ذكر مثلاً لأن تصبح تاجراً لابد ان تكون بخيلاً ايضاً ذكر تستطيع ان تصبح تاجراً و انت بالمنزل لابساً البيجاما !! لا ادري فعلاً ماهو السبب لذكر تلك الأمثله من شخصية عامة و مؤثرة!!

لست خبيراً إقتصادياً ولا مستشاراً مالياً ولم ابني حتى عماره من ثلاثة طوابق ولكن باعتقادي ان يغلق التجار محلاتهم ومكاتبهم ويلبسوا بيجاماتهم هي ليست بالنصيحة الأمثل لرواد اعمال شباب مقبلين على منافسة وعلى تجارة ولن تكون ايضاً بالنصيحة المثلى للتجار فكم سيؤثر لبس البيجاما على الإقتصاد ، صحيح ان للتكنلوجيا وثورة الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الهاتف دور كبير في الاقتصاد العالمي والمحلي وله ايضاً ابعاد اقتصادية قد تؤثر بالكثير او القليل على الناتج القومي ، كان بالأحرى ان يتبنى فكرة لدعم رواد الاعمال ودعم مشاريعهم الوطنية وليس ان يفتح منصة على موقع الكتروني لكي يبيعوا كب كيك وورق عنب وهم لابسي بيجاما في المنازل. اعجبني تعليق احد رجال الأعمال الناجحين فقد اورد كثيراً من النصائح على صفحته الخاصه بتويتر والتي برأيي قد تكون الأمثل للشباب رواد الأعمال فهو أيضاً لم يعجبه موضوع البيجاما واردف قائلاً : “ان خير الأمة في بكورها ” وليس بلبس البيجاما ، فرائد الأعمال حتى ولو كان عمله لا يتطلب مكتباً او شكليات فعليه ان يسعى ويبحث في السوق ويختلط بالعالم الخارجي بل عليه بأن يحضر إجتماعات لا نهاية لها فقط ليقول انا موجود انا هنا وقادراً على عمل كذا وكذا .

بحسب ما أشارت اليه بعض الدراسات والإحصائيات حجم المنشآت الصغيرة والمتوسطة يعادل 95% من الشركات العاملة في إمارة دبي كما يوجد مؤسسات وجهات رسمية داعمة لريادة الأعمال سُنت لها قوانين وتشريعات من القيادة وخصصت فرق عمل يبرمون الكثير من الإتفاقيات والكثير من الجهد لتسهيل وتذليل العقبات التي قد يواجهها رائد الأعمال فقبل ان تكون هذه وظيفه فهو حس و واجب وطني فهم الاجدر والأمثل لمخاطبة ونصح رواد الأعمال نظراً لاحتكاكهم المباشر لهم ومعرفة مشاكلهم وما يواجهووه من مصاعب ، فعلى سبيل المثال يتم احتضان رائد الاعمال من بداية مشواره الى أن يكون قادراً على الوقوف لوحده ومواجهة جميع المصاعب ابتدءاً من الاستشارة والتدريب والترخيص وحتى دخول المناقصات وترسيتها عليهم بل وتخصيص جزء من المشاريع الحكومية لرواد الأعمال ، كلٌ له الحق في التعبير عن وجهة نظره كما عبرَت عنها تلك الشخصيات المؤثرة ونحترم آرائهم لما لهم من باع كبير في مجال التجارة والأعمال ، ولكن بالنهاية المفترض نعطي للخباز خبزه كما سمعنا من قبل ففي هذا المجال بالذات يوجد الكثير من الجهود المُهدَره وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة فلا بد لرائد الأعمال ان لايكف عن المحاوله ولا أن يتوقف عنها ولو وُجِدَ من كلمة تلخص هذه النصيحه فستكون إستمر .

اترك رد

%d