El atentado de las dos mezquitas! مذبحة نيوزلندا


بقلم : ناصر النوبى

ان حادث نيوزلندا لهو من الحوادث والمذابح التى يخجل منها كل ضمير انسانى حقيقى ،وهى من المذابح التى تندى لها القلوب الأصيلة ، فماذا يحدث الآن فى هذا العالم ونحن شعوب وامم شاهدة على الناس أجمعين ، وذلك لأننا أمة مسؤلة وليست أمة عادية تمثل وعيا إنسانيا قديما فى عالم الديانات والعقائد ،والحضارات ،حتى لو انحرفت بنا السفينة الآن عن مرساها الحقيقى بل ربما شحطت بنا فى عصر الاضمحلال لضحالة منسوب الحرية والعدالة بأوطننا وتوقفت عن الحركة ،وهذا شيئ لا يجب أن يضعف الأيمان برسالتنا لكل بنى البشر ،وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ، وكان المسيح بن مريم مسحا مباركا من الحب والسلام !
وحتى لا اطيل عليكم فى المقدمة فإن احوال العالم المعاصر لا تسر عدو أو حبيب ، بافتراض أن الاعداء فقط من الجن والشياطين ، الذين يبدو أنهم اوكلوا بنى الإنسان أن يقوم بدورهم ،فربما قد ملت الشياطين عن القيام بدورها واكتفت بالوشوشة أو الوسوسة
ثم تركت الإنسان المجرم من مواصلة طريق الغواية المقدس، والتى بفضلها تكون جهنم سعيدة ،، وقودها الناس والحجارة، الذين تحجرت قلوبهم ، فكما نعرف أن الجبال والسموات والأرض رفضت المسؤلية والأمانة ،فكيف تدخل الاحجار الى النار? هؤلاء اصحاب القلوب المتحجرة التى تطرفت وجنحت سفينتها نحو القتل والإبادة بدم بارد ، كيف فكر هذا القاتل الاسترالى اليمينى المتطرف
فى استباحة دماء من يرفعون أكف الضراعة لله فى بيت الله اذا كان مسجدا أو كان كنيسة !! بالله عليك كيف تخطط وتفكر وتنفذ جريمة شنيعة مثل هذه الجريمة المقيتة اطفال وشيوخ ونساء فى حضرة الله !! هم شهداء اذن ، لن نستطيع أن ندين الله على ذلك ،لانه يعتد نوعا من الكفر وعدم الايمان بقضاء الله ، والله بالفعل برئ من هذا ، فقد استعجل هذا الإنسان المريض ارواح الآخرين وقتلهم جميعا بل تعدى الأمر إلى مسجدين ، هل تسمع أصواتهم وهم يموتون ، وهم يستغيثون، وهم ينطقون الشهادة أو يذكروا الرب وهم فى الكنيسة!!
لقد كفرت الآن الأغلبية بالمسيحية فى الغرب وأوربا ومشتقاتها (استراليا/نيوزلندا ) وظهرت أجيال جديدة من الكفرة والملحدين
نزع الله من قلوبهم الهداية واى امل فى الإيمان بالمسيحية أو الاسلام وهو أقرب إلى عبادة الإنسان عبادة الأنا ومن بعدى الطوفان ،ففى اوربا هناك تيار متطرف يسمى نفسه( الأوروبيون) دعوة صريحة لنازية قديمة فى تحايل على القانون الذى يجرم العنصرية التى جعلت هتلر يشعل قائلا أفضى إلى كوارث إنسانية فى التاريخ الانسانى ، اكثر من 50 مليون ضحايا الحرب العالمية ،
عندما ظن أنه جنسا ساميا مختلفا عن باقى البشر ، وقد ذهبت الى أوربا وأحسست انى مصرى وانى عربى وانى مهاجر وانى مسلم
فقد دخلت فى التصنيف ، وقد سألتنى ناظرة المدرسة هل تحب الإيطاليين ، قلت لها بل تزوجت منكم ، وانجبت طفلا ، فحمل ملامح الشرق والغرب ،فلم تعترض الجينات الإنسانية عن الامتزاج والتلقيح ، لماذا تختلف عقولنا الى هذا حد التطرف ، بل ربما قلوبنا تحب بعضها البعض ، يا الله الطف بنا فيما جرت به المقادير،،،!
من يقوم الآن بصناعة فتنة بين المسلمين والغرب ، هو المستفيد من هذا الفعل الارهابى الذى يقتل ويصور بالفيديو فى آن واحد
هل نحن مستعدون لمواجهة التطرف اليمينى ، واذا خرج من بلادنا متطرفين فهم لا يمثلون الاسلام ، أو إذا خرج منهم متطرفون فهم لا يمثلون الضمير الحقيقى للغرب ، فليحارب المتطرفون بعضهم البعض فهل يضمن ذلك سلامة الأبرياء من كلا الثقافتين أو الديانتين أو الطرف الثالث لا تتوقف مصانعه عن إنتاج السلاح وافناء البشر وهو المستفيد الوحيد من وراء هذا الصراع بين أقطاب التطرف فى هذا العالم المريع !!
ناصر النوبى

اترك رد

%d