” رجل يعنى خالد ” بقلم : داليا حجي

داليا 1

الكاتبة: داليا حجي

تحدثت كثيرا عن المرأة دفاعا عنها  و لا استطيع ان أنكر مدى تحيزي لها أولا لإنتمائى لها و ثانيا لأنى أرى دائما أنها فى معظم المواقف هى من يقع عليها الظلم مقهورة مظلومة فى مجتمعاتنا العربية الذكورية و ان كانت الآن تتمتع بحقوق كثيرة بعد سنين من العناء و لكن يبقى الإضطهاد و تبقى حقوقا لها كثيرة مسلوبة.

أعترف بأن هناك سيدات بظلمهم و قهرهم للرجال يستحقون  العقاب و يتمتعون بجبروت يصل إلى حد البجاحة غير مسبوق و هناك نماذج أرى أنها لا تستحق الحياة و لا انتمائها لمعشر النساء لما لهم من صفات سيئة و لديهم من الغدر الذى يقهر غدر الرجال و ان كانت النسبة أقل بكثير من الرجال و لكن لابد من الإعتراف بها و لا نفعل كما يفعل معشر الرجال و نخبئ رؤوسنا فى الرمل كالنعامة.

 شهر مارس هو شهر المرأة فيه نحتفل بعيد الأم  انا أرى انه لابد عند ذكرنا للمرأة يجب علينا أن نتحدث عن الرجل   له حق علينا أن نذكره و نشيد بمن يحملون هذا اللقب عفوا ليس كل ذكر رجل و ليس كل رجل خالد.

أنا لا اريد ان اوجه لوما و عتابا لأحد و لا أريد أن أهاجم أو أتهم أحدا لأصدقكم القول أريد أن أعترف بوجود نماذج رجال حقيقية بيننا و أريد أن أوجه لهم كل الشكر و العرفان الذى يستحقونه.

منذ نعومة أظافرى إعتدت أن أرى  جدى لأبى و جدى لأمى رحمهما الله رجالا حقيقيون لا شك و لا ريب فى ذلك اعتدت أن أسمع عنهم قصصا و مواقف لا تصدر إلا من رجالا حقيقيون ثم راقبت أبى الذى لم يترك شيئا من الصفات الأساسية للرجال الا و قد تحلى بها.

لا استطيع أن أنكر  أن هناك رجالا بمواقفهم و سلوكياتهم و رفقهم بالمرأة عظماء و لا أستطيع أن أنكر أيضا أن هناك من الرجال من يقومون بدورهم و دور زوجاتهم الغائبات سواء ان كانوا قد وافتهن المنية أو إنفصلن عن ازواجهن و تركن الأبناء لهم.

هناك رجلا لا يقبل إهانة سيدة هناك رجلا يحترم حريتها و يدفعها للنجاح فى عملها و هناك من يتعاون مع زوجته فى تحمل الأعباء المنزلية حتى لوكان بسيطا حتى لو كان يوم أجازته و ان كانوا قلة قليلة.

رأيت بعينى لهفة زوج على زوجته المريضة فى عيادة طبيب و بكاؤه خوفا من ان يمسها مكروه هؤلاء نماذج لا يجب أن نغفلها .

رأيت و عن قرب سيدات قتلت بداخلهم الرحمة حتى بأبنائهم و تركوهم و تخلوا عن تربيتهم و قام بهذا الدور الثقيل الأب الذى أخذ على عاتقه هذه المسئولية بحب شديد لأبناؤه.

العلاقة بين الرجل و المرأة أنواع أجملهم على الإطلاق علاقة الألفة و الراحة النفسية ان وجدت فهذا هو ما يطلق عليه السعادة.

الغدرو الإضطهاد ليس رجلا و لا إمرأة الغدر تربية و نموذج لا أخلاقى يتحلى به أى جنس من الجنسين ما دام لا يعرف القيم و مادام تربى عليه.

هناك ذكر يعيش و يترعرع بيننا تصنعه أمه وأهله على إنه ليس كمثله أحد و تبلى به سيدة أخرى تتزوجه و تعانى معه الأمرين و هو بدوره يرى أنه ينقصها الكثير و يتعالى عليها ويقلل من شأنها و يكبلها من الأعباء التى تحول دون نجاحها فى حياتها و إما أن تعيش خاتعة متقبلة هذا الوضع أو أن تثور و تبقى دائما مغلولة الأيدى خوفا على مستقبل أبنائها وهو ناقد لازع لها يحرمها من عطفه و حنانه ان كان يعرف عنهما شيئا و يتعامل معها كإبتلاء له فى حياته ولكن يبقى فى القلوب من يولد و يعيش مقدرا المعنى الحقيقى للمرأة يقدسها و يعاملها كهدية من السماء و بنظرة متفائلة يوجد منهم فى الدنيا نعم أعرف أنهم ليسوا بالكثير و لكنهم يعيشون بيننا من لها حظا و يرضى ربها عنها تقابله فى الحياة مازلت مقتنعة أن لكل شئ آوان ربما مقابلة شخص كهذا أصبح الآن نادرا لما لهذا الرجل من عطاء دائم يبقى هذا الرجلخالد فى قلب زوجته أو حبيبته مهما حدث، بالفعل رجل يعنى خالد.

اترك رد

%d