ضل حيطة ” بقلم : داليا حجي “

داليا 1

داليا حجي

لا أرى عيبا فيما سوف أطرحه و لا خجلا إنى أعلنها يا سيدى لكل الناس أرفض الإضطهاد منك و من غيرك لا أتحدث فقط عن شخصى و لكن عن كل أنثى فى هذا الكون.

بمناسبة أننا فى شهر المرأة أو شهر الإحتفال بالمرأة وجدت نفسى و قد إتخذت قرارا بأن يكون مقالى هذا عن المرأة ليس دفاعا عن حقوقها فالمرأة ليست كائنا ضعيفا تحتاج لمن يدافع عنها فهى على مر العصور قوية مثابرة تتحمل ما لا يقدر عليه رجال .

المرأة كائن بارع عنده القدرة على تحمل أعباء كثيرة و كلها من نوعية الأعمال الشاقة و مع كل هذه القوة و المهارة الرائعة فى تحمل أعمال جسام سهل جدا أن تكسرها كلمة أن يوجعها تصرف أن تنهار و تعجز عن تحمل إهانة أعرف جيدا أنها قادرة على الرد و لكنها حتى لو إستردت حقها و ردت الإهانة يبقى الجرح لا يموت مع الأيام.

لذا هذا المقال موجه إليك عزيزى الرجل، إن الأديان جميعا قد كرمت المرأة و لكن لا أعرف سببا واحدا يجعلك توجه لها الإهانة لا أعلم لما تصر عن التقليل من شأنها؟ لما توجعها بكلماتك القاسية؟  لتقل قولا كريما سيدى أو لتصمت أو لتتركها تذهب إلى حال سبيلها فهذا لها أفضل .

أصبحت أثق ثقة عمياء بأنك لا تقدر على العيش دون أن تجد من تخرج فيها كل عقدك و مشاكلك النفسية. مالها هى و مال عقدك المترسخة فيك إن لم تقدر على إحترامها إبتعد عنها سواء حبيب أو خطيب أو زوج أو حتى صديق (حل عنها يا أخى هى مش نقصاك) فحياتها مليئة بالمشاكل إن أردتها أن تكون معك فى حياتك فالتصونها إن عجزت عن ذلك فالأحسن لها الإبتعاد عنك.

تعالوا بنا نستعرض بعض المواقف أو الأمراض المستعصية:

حبيبا، خطيبا أو زوجا لا ترى عينيه سوى عيوبها لا يقدر أن يثنى عليها يوما لا يذكر صفة حسنة لها إن كانت هادئة انت مش ملحلحة و كوبة و إن كانت نشيطة إنت مهيبرة طول الوقت و عاملة قلق تخينة لازم تخسى رفيعة حتموتى ايه مش بيأكلوكى خارج مع هيكل عظمى المهم الإعتراض من أجل الإعتراض سهل جدا إن كنت ترى فيها عيبا أن تذكره بطريقة لطيفة و لمرة واحدة لا أن تكون جملة أساسية فى كل حوار بينكما. إن لم تغير الصفة التى تستاء منها سيدى الإمبراطور أعد عليها خطبتك العصماء مرة أخرى بعد شهر أو إثنان و ليس يوميا أهنئك و أبشرك أنك يوما ما ستفقدها كلها و ليست الصفة الغير محمودة فيها.

كاذب طوال الوقت لا تقدر على الحياة دون أن تكذب عليها تتحلى بكمية من المراوغة و الاعيبك لا تنتهى أبدا و إن واجهتك تقيم الدنيا عليها و لاتهدأ إلا بعد أن تعتذر لك المسكينة بعد أن تكون ندمت على ما فعلت أعلم جيدا أن هناك من تتمسك برأيها عن قناعة و ثقة أن شكها فى محله.

تسمح لنفسك أن تهينها بالسباب و الضرب و يكون رد الفعل إما أن تقبل على نفسها الإهانة لتعيش تحت ضلك لأنها للأسف تحتاجك فى حياتها إما لتتحمل مسئولية تربية الأبناء أو الإنفاق عليهم أو لأن ليس لها مأوى سوى بيتك و توجد من ترفض قبول هذا الوضع و تفضل أن تواجه الحياة من دونك بلا إهانة وهناك نوع ثالث لا تعترض من الأساس على الضرب و اللإهانة و ترى ان هذا هو دور الرجل إصلاحها و تهذيبها و هذا رأيته عمليا و لم أصدق عيناى و ذلك نموذج ميئوس منه تماما.

يرى الرجل فى المراة أنها فريسة يدخل معها فى مرحلة التعارف كملاك وديع و عند تيقنه أنها أحبته و تعلقت به و إعتادت على وجوده فى حياتها تبدأ مرحلة الرعونة  تتصل به لا يرد إلا إذا رغب فى ذلك سهل ان يرفع صوته فى أى نقاش يتبجح عليها و سهل جدا فى مرحلة من المراحل ان يواجهها أنه لن يتزوجها و إن أرادت ان يكون معها فالتبقى العلاقة فى حدود الصداقة ليس أكثر من ذلك.

نموذجا آخر يملى عليها كل المحظورات أما بالنسبة له كل شئ مباح لأنه ببساطة الرجل نعم انت رجلا و لكن المرأة لها حقوقا كإنسانة خلقها الله مثلك هى ليست جمادا لا تشعر هى كائن رقيق يعرف معنى الألم.

نعم أتحدث عن كل أنثى فى هذه الدنيا و أعلم جيدا أن بيننا من ترضى بالذل و الهوان إما أنها عاشقة لهذا الرجل الذى استعذبت اضطهاده وهو بدوره استمر فى معاملته السيئة و أصبح أعنف و أشرس، إما أنها رضيت و خنعت لأسباب أخرى كالأولاد و الأمور المالية و غيرها من الأسباب التى لا أحتمل حتى سماعها و لا مناقشتها.

ببساطة الحياة بلا كرامة كالموت البطئ كل يوم يموت جزءا حيويا بك سيدتى فعليك و من اليوم الأول لعلاقتك به لا تقبلى شيئا ضد إرادتك ناقشى الأمر بهدوء و اظهرى عدم إرتياحك كونى صاحبة كبرياء و كرامة دافعى عن وجودك إفرضى عليه إحترامك  عامليه بما يرضى الله و طالبيه بالمثل.

أرجوك لا تخدع أحببتها أو على الأقل تقبلتها و كنت جادا إقترب منها لا ترى نفسك مستعدا ابتعد لا تجرحها و ان أقدمت و كنت جادا و ارتبطت بها تذكر أنها يوما ما كانت إبنة لرجل صانها و حفظ كرامتها أكمل دوره و صونها لا تهينها.

إن لم تحترمها سيدى أتركها فهى ليست خادمتك و لا أسيرة لك هى كتلة من المشاعر و الكرامة هى ببساطة إنسانة. خلقت لكى تكملك و كى تكملا حياتكما معا .

سيدتى أحب كل أمثالنا الشعبية و أعتبرها جزئا من تراثنا المصرى و لكنى أكره بشدة المثل القائل “ضل راجل و لا ضل حيطة” لا ضل حيطة أفضل إن كان الرجل  يخدعك يقلل من شأنك يهين كبريائك يضعف شخصيتك يقضى على كرامتك … صدقينى ضل حيطة أفضل.

 

 

اترك رد

%d