صنع فى مصر بقلم الكاتبة : داليا حجي

داليا 1

الكاتبة : داليا حجي

عبارة لها معنى و بريق أتمنى أن أراها على كل منتج نستخدمه من اﻹبرة إلى الصاروخ كما يقولون.

فهل لنا أن يتحول الحلم إلى حقيقة؟ سؤال يطرح نفسه على جميع المصريين ممن ولدوا و تربوا و تعلموا فى هذا البلد حتى من تعلموا فى الخارج يتمنون ذلك فعدد لا بأس منه حاول نقل كل ماتعلمه و اكتسبه من خبرات فى الخارج إلى مصر وطنه الحبيب فإما إنه و قد فشل بفضل التعقيدات و الروتين و البيروقراطية المفرطة أو قد نجح و بالفعل رفع شعار صنع فى مصر.

و بما إننى لا أعمل فى مجال اﻹقتصاد و لا أحب اﻷرقام و الحسابات فسوف أتناول حياتنا اليومية و فى جانبها اﻹجتماعى بخاصة الذى حتما ينتج عنه هذا الشعار صنع فى مصر.

صنع فى مصر عبارة عن مجموعة من الصفات السيئة التى تأصلت فينا و أصبحت لﻷسف عادات متوغلة بين أفراد مجتمعنا و لابد لنا من الثورة عليها حتى يتسنى لنا أن نينى مستقبل أفضل هذا إن أردنا.

صنع فى مصر… الشائعات التى من الممكن أن تؤدى إلى القضاء على شخص بل على عائلة بأكملها و تفتك بعلاقات بين  أسر ظلت على مدار العمر مترابطة.

صنع فى مصر… اﻹهمال نرى اﻹهمال فى جميع المجالات حتى و أننا أصبحنا نراه عاديا و لا يؤلمنا بتاتا.

صنع فى مصر كثرة الكلام فيما نفهم أو لا نفهم كلنا أصبح لنا وجهة نظر سياسية نريد أن يتخذ بها.

صنع فى مصر… التواكل فنحن لا نحسب ﻷى شئ قبل المضى قدما فيه و نخسر الكثير.

حتى فى أخطر اﻷشياء و هذا و قد رأيته نصب عيناى من بضع أيام كنت متوجهة ﻷحد المراكز التجارية بمصر الجديدة و عند البوابة لحظة التفتيش رأيت رجل اﻷمن التابع لشركة أمن و ليس شرطى فى وزارة الداخلية يترك سيارة أمامى و لم يفتشها و عند سؤالى له لما لما تفتش تلك السيارة فكان رده و بمنتهى البساطة ﻷن بها أطفال فمن المؤكد أنه لا يوجد بها متفجرات وجهت له اللوم و حاولت أن ذلك لا يمنع عدم التفتيش فقالها صراحة خليها على الله… و نعم بالله و لكن ما دخل ذلك فى التفتيش فهذا نوعا من التواكل من الممكن أن يفتك بعدد كبير من اﻷرواح و يهدم مبنى كبير و يضيع محلات تجارية كثيرة بسبب أحد أفراد اﻷمن الذى يخلط بين التدين و القرب إلى الله و العمل بدقة و أن هناك فرق كبير جدا بين التوكل و التواكل.

صنع فى مصر…قيادة المركبات بجميع أنواعها بصورة تتنافى نهائيا مع القيادة اﻵمنة نحن لم نتعلم إحترام القواعد المرورية و لا إحترام بعضنا البعض. و لا نلوم فقط على سائقى النقل و الميكروباص فجميعنا لا يحترم قانون المرور و من جهة أخرى شوارعنا غير مهيئة لقيادة آمنة من حيث الرصف و عدم وجود لافتات لمخارج و مداخل و اتجاهات كل مكان بها.

صنع فى مصر … كثرة النحيب على اللبن المسكوب تتعرض البلاد لكارثة بدلا من أن نعمل حتى نجتاز اﻷزمة نعمقها أكثر و نترك عملنا و حياتنا و نكثر من الثرثرة و الكلام الذى لا يوصبنا لشئ سوى الخراب اﻷعظم.

صنع فى مصر … الفهلوة عذرا ﻹختيارى لهذا التعبير و لكن ليس له أى مرادف آخر نحن كمصريين مشهورين بالفهلوة و الدهاء تقرر لنا أجازة ما نخذ بعدها يومين و نعمل اليوم الذى يسبقها نصف يوم لا يكفينا ما قرر لنا لابد من المكر و الفهلوة

نتمارض أما مديرينا كى نترك عملنا مبكرا أو نأتى متأخرين.

صنع فى مصر … اﻹلحاح سمة رئيسية فينا ان تعاملنا مع جهة و تركنا أرقام هواتفنا فنحن قد رمينا أنفسنا فى التهلكة أصبحنا فريسة لهذا المكان يتصلون يوميا ليعطونا عروضا و تخفيضات و مهما حاولنا أن نقنعهم بأننا لا نحتاج هذا العرض يتصلون مرة أخرى و هذا اﻹلحاح ليس فقط صفة يتحلى بها من يعمل في المبيعات و التسويق و لكن كلنا أصبحنا كذلك هناك مدير لحوح بطبعه و يتدخل فيما لا يخصه و أحيانا بل كثيرا ما يفسد هذا العمل أو يتسبب فى كره هذا الموظف لعمله.

صنع فى مصر … اﻹستهلاك نحن شعب مستهلك بصورة كبيرة نتصارع ﻹقتناء اﻷشياء حتى و ان كانت ليس لها أى أهمية فى حياتنا سوى ﻷن نتباهى بأننا نقتنيها أمام اﻷصدقاء و اﻷقارب و دائما نفكر و نقارن بين ما نملك و ما يملك مت حولنا فأصبحنا نحقد كثيرا و نستهلك سلع أكثر.

صنع فى مصر … اﻹستهتار بالمواعيد نخلف الميعاد أو نحضر متأخرين و نتمتع بلا مبالاة عالية و عدم دقة فى مواعيدنا و هذا يعنى عدم احترامنا ﻷنفسنا أولا و لمن أعطيناه الموعد.

إن أردنا حياتا كريمة و بلدا متقدما لابد و أن نقضى على ماصنعناه  بأنفسنا ﻷنفسنا من عادات قد تعودنا عليها و من السهل أن نغيرها و البداية من عند كل مواطن مصرى يغير نفسه أولا …. عفوا أيها المواطن إبدأ بنفسك و اصنع مواطنا مصريا نكون فخورين حين نقولها … صنع فى مصر

اترك رد

%d