” رئيس جمهورية الفاكهة ‘ بقلم سحر المليجى

سحر المليجىسحر المليجى

دقت السادسة،وقد حان موعد الرحيل، لا تزأل بعض اكوام الفاكهة فى مكانها على عربة الكارو الثابتة بجوار المدرسة، تبحث عمن يشتريها وقد ذهبت الشمس الى مكانها لترتاح عن غبار بلاد اهدر اصحابها قيمة ثوانيها الغالية فى بحر ظلمات وشكاوى ومشكلات لا نهاية لها.بات الرحيل قريبا، وكنا غابت شمس النهار وراح معها دفء ساعات ،من شتاء قارص، كان على الجوافة والتفاح والبرتقال ان تخلد لمكانها،عسي ان يحمل صباح الغد رزقا لمالكها ،فتتحول الى سلعة يمكن لمالكها ان يتلذذ بطعمها . وقف عم محمد ممسكا باحدي ثمرات التفاح يمسحها فى البلوفر الذي يرتديه ليعيد اليها لمعانها وبريقها، وفي اليد الاخري منديلا ، يستخدمه فى اعاده تلميع ثمرته ليضعها فى هرم مصفوف لا تقل روعته عن هرم الجيزه مؤكدأ ان روح الفراعنه لا تزأل فى احفادهم حتى ةان تخلو عن الاحجأر بثمار الفاكهة واحده تلو الاخرى تجعل من يراقبه يشعر بلمسة اصابعه الحانية على مصدر رزقه الذي كاد يحصي ثمراته اكثر من مرة طوال اليوم، وبعد انتهائه من التفاح ينتقل الى البرتقال فاليوسفي فالجوافة عسي لبريقها المرصوص كاللؤلؤ المنثور على عربة الكارو ان يوجد لها عم فرج ابتسامة وتحية ونفس طويل خرج من نفس اشتاقت الراحه بعد 62 عاما من الجهد دون كلل مع ذلك الرجل الخمسينى كى يقف بين صناديق الفاكهة الخالية على الارض،فى انتظأر ان يسكنها اصحابها من ثمر بعد ان ترتص مرة اخرى من عربة الكارو اليها القروش ال50 او ال100 لم تمنع عم محمد من رفض بيع اصدقائه من الثمرات ،عسي ان يتمتع باصدقاء جدد من الثمرات الطأزجه فى الصباح ،حتى لا تضيع طعمها. بنفس الروح الدؤوبة حملت الصناديق برتقالها وتفاحها وجوافتها،على امل ان تتخلص منها لتحظي باصدقاء جدد ومعها تحرك محمد عائدأ الى اسرته حاملا معه بعض لجنيهات الحلاا وعددأ من اصدقائه كى يحصل ابنائهم على طعام اهل الجنه. السيجأرة وكوب الشاي والشعر الابيض والبلوفر البنى الذي تعطر بروائح مختلطه من فواكه نفضت اتربتها به فامتزجت بعرق الكفاح، تمنت ان يصبح عم محمد مسؤولا كبيرا ،ان يكون وزيرا او رئيسا للوزراء او حتى رئيسا لجمهورية هل يمكن لموزع البريق وصاحب النفس الطويل ان يمسح غبار شعب امتﻷت نفوس اصحابه بالملل،فباتت ثمار غير طأزجه ماذا لو تحول المصريون فى صباح خالى رجل البريق، او الى فاكهة يحرص رئيسها على ان تحتفظ ببريقها حتى وان غابت طزأجت طعمها فقد يحمل الغد لها طعما انقي وافضل مع اهتمام رئيس جمهورية الفواكة بها.

اترك رد

%d