” لعله خير ” بقلم داليا حجي

داليا حجي 1 1
الكاتبة داليا حجي

الكاتبة : داليا حجي

انها المشاعر الجميلة التى تجمع بيننا أزواج و زوجات، آباء و أبناء،أخوة و أخوات،أقارب، جيران، أصدقاء كلنا أحباب.. هل هذا موجود اﻵن نراه و نلمسه فى واقعنا و حياتنا السريعة و يومنا الذى لا ندرى كيف مر بنا لا يعلم فيه أحد الا القليل عن اﻵخر هذا على إفتراض أنه سمع عنه شيئا أو عرف أخباره خلال اليوم الطويل الملئ باﻷحداث و المكتظ بأشياء كثيرة…هل كبرنا و كبرت مسئولياتنا أم كبرنا و نسينا ما تربينا عليه و رأيناه فى بيت الجدة. أعتقد انه النسيان نسينا ما تعلمناه و تربينا عليه نسينا التجمع العائلى و اﻷلفة نسينا كلمة عظيمة وهى “الحب” غابت عن واقعنا تماما و انقرضت كالديناصورات. بعد أن كانت اﻷم هى عماد البيت و عموده الفقرى أصبحت ضيفة تعتمد كل اﻹعتماد على الخادمة التى تقوم بكل اﻷعمال المنزلية و ترعى اﻷبناء و تبث أفكارها فى عقولهم و اﻷم لا تدرى و لا تعلم شيئا أصبح اﻷب طيف يدخل البيت ليلا منهكا و يخرج منه سريعا فى الصباح الباكر و لا يرى أبناؤه باﻷيام أصبح الهاتف الجوال هو بطل كل العلاقات اﻹنسانية نبعث عن طريقه بالرسائل فى اﻷعياد و نتصل بأقرب قريب لنسأل عنه بدلا من زيارته. هذه هى حياتنا اﻵن و كل هذا انعكس على سلوكياتنا فنرى

شابا أو رجلا يعجب بفتاة و يبوح لها بمشاعره و يستمرا فى العلاقة لوقت و يفاجأها بأنه شعر بالملل أو تسرع أو اكتشف أنها لا تناسبه. ﻷنه لم يتربى على الأخلاق و الحفاظ على الفتاة لم يتربى كيف له أن يكون رجلا ليس ذكرا يتحمل المسئولية كيف له أن يحافظ على هذه الفتاة و عندما يبوح لها بمشاعره يكون صادقا. و على الصعيد اﻵخر نرى الفتاة التى تفضل من يقدم لها الماديات عن الشاب الذى أحبته ﻷن المصلحة تقتضى ذلك. و نرى أيضا رب اﻷسرة المحترم الذى يغازل صديقة زوجته التى بدورها تتجاوب معه. كل هذا ﻷن كلمة “الحب” التى كانت بالماضى مقدسة تقال فى وقتها و للإنسان الذى يستحقها أصبحت لا قيمة لها. تقال فى العبث و تستخدم كجواز مرور ﻷى علاقة بين إثنين. حب اﻷبناء للآباء مبنى على المصلحة مبنى على تلبية لمطالبهم من هدايا و ألعاب و سفر و ليس مبنيا على تعاليم ديننا الحنيف و لا على ما تربينا عليه من ترابط إجتماعى. اﻷبناء أصبحوا منعزلين تماما حتى وهم جالسون وسط آبائهم و هذا ان جلسوا أو جمعهم مكان لكن فى واقع اﻷمر كل منهم فى غرفته معزول عن اﻵخر له عالمه الخاص من التكنولوجيا المتطورة فقط. أصبحنا نتحدث مع اﻷجهزة و لا يتحدث كل منا مع اﻵخر أصبحنا لا نفكر كأسرة فى حل مشكلة ما ﻷننا فى حقيقة اﻷمر لا نعلم مشاكل أبنائنا و لا هم يصارحوننا بها. المشكلة اﻷكبر أن أغلب اﻷسر لم تكتشف اننا بصدد كارثة لا تشعر حتى اﻵن أن العلاقات اﻹنسانية مهددة بالفناء أننا يوما ما سنواجه جيلا فاقد المشاعر و اﻷحاسيس لا يعرف متى يبكى و متى يضحك متى يحب و من يحب…. لازال الوقت يسمح أن ننقذ أبنائنا من هذا الخطر..لازال الوقت لدينا كى نعلمهم كيف تكون الحياة فى رسالة حب تصل لقلوبهم و عقولهم معا …لعله خير مازال الوقت يسمح.

اترك رد

%d