على هامش مؤتمر أدباء مصر : المسرح القومى … آفاق جديدة

المسرح القومى ... آفاق جديدة (3)كتب : عبدالناصر الدشناوى

على هامش مؤتمر أدباء مصر المنعقد بأسيوط ويستمر حتى 25 ديسمبر الجارى تحت رعاية د. جابر عصفور وزير الثقافة، اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط، د. سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والذى تنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبو المجد وفى إطار فعاليات اليوم الثانى عقدت ندوة بعنوان “المسرح القومى … آفاق جديدة” شارك فيها د. سيد خطاب، الكاتب محمد حافظ، محمد عبد الله حسين، د. حسام عطا، أحمد أبو خنيجر، الفنان محمود الحدينى، أدراها الكاتب الصحفى يسرى حسان.

دارت الندوة حول مجموعة من التساؤلات منها: هل لدينا مسرح فى مصر يريد استرداد الجمهور مرة أخرى؟، هل لدينا مسرح يمس مشكلات الجمهور؟، هل مسرح الدولة أصبح مناسب لهذه الظروف التى تمر بها مصر وقادر مع مواكبتها؟، هل مسرح الأقاليم يلبى احتياجات المواطنين؟، هل مسرح الثقافة الجماهيرية هو السبب فى إخفاق دور المسرح؟، هل أموال الثقافة الجماهيرية تأتى بثمرة نتاجها؟.

وأشار حسان فى كلمته أن عنوان الندوة هو نتاج العنوان الرئيسى للمؤتمر لأن المسرح يعلمنا ثقافة الاختلاف، وتم اقتراحه عقب افتتاح المسرح القومى حيث رأى القائمين على المؤتمر أنه من المهم إقامة ندوة عن عودة المسرح القومى إلى دروه الأساسى، مما يدفع المسرحيين إلى استعادة جمهور المسرح مرة أخرى.

وأعرب الحدينى عن سعادته بالتواجد بالمؤتمر بمدينة أسيوط وعن عودة المسرح القومى بعد إغلاق منذ عام 2008، وأشار إلى أن المسرحيين لديهم تحدياً كبير أمام الدولة التى أنفقت 105 مليون جنية فى ترميم المسرح لعودة الجمهور مرة أخرى إليه، وأشاد بمجلس الآمناء الذى يتكون من شعبتن كلاسيكية وفنية فى وضع خطط قابلة للتنفيذ لجذب الجمهور مرة أخرى، وتعجب من أن المسرح لم يواكب الأحداث التى مرت بها مصر من ثورتين، وأرجع ذلك لإنهيار المسرح فى المدارس والجامعات، الأمر الذى جعل المواطنين غير مُقبلين على المسرح وطالب بعودة المسرح إلى المدارس والجامعات مرة أخرى، وأوضح أن تكلفة أى مسرحية قد تصل إلى مليون جنية وقد لا تصل إلى الجمهور لأن الدعاية لم تكون على المستوى المطلوب بالرغم من أن هناك وسائل كثيرة الآن لعمل الدعاية ومنها الأنترنت، كما أعرب عن حزنه فى تحويل مسرح الخديوى إسماعيل الذى أُطلق علية المسرح الفرنسى إلى بوسطة، وطالب وزارة الآثار باستراده وتحويلة مرة أخرى إلى مسرح لما له من تاريخ آثارى عظيم، ثم تتطرق بالحديث عن تاريخ المسرح.

وفى كلمة حسام عطا طالب المسرحيين بنظرة إلى المستقبل تجاه المسرح، وأشار إلى أن الأدباء والفنانين كانوا لُحمة واحدة من البداية فى كل القضايا والمواقف الحياتية، كما أشاد بدور الأدباء فى إثراء المسرح ومنهم توفيق الحكيم وطه حسين، موضحاً أن المسرح هو التعبير الحي عن فن الاختلاف، وأن ثقافة الاختلاف متمثلة فى الحوار بين الشخصيات المتناقضة، فالمسرح هو عالم افتراضى للتعبير عن فكرة الاختلاف وقبول الآخر، كما اقترح إنشاء شعبة ثالثة بمجلس أمناء تسمى الشعبة التراثية على أن تساهم فى إعادة إنتاج عروض النماذج الشعبية الأولى كى تكون مواكبة مع أحداث الآن، مثل اليابان، وطالب بإعادة تقديم ريبورتوار الستينات والسبعينات برؤية تتناسب مع الواقع المعاصرة، مع الاحتفاظ بشكل الوجود الكلاسكى فى الروايات، كما طلب بإعادة دور الريجسير الذى يقوم بضبط المسرح لتهيئة المناخ أمام الممثلين والجمهور، كذلك عودة الناقد الفنى أو الخبير المسرحى المعاون للمخرج، حيث تم إفشاله فى الماضى لصالح المخرج.

وأكد أحمد أبو خنيجر فى كلمتة على فكرة أن المسرح القومى المرتبط بالمسرح المصرى عموماً، فمسرح الثقافة الجماهيرية حفاظ على عدم إنهيار المسرح فى السنوات الماضية، وطالب مسرح الأقاليم بتقدم كل ما هو مرتبط بالواقع مع طرح مشكلات ووضع حلول لها، كما أعرب عن استيائه لإعتبار أنشطة الثقافة الجماهيرية سرية لأنه لا يوجد لها الدعاية الكافة، وطلب باعادة النظر فى إدارة المسرح بالهيئة، والخروج بالمسرح إلى الشوارع والنجوع والقرى لتغطية كافة الأماكن بمصر، كما يجب الاهتمام بمسارح الأقاليم كما حدث مع المسرح القومى.

وأوضح محمد عبد الله حسين فى كلمته أـن انهيار المسرح أتى من انهياره فى المدارس والجامعات، كما وجه النقد إلى المسرح التجارى الذى أثر بشكل سلبى على المسرح القومى، وطالب الأدباء والفنانين بعودة الروح مرة أخرى إلى المسرح.

وأكد الكاتب المسرحى محمد ناصف فى كلمته على أن فن المواجهة هو المسرح وقبله الشعر، فهناك علاقة بين عنوان الندوة والمؤتمر، وأن نتبنى فن الاختلاف المأخوذ من فن المواجهة وقبول الآخر، والثقافة الجماهيرية تستطيع دفع المسرح القومى من خلال تقديم الأماكن والعاملون والفنانين، ولكن على المحافظة تحمل الاستضافة، وعلى البيت الفنى للمسرح دفع الأجور للفنانين، وأشار إلى ضرورة إنتاج 27 مسرحية تتناول موضوعات هامة فى وقتنا الحالى ومنها “قناة السويس، العنف، الإرهاب، قبول الآخر”، وأن العرض المسرحى “الميكورباص” الذى عُرض ضمن فعاليات المؤتمر دليل على ذلك، وأكد على عودة عرض العمل المسرحى مرة أخرى لمدة 20 يوماً، وأن هناك خريطة عروض مسرحية يتم التحضير لها فى شهر فبراير القادم لتبدأ العروض فى منتصف العام القادم.   

        وفى كلمتة أشار د. سيد خطاب إلى أن الهيئة لديها خطة ومشروع لإعمار المسرح القومى بشكل كامل ولإعادة المسرح المصرى، وأن أبناء الثقافة الجماهيرية قادرين على عودة المسرح القومى بقوة، كما أكد أنه جارى التجهيز لعمل 6 موائد مستديرة تتضمن ممثلين من فرق الأقاليم و المسرحيين لتحديد المشكلات التى تواجههم والعمل على حلها بإنشاء مجلس أمناء ثقافة فى كل محافظة يساهم فى تجوال المسرح بـ 7000 قرية، كما يساهم فى الخروج من المركزية إلى مراكز مصغرة، وكذلك عمل دورة لفن الكتابة بالمسرح تتضمن أكثر من 25 شاعر عامية، وهذه هى البداية الحقيقية لازدهار المسرح لأنة أساس بناء دولة مدنية حديثة، وطلب بمارسة الفن المسرحى على أرض المدارس والجامعات لتأسيس ثقافة مختلفة قادر على التفاعل مع الإنسان، وأكد على أن المسرح الحى هو لحظة مواجهة بين الممثل والجمهور، حيث يستطيع بتلك العلاقة الإطاحة بالسلطة، ووعد المسرحيين بزيادة ميزانية المسرح، ووجه الشكر للشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة الأسبق لتوفيره 27مسرح متنقل و50 وحدة صوت واضاءه ستعمل على عودة المسرح إلى الشارع والمقهى من خلال توزيعها على المحافظات، وأشار إلى أن اسم الثقافة الجماهيرية سوف يصبح اسماً بديلا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بعد صدور قرار جمهورى بذلك قربياً، موضحا أن هناك 100 شاشة سينما ستعمل بالتعاون مع جمعية الرواد على ضخ ميزانية جديدة تساهم فى إنتاج أنشطة وعروض فنية أفضل.

وفى الختام وبعد التعليقات المشاركين أبدى د. سيد خطاب موافقته على عودة مهرجان مسرح الطفل، وإقامة مهرجان خاص بالمسرحيين، والعمل على عودة أوبرا طنطا للهيئة مرة أخرى.        

اترك رد

%d