تراب أحمر للكاتبة نفيسة عبدالفتاح تدرس لطلبة الدراسات العليا بكلية دار العلوم بجامعة المنيا

نفيسة

كتبت – جيهان سعفان

 أعلن الدكتور محمد عبد الله حسين خلال أطروحته النقدية حول رواية تراب أحمر للروائية نفيسة عبد الفتاح أن الرواية ستدرس لطلبة الدراسات العليا بكلية دار العلوم بجامعة المنيا، جاء ذلك أمس فى الندوة الثقافية التى أقامتها شعبة القصة والرواية باتحاد كتاب مصر، والتى تحدث فيها الدكتور محمد عبد الله حسين والدكتور عماد حسيب وأدارت الندوة الكاتبة والروائية هالة فهمى، التى استهلت حديثها بطروحة نقدية خفيفة حول الرواية فقالت: استطاعت نفيسة عبد الفتاح أن تخطف القارئ بأسلوبها من السطور الأولى للرواية، حتى أنه بعد أن يفرغ من قرائتها يحس أن رحلته إلى زامبيا لم تنتهى رغم انتهاءه من الرواية، وأن الكاتبة وضعت مفاتيح بين السطور لتفتح فى أذهان القراء أبواب العالم الأفريقى المجهول، رغم انتماءنا لهذه القارة السمراء، ثم اعتمدت عبد الفتاح البعد النفسى لأولاد البلد الواحدة فى الغربة لتعبر برشاقة بين خيوط العلاقات مفسرة تباينها بين أبناء البلد الواحد وبعضهم وبين أبناء البلد المضيف، أشارت فهمى لبعض التعبيرات الواردة بالرواية وتوقفت عند شجرة العنب التى جلبت من بلد أخر وغرست فى تراب زامبيا الأحمر فلا هى ازدهرت واتتى بثمارها ولا هى ذبلت وماتت والتى تمثل حالة المغترب الغير قادر على تحمل ألم الغرب فلا هو عاد ولا هو استقر وتأقلم مع الغربة، أيضا تعرضت للأفكار الخاطئة حول الأسلام والعرب، أيضا النهاية المفتوح للرواية وفتح باب التسأولات فى رأس القارئ والتى تتيح فرصة وجود جزء ثانى وربما ثالث للرواية. عرض فيلم وثائقيا عن الرواية يتعرض لبعض مقتطفات من الرواية وصور توضح طبيعة زامبيا ويصاحب ذلك الموسيقى الإفريقية التى تنقل القارئ إلى أجواء الرواية أعدت الفيلم القاصة والصحفية جيهان سعفان، ثم قرأت الروائية نفيسة عبد الفتاح مقتطفات من الرواية فقالت: “فقال صديقنا أن حديقة الحيوان صارت على بعد عشر دقائق كان يقود السيارة بنفسه أصر بعد معاناتى بالأمس أن نقضى عطلة أسبوعية مع الأسرة” تحدث الدكتور محمد عبد الله حسين مشيداً بالرواية والفيلم الوثائقى المعد عنها، متوقفاً عند عنوان الرواية من حيث مكانه على الغلاف بشكل يجعل القارئ يعكس وضع الرواية لكى يقرأه مدللا بذلك على اختلاف الاوضاع بالنسبة لبطلى الرواية، أشار أيضا للونه حيث انقسم إلى لون أسود وأحمر ثم انتقل إلى شكل الغلاف وقدم الشكر إلى مصممته الأستاذة عبير عبد العزيز متوقفاً عند تباين ألوانه بين الوجه الأخصر واللون الأحمر ودقة التعبير، ثم انتقل إلى النص واصفاً إيه بالانفتاح على الفنون الأخرى وعدد قائلآً: فن المسرح وفن السيناريو وفن الدراما التليفزيونية حيث النص به معطيات كل هذه الفنون فنجده يصلح أن يكون عرضا مسرحا أو يسهل على السينارست تحويله إلى سيناريو وتظهر فى مهارات الدراما. أشار عبد الله حسين أيضا إلى عناوين فصول الرواية سارداً إيها معقباً: أنه بالنظر إليها فمن السهل تقطيعها مشهدياً ليشكل مسلسلاً درامياً، ويدفعنا إلى المطالبة بجزء ثانى للرواية، وأشاد الناقد عبد الله حسين إلى لغة الرواية البسيطة التى تخلو من الحذلقة. عقبت فهمى على الطرح النقدى للدكتور محمد عبد الله حسين شاكرة أياه على تخطيه الحاجز القديم من حيث عدم اقتصاره تدرس الأعمال الأدبية القديم لنجيب محفوظ وغيره من جيله ولكنه ادخل الأعمال الأدبية الحديثة أيضا فى مجال الدراسة. أضاف الدكتور عماد حسيب مستهيلاً حديثه بالتوقف عند غلاف الرواية وخاصة عند وجه المرأة الأخضر والذى يتواجه مع الشبح الأحمر، فوجه المرأة الأخضر يمثل البطلة والشبح الأحمر هو تلك الأرض الجديدة التى واجهتها منذ وطئت قديمها أرضها، ولقاؤها مع العنوان بهذا الشكل لينقل خوف المرء من الأمور الغير مألوفة، فجاء العنوان بين الأسود والأحمر. أكد حسيب أن الرواية تعد تجربة المقترب المبتعد وأنها مغامرة سردية تتراوح بين نسقين نسق الدلالة ونسق البنية السردية، حيث أن الرواية تصور حالة المغترب الذى يعانى فى غربته من ظروف قاسية ويتخلى عن إحلامه حتى يصل الأمر إلى بقاء مذل أو رحيل مبكر وكأن الكاتبة تريد أن تقول ليس للفساد أرض، وهناك قراءة تختبئ واء هذه القراءات السطحية ألا وهى القراءة الحفرية والتى تحيلنا إلى معانى أكبر من هذه المعانى، مثلا أن هذه القصة تقدم لنا مجموعة من التأكيدات والدلالات مثل فساد الحكومات، فقر العلاقات الدولية بين الشعوب، سيطرة الرشوة، والسرقة، المنجز يندرج تحت السرد الشخصى (الذاتى). هذه التجربة تعد تجربة جديدة واللغة تتميز بشاعريتها وأنها تستحق الدراسة. فتحت الروائية هالة فهمى باب المداخلات بعد أن عقبت على أطروحة حسيب النقدية قائلة: إن نفيسة عبرت إلى الشخصية بخفة وتعرضت للقطة من الرواية حيث السيدة التى ذهبت إليها البطلة تبيعها الحلويات وتصف مشاعر هذه السيدة لها وترحابها حفاوتها بها حتى سألتها البطلة عن مكان إقامتها فى مصر فتتحول هذه المشاعر إلى نفور من البطلة فهى فعلا تخطفك إلى هذه الشخصية حتى أنك تقول لنفسك أنا قد تقابلت مع هذه الشخصية. توقف الناقد حسيب عند إشكاليات النص وجعل منها مادة تساؤل حول اشكالية جنس الرواية هل هى سيرة ذاتية أم أدب رحلات أم هى رواية؟ شهدت الندوة تفاعلاً كبيراً حيث قام الضيوف بطرح عدة مداخلات.

اترك رد

%d