رسالة الى الرئيس القادم : بقلم / عماد فتحى

السيسى وحمدين

عماد فتحى

سيدي الرئيس أياً من كنت الرئيس القادم لمصر من قطبى السباق الرئاسى القادم سواء كنت السيد عبد الفتاح السيسى أو السيد حمدين صباحى.. أنت مطالب منذ الأن بأن تسعى جاهداً لوضع برنامج أنتخابى يُظهر مدى تمكنك من تولى هذا المنصب لبلد يحتاج لمن يعبر به بعض الأزمات التى يمر بها وليس كلها؛ فكلنا يعرف أن أى منكما لا يملك عصا موسى أو يملك مقاليد الأمور كلها ويستطيع أن يجعل من هذا الوطن جنة الله فى أرضه بين ليلة وضحاها، وكم أتمنى أن يعى كل منكما الدرس من الخبرات السابقة لمن شغلوا هذا المنصب وتبعاته، وأن تضعوا نصب أعينكم أنكم أصبحتم مطالبون بتحقيق ما تعدون به المواطنين البسطاء والكادحين “وما أكثرهم”، فنحن لا نحتاج لبرنامج انتخابى تقليدى يقوم على وعود براقة بتحقيق ما لا يمكن تحقيقة، أنما نحتاج لتحقيق أهداف قمنا من أجلها بثورتين وسالت من أجلها دماء ذكية لزهرة شباب هذا الوطن من كافة أطيافة ألا وهى “عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية”.

نحتاج لبرنامج يبدأ فى حل مشاكل هذا الوطن فى خطوط متوازية، يًشعر المواطن بأن هناك خطوات حثيثة نحو حل مشكلاته من بطالة ونظافة ومرور وجهل وفقر ومرض، ومشكلات أخرى كانت نتيجة لسلوكيات خاطئة تربت داخلنا طيلة عقود كثيرة مضت طفت على السطح بعد ثورتين أبهرتا العالم واستحقتا كل الاحترام منه، ونحن نعرف كما قلنا أنكم لا تملكون عصا موسى وأن ما نطلبه يحتاج لتضافر كافة الجهود بين الشعب بكافة طوائفه ومؤسسات الدولة التى لا بد وأن تُقام من جديد لتكتمل أركان الدولة بشكل رسمى وفعال بعد ثلاث سنوات تعتبر الأسوء فى تاريخ هذا الوطن العريق.

الأن وبعد أن خطونا أول خطوة فى خارطة الطريق وهى وضع الدستور ونتجه للخطوة الثانية وهى الانتخابات الرئاسية، لابد وأن يكون لدى كل منكما تصور مستقبلى كامل ومخطط لبناء دولة المؤسسات بعد انتهاء الاستحقاق الأخيرة من خارطة الطريقة وهى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، مؤسسات تقوم على العمل الجاد لخدمة هذا الوطن لا مؤسسات يعمها الفساد برائحته النتنه، تعمل على خدمة المواطنين بشكل متساوى ولا تميز أو تفرق بين أحد منهم.

كما يجب أن يضع كل منكم فى أعتباره أنه من الممكن أن يصبح حاكماً لوطن يذخر بالعديد من الكفاءات والخبرات التى لا يمكن أغفالها وتركها تهرب للخارج جراء مشكلات تعوق تقديم إبداعاتهم التى يمكن أن تبنى الدولة وتضعها فى مصاف الدول الكبرى، والتى من خلال احتوائها وتذليل كافة العقبات أمامها والاعتماد عليها يمكن أن نجد الكثير من الحلول لعديد من مشكلاتنا.

سيدى الرئيس:

يطول الحديث ويُسهب إذا تحدثنا عن بناء دولة من جديد ولا مجال لذلك هنا تفصيلاً، لكن أما وأن أراد الله أن يكون واحد منكم هو حاكم لهذا البلد، فأرجو أن يعى كل منكم جيداً أن هذا البلد ليس كأى بلد أخر، وأنما هى “مصر” التى حباها الله بذكرها فى رسالاته ودعا له بالخير رسله وكثير من أنبياؤه، فأتقوا الله فيها وفى أهلها حتى يتقى أهلها الله فيكم ويكونون عوناً وسنداً لكم لنصرتها وعلوها.

اترك رد

%d