نعم نحن ناقصات —— عقل ودين بقلم مها يوسف

منذ الوهلة الأولى لإدارك المرأة لأهميتها ودورها بالحياة، إلا وتصطدم بعقول جامدة تقف فى طريقها. فلا تجد فى المرأة إلا إنها خلقت للبيت فقط كزوجة وأم ترعى بيتها ،وأن تكون تابعة للرجل فى كل شئ ،وليس لها حق التفكير والإبداع ،إصدار القرارات المصيرية حتى فى حياتها الخاصة.،لا يحق لها أن تتطلع لأكثر مما يسمح لها. لذلك حاربت المرأة على مر العصور ؛لتخرج من هذا الإطار الذى وضعت فيه رغم عنها وتتطلعت إلى أعلى مراتب التعليم ،حتى وصلت إلى أعلى درجات العلم والثقافة ،وأعتلت أعلى المناصب وحققت ناجحا باهرا أذهل الجميع. دون التقصير فى واجبها كزوجة وأم. ورغم كل هذا لم تنته تلك العقول المتجمدة الحاقدة عليها من الوقوف أمام طموحاتها وفسروا الدين على ميولهم فقط .بأن رسول الله “صلى الله عليه وسلم”وصفهن “بناقصات عقل ودين” دون الفهم الحقيقى،وفسروها بأن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أنقص من عقلها فلا تستطيع التفكير ولا إتخاذ أى قرار وإن كل مايصدر منها ما هو إلا عبث.وإنها لايجب أن تتساوى مع الرجل مهما كانت وألا تزاحمه فى طريقه.وإذا نظرنا بعقلانية ندرك أن الله” سبحانه وتعالى ” عادل لم يظلم مخلوقاته وعباده .فقد ساوى الله بين الرجل والمرأة فى العمل والجزاء فى قوله تعالى من سورة “آل عمران” (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ )). والسؤال الذى يطرح نفسه الآن_ هل العادل الذى يساوى بين المرأة والرجل يهين المرأة كما يدعون! وللإجابة على هذا السؤال سنلجأ لتفسير العلماء. فقد فسرها الإمام الشيخ الشعراوى. سئل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله عن معنى أن النساء ناقصات عقل ودين، فأجاب بكلمات رائعة. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: ” يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟‏ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير . ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل.‏ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏ أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏ قلن: بلى. قال:فذلك من نقصان دينها”.‏ وجاءت إجابة الإمام الشعراوي كالآتي: العقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات، ولا تفعل إلا المطلوب فقط. إذن فالعقل جاء لعرض الآراء، واختيار الرأي الأفضل، وآفة اختيار الآراء الهوى والعاطفة، والمرأة تتميز بالعاطفة، لأنها معرضة لحمل الجنين ، واحتضان الوليد ، الذي لا يستطيع أن يعبر عن حاجته ، فالصفة والملكة الغالبة في المرأة هي العاطفة ، وهذا يفسد الرأي ولأن عاطفة المرأة أقوى ، فإنها تحكم على الأشياء متأثرة بعاطفتها الطبيعية ، وهذا أمر مطلوب لمهمة المرأة . إذن فالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة ، وبذلك فالنساء ناقصات عقل ، لأن عاطفتهن أزيد ، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها ، والإنسان يحتاج إلى الحنان والعاطفة من الأم ، وإلى العقل من الأب . وأكبر دليل على عاطفة الأم تحملها لمتاعب الحمل والولادة والسهر على رعاية طفلها ، ولا يمكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله الأم ، ونحن جميعاً نشهد بذلك . أما ناقصات دين فمعنى ذلك أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبداً، فالرجل لايعفى من الصلاة ، وهي تعفى منها في فترات شهرية، والرجل لا يعفى من الصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر، والرجل لا يعفى من الجهاد والجماعة وصلاة الجمعة، وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من المطلوب من الرجل . وهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى لمهمتها وطبيعتها، وليس لنقص فيها ، ولذلك حكم الله سبحانه وتعالى فقال : { للرجال نصيب مما كسبوا ، وللنساء نصيب مما اكتسبن } . فلا تقول : إن المرأة غير صائمة لعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها ، لأن المشرع هو الذي طلب عدم صيامها هنا ، كذلك أعفاها من الصلاة في تلك الفترة ، إذن فهذا ليس نقصاً في المرأة ولا ذماً ، ولكنه وصف لطبيعتها. ولا تنسوا وصية الرسول “صلى الله عليه وسلم” ” رفقا بالقوارير ” . ونحن إذ نعرض هذا الموضوع لا نقصد إشعال خلافات أو صراعات فالرجل هو أبى و أخى و زوجى و أبنى . ولاتستقيم الحياة إلا بدفىء عائلى يشمل الأب والأم والأولاد. وفى النهاية لابد أن نفتخر نحن النسوة بكل ما وصلنا إليه . وعلينا أن نعمل على زيادة الوعى لدى جميع النساء ،لكى تتعلم ولا تتخلى عن طموحاتها وألا يؤثر هذا على دورها كأم وزوجة.

اترك رد

%d