غدآ مناقشة “صلاة خاصة” للكاتب صبحي موسى  بمعرض الكتاب

كتب : عبدالناصر الدشناوى

يقيم ملتقي الإبداع في تمام الرابعة من مساء الأحد 3 فبراير ندوة لمناقشة رواية صلاة خاصة للكاتب صبحي موسى، يناقشها الكاتب الروائي د.حسن هند، والقس رفعت فكري. وتديرها الكاتبة ياسمين مجدي.

يذكر أن رواية “صلاة خاصة” تتعرض لتاريخ المسألة المسيحية، ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية ككل، وذلك في عصر المجامع المسكونية، وكيف وصل الخلاف في الرؤى بين الكنائس الكبرى إلى مجمع خلقدونية، وانفصالها إلى كنائس أرثوذكسية وأخرى ملكانية، يجيء هذا التاريخ في إطار قصة حب بسيطة تدور بين كاهن يدعى أنطونيوس ومحققةتدعى دميانة في دير مجهول يدعى دير الملاح، ومن خلال الأحداث الكثيرة والمثيرة التي تحتشد بها الرواية نتعرف على تاريخ الدير الذي نشأ في بداية القرن الثالث الميلادي، وكان شاهدا على ما جرى من صراعات بين الكنيسة والمهرطقين، وكيف مازالت هذه الصراعات تلقي بظلال أسئلتها المؤجلة على الدير وحياة من فيه، خاصة وأنهم يعيشون في أعقاب ثورة يناير حالة من البحث عن الميلاد الجديد.
يمزج الكاتب في أحداثه ما بين الصراع القديم والصراعات الحديثه، ومثلما تتعدد الأزمنة والشخوص في الرواية فكذلك تتعدد الأماكن مراكز الصراع، بداية من كنيسة الأسكندرية وصولا إلى كنائس روما وأنطاكيا والقسطنطينية وكبادوكيا والقدس ونيقية وغيرها، وقد حرص الكاتب على وضع بانوراما شاملة للصراع الديني في ذلك الوقت عبر جانبي البحر المتوسط ومدنه، كما حرص على أن تكون قصة الحب بين أنطونيوس ودميانة هي الإطار الرئيس للرواية التي جاءت على ثلاثة أجزاء، فكان الجزء الأول بعنوان (أنطونيوس / الجسد الذي يبذل)، والجزء الثاني ( دميانة/ عاصفة الجنون)، والجزء الثالث ( ملاك/ الروح القدس)، ومن خلال الأجزاء الثلاث التي صدرت في مجلد واحد من القطع الكبير نتعرف على العديد من الأحداث والمواقف المثيرة والمدهشة في التاريخ القبطي حديثا وقديماً، فالرواية في مجملها تعد تحية كبرى للثقافة القبطية، وبحثا عن نقطة التقاء بين كنائس الشرق والغرب، وبين المسلمين والمسيحيين في وقت واحد، ومن خلالها نتعرف على قدر الاسهام الكبير الذي شارك به الفكر المصري في صياغة الفكر واللاهوت المسيحي، وكيف كان للمدارس الفكرية اليونانية التي احتضنتها الأسكندرية في العصرين اليوناني والروماني الفضل الأكبر في تشكيل الفلسفة المسيحية، في هذه الرواية نتعرف على كيف أصبحت المسألة القبطية معادلا للهوية المصرية.
يذكر أيضا أن صبحي موسى صدرت له عدة أعمال روائية من بينها “أساطير رجل الثلاثاء” التي فاز عنها بجائزة أفضل عمل روائي لعام 2013 من معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2014، ورواية “الموريسكي الأخير” ورواية “نقطة نظام” التي فازت بجائزة نجيب محفوظ عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2018.

اترك رد

%d