” تحت المياه الدافئة ” بقلم : هبة عوض

تحت الماء

كتبة : هبة عوض

تنساب المياه الدافئة فوق راسك ثم جسدك حتي تمتلئ بك وتنساب معها الدماء في اوردتك وتشعر باطرافك وكل مفاصلك تتراخي وتهدأ نفسك وكأنك تتهيأ لتأخذ اكبر قدر من الحب المحرم دائما عليك ,تخرج منتشيا من تحت الماء بعد استمناء طال عشر دقائق انتهي بسقطه مروعة الى الواقع ولانك دائما تترك الباب مفتوحا فتجد ضباب البخاريحجب رؤية الشمس لك ولو ان الشباك المطل عليك داخل الحجرة الضيقة الفارغة الا منك نصف مغلق وليس الضباب فقط فالحجرة ممتلئة بانفاسك وتنهداتك واهاتك المكبوتة بداخلك وبكاؤك ليلا احيانا , تتقدم نحوها فتأخذ منها مساحة وجودك المفتعل ,ترمي بالفوطة ارضا وتقف عاريا امام نفسك في المرآة ولكنك لا تجرؤ على النظر اليها فتدير لها ظهرك المقوس نتيجة انحائك الدائم بسبب سقف الحجرة الواقع فوق انفاسك فلا وقت لديك للمشاجرة مع نفسك مثل كل يوم فهذا الصباح غير كل الاصبحة التي عانيت فيها فاليوم المعاناة سوف تكون أقل بكثير حيث انك وجدت عملا او بالمعني الصحيح عرض عليك لن تجرؤ نفسك على اتهامك الدائم بالفشل كل صباح ولن يعرف احد ماذا تعمل لانها مهمة سرية لصالح البلد فكما قيل لك انت تم اختيارك من المواطنين الشرفاء وهذا استفتاء لاراء بعض من القادة المهمين الذين وجدوا أن نافذتك دائما نصف مغلقه ويغطيها التراب وحتي ان الشمس يمنعها الضباب احيانا من الدخول اليك وانك انت شخصيا يحسبك الناس ميتا بالسؤال عنك قالوا انهم لم يروا جثتك منذ وقت طويل وبان الحجرة مسكونة بشبحك فتسترجع ذاكرتك وتحاول ان تتذكر ذلك اليوم الذي مت فيه فلا تظهر لك صورته ابدا وتجزم بانك لو مت لما تركوك بهذة الغرفة ولكن كانوا غسلوك وكفنوك واكرموك نعم لوكنت ميت لاكرموك بدفنك ثم زيارتك لاداء مناسك القبور التي يقدمون لك فيها دموعهم كربانا تنبت في نفسك الشك في الموت كما الشك في الحياة الان ولكن احدا لم يفعل وعليك الان حمل جثتك فوق اكتافك والقائها في مقبرة ما ,ارتدي بنطالك المهتريئ وقميصك الذي لم يعد يحمل رائحتك فكل اشياؤك تبغضك وتبغضها والان سيبغضك الناس بسبب عملك كمواطن شريف تخرج مع اشباهك من الموتي الذين يحملون انفسهم فوق اكتافهم خشية املاق ويلقونها في مظاهرات مع الحكومة تنادي بعدم مخالفة الوضع الراهن او زعزعت استقرار الوضع الراهن او المساس باي شيئ يمكن ان يؤثر في الوضع الراهن وانت لا تعرف ماهو الوضع الراهن انت فقط ستاخذك قدماك الى الشارع وهذا بالتحديد ما سيمكنك من مجارات الوضع الراهن الذي طالما هجرته ونفرت منه والذي تراه يطل عليك دائما من ذلك الشباك في الحجرة الضيقة . انتهي من ربط حذاؤك وامضي لتبتر اخر علاقاتك ممن يعارضون الوضع الراهن وانت تري انه يجدي نفعا عدم معارضته ولطالما كانت علاقاتك مبتورة وحياتك معرضة للصدئ في كل مرة تحاول ان تحيا ,ستخطو قدماك الشارع اخيرا وستطل انت على ذلك الشباك النصف مغلق لتجده من الخارج يبدوا وكانه لبيت مهجور نسيه صاحبه نصف مفتوحا ولكنك لن تجرؤ على المضي قدما ستعودد لتغلق الشباك لانك تعرف ان هناك مواطن شريفا في الحجرة المقابلة لك وقد رأك وانت في الحمام تثير نفسك في عشر دقائق تتخل خلالها المياه الساخنة كل خلايا جسدك ولن يمنعه البخار من حجب رؤيته لك وبالتاكيد سوف يشي بك او يطالب بحقه في حمام ساخن مصحوب بعشر دقائق من الاثارة المستعارة او ربما يدعي انك تخالف الوضع الراهن فتعرف انه من الافضل لك ان تغلق الشباك بالكامل وان تبقي في الحجرة الضيقة ذي السقف الواقع على راسك بل وان تبقي في الحمام تستدعي نفسك لتمارسا سويا الفعل الفاضح تحت الماء.

اترك رد

%d