الجلسة البحثية الرابعة: مناقشة المحتوى الثقافى فى الإعلام المرئى والمسموع

66

كتب: عبدالناصر الدشناوى

فى إطار فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين بعنوان “نحو مؤسسة فاعلة ثقافياً” دورة الأدبية الراحلة د. رضوى عاشور، والذى يترأسه د. سيد خطاب ويتولى أمانته الشاعر عبدالحافظ بخيت، وتنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشؤون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبو المجد، ويستضيفه إقليم جنوب الصعيد الثقافى برئاسة سعد فاروق خلال الفترة من 6 :9 ديسمبر الجارى.
عُقدت الجلسة البحثية الرابعة بعنوان “المحتوى الثقافى فى الإعلام المرئى والمسموع” أدارها الكاتب الصحفى يسرى حسان، حيث تناولت الجلسة بحث بعنوان “دور وسائل الإعلام فى معالجة أزمة الثقافة” للدكتور حسن مدنى شارك فيها د. عواطف عبدالرحمن والكاتب محمد السيد عيد بمكتبة العقاد الثقافية بأسوان.
أوضحت د. عواطف إلى هناك تعصب يحدث الآن فى المجتمع المصرى فى مجال الإعلام، مشيرة إلى ضرورة وضع خريطة تواكب الأحداث خاصاً بعد أحداث 25 يناير، وأكدت على أن إعلام الدولة يعانى من بعض المشكلات لأن السلطة الحاكمة هى التى تتحكم فى مضامين الإعلام، بجانب رجال الإعلام الذين يسيطرون الان على القنوات الفضائية وساهموا فى نشر ثقافة استهلاكية تعمل على تغييب العقل والوعى من خلال بعض البرامج التى لا تستهدف أى فائدة لصالح الجمهور، مؤكدة على أن الإعلام لابد أن يساهم فى تثقيف وتنوير الجمهور من خلال نشر الوعى بالحقوق الميدانية والاجتماعية والثقافية وحقوق الاختلاف.
وأوضحت أن هناك مشكلتين تواجه الإعلام الأولى هى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون لديه 42 ألف موظف فى حين أن المتخصصين اجمعوا على أن 4 ألف موظف يكفى، وهذا يشكيل عبء على الاتحاد، والثانية فى عدم وجود نقابة للإعلاميين تحمى حقوقهم مثل نقابة الصحفيين، ومن ناحية أخرى أشارت إلى أن فى مجال الصحافة تعانى بعض المؤسسات الصحفية من وجود ديون مالية عالية كمؤسسة الأهرام، موضحة أن بعض رجال الأعمال أصبحوا خطراً على الصحافة المصرية من خلال تمويل الصحافة، وأكدت على أنه لا يوجد معيار يتحكم فى تولى منصب رئاسة التحرير، وأن الصحفى الذى يستطع الحصول على نسبة إعلانات أكثر يحظى بفرصة أكبر لتولى منصب مهم داخل المؤسسة وليس عامل الكفاية والخبرة، وأضافت أن مجالات الثقافة والتعليم والإعلام فى منظومة واحدة، حيث أن رجال الإعلام اقتحموا مجال التعليم من خلال التعليم الخاص وأن مصر الدولة الوحيد التى لديها 8 أنواع من التعليم “الألمانى، الأمريكى، الفرنسى، البريطانى” وغير ذلك إلى جانب التعليم الخاص، أما الثقافة فأصبحت سلعة خاصة بعد 25 يناير، حيث هناك 6 وزراء تولوا هذا المنصب وهذا يدل على عدم وجود سياسية ورؤية واضحة من جانب السلطة الحاكمة، وناشدت القوى المجتمعية على النهوض لتخطى مرحلة التحولات الجذرية التى تمر على مستوى العالم .
وأشار د. حسن مدنى إلى أن أزمة الثقافة فى الإعلام تتمثل فى عدم الاهتمام بالبرامج الثقافية بالإذاعة والتليفزيون، حيث يعتبر القائمين على تلك البرامج بأنه لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، مشيراً إلى بعض البرامج الإذاعية التى حظيت بجماهيرية عالية كبرنامج لغتنا الجميلة، وطالب بضرورة الاهتمام بنشر اللغة العربية، وناشد وزارة الثقافة بتبنى نشر ثقافة متابعة البرامج الثقافية بالإذاعة حتى تستطيع تلك البرامج الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، كما طالب المجمع العلمى للغة العربية بضرورة الاهتمام بنشر اللغة العربية السليمة حيث هناك بعض النشرات الإخبارية بالقنوات الفضائية تبث الإخبار باللغة العامية.
أما الكاتب محمد السيد فأشار إلى دور البرامج الثقافية فى الإذاعة المصرية منذ نشأتها، وكذلك البرامج الثقافية بالقنوات التليفزيونية وأرجع ذلك إلى جهود سميحة غلاب رئيسة الإدارة العامة للبرنامج الثقافى بالتليفزيون، ومن تلك البرامج التى حظىت بنسبة مشاهدة عالية برنامج نادى السينما والمسرح، كما أشاد بدور صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق الذى ساهم فى دخول مصر عصر القنوات الفضائية، وأوضح أن قناتى النيل الثقافية والتنوير لم يحققوا الهدف المنشود منهم، وطالب قناة النيل الثقافية بتطوير المواد الثقافية التى تقوم بإنتاجها، وأوضح أن ميزانية قناة النيل الثقافية تذهب إلى أجور العاملين بها وليس فى إنتاج مواد ثقافية.
أعقب ذلك بعض المداخلات من جانب الحضور، حيث أشار يسرى السيد أن الإعلام القومى لابد له من القيام بدوره فى حماية الدولة من الإعلام الخاص، أما خالد الصاوى فأوضح أن الثقافة هى الوطنية ويجب علينا أن نفهم جيداً معنى الوطنية قبل نشر الثقافة، وأوضحت د. هالة بدارى أن البرامج الثقافية لازالت لديها جمهورها الخاصة بها وهذا ما أثبتته بحوث استطلاعات الرأى.

الجدير بالذكر أن فعاليات الجلسة شهدت حضور د. محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الشاعر مسعود شومان رئيس الهيئة الأسبق، الكاتب المسرحى محمد عبدالحافظ ناصف الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة، سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى

اترك رد

%d