ورشة عمل بمؤتمر الأدباء ومناقشة “هيئة قصور الثقافة..النشأة..التطور..المستقبل”

11

كتب: عبدالناصر الدشناوى

فى إطار فعاليات اليوم الثانى لمؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين بعنوان “نحومؤسسة فاعلة ثقافياً” دورة الأدبية الراحلة د.رضوى عاشور، والذى يترأسه د. سيد خطاب ويتولى أمانته الشاعر عبدالحافظ بخيت، وتنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة التابعة للإدارة المركزية للشؤون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبو المجد، ويستضيفه إقليم جنوب الصعيد الثقافى برئاسة سعد فاروق خلال الفترة من 6 :9 ديسمبر الجارى.
عقدت ورشىة عمل بعنوان “هيئة قصور الثقافة..النشأة..التطور..المستقبل” بقصر ثقافة أسوان أدارها محمد السيد، شارك فيها الشاعر سعد عبدالرحمن، د. سيد خطاب رؤساء الهيئة السابقين والشاعر فتحى عبد السميع، حيث أشار سعد عبدالرحمن إلى تاريخ الثقافة الجماهيرية منذ الخمسينيات وكيف تطورت إلى أن أصبحت بالشكل التى هى عليه اليوم، مشيراً للمشكلات التى طرأت على الثقافة الجماهيرى بعد حرب 1973 وجعلت منها جهاز ثقافى غير فاعل، كما أوضح أن هناك أماكن ثقافية منتشرة فى أرجاء مصر تابعة للهئية لا يوجد بها أكثر من عاملان، موضحاً أن الدولة تدعم الهيئة بميزانية قدرها 400 مليون جنية وأن المخصص الفعلى للأنشطة لا يتجاوز 50 مليون جنية والباقى يذهب إلى الإنشاءات وأجور العاملين بها، ووجه سعد نقداً على ارتفاع الإنفاق عند بناء القصور حيث أشار إلى أن هناك قصور قد تكلفت 50 أو 60 مليون جنية فى حين أن التكلفة الطبيعة لبناء أى قصر من الممكن أن تبلغ 20 مليون جنية، أى أن هذا المبلغ يمكن أن يكون لبناء ثلاث قصور وليس قصر واحد، وأضاف أن قصور الثقافة تتعرض إلى هجمات كبيرة من قبل البعض، وهذا يرجع إلى جهلهم بدور الهيئة بشكل كبير وواضح، ونوه إلى أن هناك خلط بين دور الثقافة الجماهيرية والقطاعات الأخرى بالوزارة حيث تسأل ماذا فعل قطاعات الإنتاج الثقافى والفنون التشكيلية وأكاديمية الفنون والمركز القومى للسينما داخل وخارج مصر فى مجلاتهم، فى حين أن قصور الثقافة لها تأثير وبصمة واضحة على أرض الواقع، موضحاً أن هذا الخلط جاء نتيجة أن الهيئة بها إدارات تعمل فى هذا المجالات، وطالب من الباحثين تطبيق نتائج أبحاثهم على أرض الواقع.
وأوضح د. سيد خطاب أن هناك تراجع لدور الثقافة منذ 30 أو 40 عام، مطلباً المثقفين والأدباء بإعادة دور الثقافة مرة أخرى، وأن ذلك سيأتى من خلال وجود مشروع ثقافة واضح يعمل الكل لانجاحه، مشيراً إلى أن دور الوحدة المحلية المجتمعية فى القرية فى الخمسينات كان نموذجاً لبيت ثقافة الآن، كما أكد على أن جهود الدولة انكمشت فى تفعيل دور الثقافة حيث يوجد 4500 ألف قرية لا يوجد بها ثقافة جماهيرية من بيوت وقصور ومكتبات، وهذا يتطلب وجود مظلة جديدة لبناء شكل الجهاز الثقافى فى القرية حتى يعبر عن شكلها وموؤرثها الثقافى والحضارى واحتياجاتها، مؤكداً على ضرورة رجوع فكرة خلق عقل الإنسان مثقفاً ومبدعاً، ووجه انتقاداً إلى بعض قصور الثقافة التى تكون طاردة لا جاذبة للرواد، كما وجه انتقادات للهيكل الوظيفى للهيئة حيث أن بها 16 وكيل وزارة و76 مدير عام وهذا ما يجعله هيكل شديد التعقيد ويحتاج إلى معالجة، وطالب من المعهد القومى للتخطيط إعادة بناء الهيكل الوظيفى للهيئة، لأن الهيئة تقوم بأدوار جهات أخرى وهذا يشكل عبء كبير عليها، كما انتقد المنتجات الفنية التى تعمل الهيئة على إنتاجها لأن الجمهور لا يستطيع شرائها إلا من خلال صندوق التنمية الثقافية، وناشد برجوع دور جمعيات الرواد إلى سابق عهدها لخدمة الثقافة.
وأشار الشاعر فتحى عبدالسميع إلى أن كل المشكلات التى تواجه مصر الآن ترجع إلى الثقافة، فالثقافة هى أساس وأول نقطة فى معالجة كل المشكلات، وتسأل قائلاً هل الدولة مؤمنة حقا بدور الثقافة وأهميتها؟ مشيراً إلى أن الثقافة دائماً تكون على الهامش، حيث تعتبر الدولة المثقف يمثل خطراً على الدولة، وطالب الدولة بضرورة الإيمان بدور الثقافة والمثقفين، كما ناشد بضرورة جعل العاملين بقصور الثقافة مثقيفين فاعلين ويأتى ذلك من خلال عمل ندوات ودورات تدريبية بهدف تحسين وتطوير عقولهم، ولكى يساهم ذلك فى رفع مكانة الموظف بالثقافة، وأكد على أن موظف الثقافة لا يعمل من منطلق نشر الثقافة للجميع بل يعمل بشكل روتينى، بالإضافة إلى أن الفعاليات الثقافية لابد وأن تكون ذات صلة باحتياجات كل قرية، حيث لا يوجد محاضرة أو ندوة عن الثأر أو القابلية.
أعقب ذلك بعض المداخلات من جانب المشاركين، حيث أشارت د. عواطف عبدالرحمن إلى ضرورة تثقيف الشعب من خلال مواكبة الحركة السياسية والوطنية، مطالبة الدولة بضرورة إعطاء أهمية للتعليم والإعلام والثقافة والبعد عن العمل الفردى، حيث أوضحت أن الجميع الآن يعمل فى جزر منعزلة، وفى مدخلة أخرى أوضحت د. هالة البدرى أن على قصور الثقافة توظيف العاملين بها لخدمة الثقافة والذين بلغ عددهم 17 ألف عامل، مشيرة أن الهيئة بها مركزية كبيرة فى جميع الإدارات، وطالب أشرف أبو جليل بضرورة التخلى عن المركزية بحيث تستطيع كل إدارة أن تعمل على اتخاذ القرارات بعيداً عن التعقيد والروتين الذى يساهم فى إهدار الوقت.

اترك رد

%d