افتتاح مؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين بأسوان

الافتتاح

كتب: عبدالناصر الدشناوى

شهد الكاتب الصحفى حلمى النمن وزير الثقافة واللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان ود. محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة افتتاح مؤتمر أدباء مصر فى دورته الثلاثين تحت عنوان “نحو مؤسسة فاعلة ثقافيا.. دورة الأديبة الراحلة د. رضوى عاشور”، برئاسة د. سيد خطاب ويتولى أمانته الشاعر عبد الحافظ بخيت، والذى تنظمه الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر أشرف أبو جليل، بحضور الشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية و الشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ونانسى سمير رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية والباحث سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافى ورؤساء الهيئة السابقين الشاعرين سعد عبد الرحمن ومسعود شومان والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف ولفيف من قيادات المحافظة والهيئة والصحفيين والإعلاميين والمهتمين بالحركة الثقافية بالمحافظة، وذلك على مسرح فوزى فوزى يوسف الصيفى .
بدأت الفعاليات باستقبال الحضور بعرض فنى لفرقة أسوان للفنون الشعبية والتى تفاعل معها الحضور، أعقبه تفقد معرض لإصدارات الهيئة والإقليم وافتتاح مجموعة من المعارض الفنية لمنتجات “الورش الفنية لثقافة المرأة والحرف البيئية وورش فنية لذوى الاحتياجات الخاصة”، كما تم افتتاح معرض فنى لفنانى أسوان فى مجالى التصوير الزيتى والنحت ضم عدد 25 لوحة فنية بالإضافة لعدد 8 قطع نحت، بالإضافة لتقديم عرض فنى بعنوان “بنى معبدأ للحب” تأليف أحمد أبو خنيجر وإخراج أسامة عبد الرؤوف.
وفى كلمته أوضح عبد الحافظ بخيت أن تطورنا الثقافى ينبع من فهمنا للواقع، وأن مهمة الثقافة هى إيجاد رؤية لفهم هذا الواقع فى ظل التحولات الثورية، وأننا سوف نُحاكم كأدباء ومثقفين على النقل الثقافى المتردى الذى فتح الباب للإرهاب، إلى جانب غياب العدالة الاجتماعية والعشوائيات وحرمانها من الثقافة وغياب التسامح ورسوخ الخرافة وتراجع الخطاب الثقافى الفكرى أمام الفكر المتطرف دون مواجهة فكرية، مشيرا إلى القوة الثقافية الخارجية المحمولة لنا عبر الأنترنت ووسائل الإعلام التى لا تستوطن إلا المناطق المتحجرة ثقافيا، منوهاً إلى أننا سوف نفتح هذا الملف من خلال محور المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية والوقوف على دورها فى خلق ثقافة وطنية، فلا قطيعة بين ما هو ثقافى واجتماعى، وأن الثقافة لا تتطور بانغلاقها وإنما بالتبادل الحر مع الثقافات الأخرى على قدر من الاحترام والندية، كما أشار إلى أن الدول النامية لا تحصل إلا على النفايات الثقافية للدول المتقدمة، ومن هنا لابد من تضافر جهود المؤسسات الثقافية مع مؤسسات وزارة التربية والتعليم والأوقاف والمجتمع المدنى، ولابد أن نرد على تردى وتفتت الهوية الثقافية حيث لم يعد الشيخ أو الأستاذ قادر على بث ثقافة مستنيرة، وأننا بحاجة لتفعيل دور المؤسسات وتطوير مهاراتها لتواجه التطرف سياسياً وفكرياً واجتماعياً، وأنه من الضرورى وضع قواعد وضوابط ثقافية لإصلاح المؤسسة الثقافية من الداخل من غبار الفساد والمحسوبية والنمطية فى المرحلة الآنية، بالإضافة لضرورة وضع رؤية منهجية نتبعها لدراسة الواقع الشمولى الذى يضم التراث القومى والحداثة، ولذلك نحتاج لدعم الدولة بتغيير النظرة إلى الثقافة على أنها ترف اجتماعى، موضحاً أن الثقافة فى عهود خلت كانت تحتاج إلى الدولة أما الان فإن الدولة هى التى تحتاج إلى الثقافة لوضع خارطة طريق يؤدى إلى مستقبل منير، ولابد للمثقف أن يكون فى قلب الحدث وخيراً له أن يكون فى مؤخرة الأسود على أن يكون فى مقدمة الغنم، وفى ختام كلمته أعرب عن سعادته باجتماع خمسة رؤساء لهيئة قصور الثقافة فى هذه الدورة.
وأشار د. سيد خطاب إلى أن المؤتمر يعد ميثاق شرف نتفاعل من خلاله لنتحول من دراسة الحالة الأدبية إلى فعل مباشر يوضح ويدعم رؤية مصر فى الحركة الثقافية، واعداً أن يقدم المؤتمر آليات جديدة نحلل من خلالها عيوب ما ينبغى أن نعيد النظرة فيه داخل مؤسساتنا الثقافية، مضيفاً أن المؤتمر فى جلساته البحثية سيعرى عيوبنا بهدف إعادة بناء مستقبل المؤسسة الثقافية وتفعيل دورها الاجتماعى.
وفى ختام كلمته أعرب خطاب عن شكره لمحافظ أسوان لاهتمامه بالشأن الثقافى وحرصه على أن لا تخلو محافظته من حدث ثقافى كبير كل شهر.
ومن جانبه وجه د. بدران عظيم الشكر للمحافظ على استضافته للمؤتمر، كما أعلن عن موافقة سيادته على منح هيئة قصور الثقافة الأرض المجاورة لبيت ثقافة كركر لإنشاء مسرح صيفى ومكتبة وذلك أثناء تفقده صباح اليوم لأعمال إنشاء البيت، وأكد على أن الأدباء يمارسون مبدأ الديمقراطية من خلال إعطاء أمانته اختيار حر بعيداً عن توغل الوزارة أو السلطة، وناشد الأدباء بالتمسك بهذا المغنم، كما أكد على ضرورة إعمال العقل وأن الشباب بحاجة إلى المحاورة لا المحاضرة، مضيفاً أننا لكى ننجو بشبابنا من السقوط فى براثن التطرف والتشدد لابد من تجديد الخطاب الثقافى الذى لا يقل أهمية عن تجديد الخطاب الدينى، موجها التحية إلى جيش مصر الذى يحمى حدودنا الآن.
وتمنى د. أبو الفضل أن يعود المسرح المتجول إلى أوج توهجه وانتشار دور السينما وفرق الفنون ووجود مكتبة فى كل شارع، كما تمنى محو الأمية الأبجدية والثقافية من خلال مبادرات لتحويل 600 موقع ثقافى متمثلة فى بيوت وقصور ومكتبات لأماكن ثقافية جاذبة لا طاردة للجمهور، ووصف المثقفين والأدباء بالقوى الناعمة والباسلة التى تعد خط الدفاع الأول فى مواجهة الإرهاب والتطرف ليعيدوا مصر إلى بهائها.
ورحب اللواء مصطفى يسرى بالحضور وعبر عن سعادته بإقامة مؤتمر الأدباء على أرض محافظة أسوان بعد غياب لمدة 25 عام، مشيراً إلى تاريخ مصر الحديث، منوهاً بمشاركة هيئة قصور الثقافة فيه من خلال الفرق الفنية والقوافل الثقافية، مضيفاً إلى أن الثقافة والفكر هما ضمير الأمة ونقطة إنطلاقها نحو المستقبل، معلناً إلى أنه قد طلب من وزير الثقافة إقامة مهرجان سينمائى دولى بالمحافظة وأنه وافق على ذلك.
وأشاد النمنم بدور المحافظة فى إثراء الحركة الثقافية منذ بدايات القرن العشرين مروراً ببناء السد العالى الذى يعد أكبر مشروع ثقافى قومى سياسى، ومشيراً إلى أن المؤتمر يجعلنا ننظر إلى الثقافة المصرية ومؤسساتها بفخر لأنها ثقافة مقاومة تتطلع إلى البناء لا الهدم وأنها ثقافة تضحية منذ محاولات الإغتيال لطه حسين ومحمد عبده ونجيب محفوظ، وذلك فى إشارة لحالات التطرف التى واجهت المفكرين والأدباء أمثال فرج فوده ونصر حامد وكذا هيئات الدولة المتمثلة فى الثقافة الجماهيرية والهيئة العامة للكتاب عندما حاولت نشر روايات من وجهة نظر المتشددين لا يجب أن تنشر، ودعا المؤتمر إلى التفتيش عن السلبيات الثقافية وكشفها بشفافية.
وفى ختام فعاليات حفل الافتتاح قام محافظ أسوان بتكريم الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة ود. محمد أبو الفضل بدران رئيس الهيئة ود. سيد خطاب رئيس المؤتمر والشاعر عبد الحافظ بخيت أمين عام المؤتمر بإهدائهم درع المحافظة، وفى سياق متصل كرم المؤتمر مجموعة من الشعراء والأدباء لإثرائهم الحياة الثقافية وذلك بمنحهم درع الهيئة وشهادة تقدير وهم: الشعراء مدحت منير عن الوجه البحرى وطارق فراج عن الوجه القبلى والناقد محمد السيد إسماعيل عن النقاد والناقدة صفاء البيلى عن أديبات مصر واسم الأديبة الراحلة إبتهال سالم عن الراحلين والصحفية زينب عفيفى لإسهاماتها الصحفية فى نشر الثقافة،كما كرم الباحثين محمد شاكر عن إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى وعمر شهريار عن إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى وفتحى عبد السميع عن إقليم جنوب الصعيد وبكرى عبد العظيم ممثلاً عن أدباء أسوان.

اترك رد

%d