” التواصي والتواصل ” بقلم الدكتور ناصر الأسد

د. ناصر الأسد

نجلس هنا وهناك ونتواصل مع هذا وذاك ، نضحك ونبكي ونشارك هموم الناس ، نتزاور ، نتواصل وجهاً لوجه نجلس كثيراً وبالساعات الطوال ، نلتقي عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها ، السؤال الأول كيف حالك ؟ الرد تلقائي الحمد لله وأنت كيف حالك يرد عليه بالمثل ، الحمد لله على كل حال فهذا هو ديدن المؤمن ولكن لماذا لاتشرح له عن حالك فعلاً أو تطلب منه نصيحة أو تشنف آذانه بأخبارك وإنجازاتك وتحفزه بذكر طموحاتك ، ماهي الأخبار ؟ لاجديد وأنت ماهي أخبارك لاجديد !! أصبحت هذه الأسئلة بدون روح لمجرد اجراء اعتيادي وذكر كلمات لابد أن تذكر وانتهى الأمر ، رجل تتواصل معه من فترة طويلة لم تذكر أنه وصاك أو أهداك نصيحة بقوة حبك له وحبه لك ، وفي آخر المجلس سؤال توصيني بشيء أي خدمة يرد عليه الطرف الآخر شكراً ، غلب على الكثير التواصل لهدف التسلية فقط إلا من رحم الله ونادراً ماتجد أحدهم يسأل عن أخبارك بصدق وحريص على أن يكون جزء من الحل في حياتك أو جزء محفز لنجاحك أو جزء مكمل في مشاريعك ، يبتسم لك وهو من الداخل مكتئب ، يضحك وهو من الخلف يحاول خيانتك ، أو يبتسم فقط إذا وجدك مبتسم ولايهمه أمرك فقط يريدك أن تكون جسر له ليضحك ويقضي وقته وانتهى الأمر ، الصداقة تواصي التواصل الحقيقي الأصل فيه التواصي والنصح ، الصداقة حجة لنا وعلينا ، الأخوة نعمة متى ماعرفنا قيمتها ، الصديق ممكن يكون حجر عثرة لك في حياتك وممكن يكون نعمة وعون لك في حياتك وبعد مماتك ، فمن أي الفريقين نحن أتمنى أن نعيد النظر في كل اتصالاتنا وعلاقاتنا ونزينها بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر أكيد نحن لها وقدها

بقلم  دكتور: ناصر الأسد  

رائد صناعة الماركة الشخصية

كاتب ومدرب في مجال تطوير الذات

اترك رد

%d