مغامرات فرقة مصابيح في الصعيد” والشيخ ابراهيم الحريري”

5

كتب : احمد الصالح

في البداية أقول انه من الضروري أن يقرأ كل واحد ما سأكتبه
اتصل بنا الشيخ إبراهيم الحريري عن طريق الشاعر السوري خليل عوير وطلب مني مشاركة فرقتنا في مهرجان لدعم الشعب السوري اغاثيا و إنسانيا في مدينة المنية المصرية فلم نرفض بل على العكس كنا مندفعين لهذه المشاركة و لكني شرحت له ظروفنا وان إمكانياتنا لا تسمح لنا بالتحرك و التجهيز للمهرجان فقال إن عملنا هذا تطوعي من أجل الثورة والشعب السوري لكن وعدني بأنهم إن جمعوا ((تبرعات)) من هذا المهرجان فسيتم دعمنا بهدية مالية رمزية فلم نتردد
كان يوم سفرنا المقرر يوم الجمعة الماضي و تقرر سفرنا بالقطار ومعنا الأستاذ خليل عوير و الإعلامي المصري عبد الناصر الدشناوي و ركبنا القطار حيث تكفل بمصاريف السفر الأستاذ خليل على أساس إنهم سيعوضونها له .
كنا في محطة رمسيس الساعة 4 عصرا و انطلق القطار من المحطة الساعة الخامسة والنصف ليتوقف في المحطة التالية لمدة ساعتين بسبب إغلاق السكك الحديدية من قبل متظاهرين يمنعون حركة القطارات بعد ذلك قال مدير المحطة أن القطار سيعود لرمسيس وتلغى الرحلة وكانت الساعة تجاوزت الثامنة مساء فقررنا أن نترك القطار ونستقل أي وسيلة أخرى مع العلم أن المناوشات والمشاكل كانت على أوجها وكان بإمكاننا العودة لبيوتنا و إنهاء الأمر إلا أن نداء الواجب والالتزام منعانا من ذلك
و بصعوبة تمكنا من الاتفاق مع سيارة ميكروباص لأخذنا إلى المنية و انطلقنا في طريقنا
بعد انطلاقنا بقليل شعر الأستاذ خليل بأنه من الضروري أن يشترى شيئا للأكل خصوصا لوجود أطفال معنا ( شيماء و منال ) والاثنين شعرنا بالجوع الشديد و جميعنا كذلك فتوقفت السيارة أمام محل وأشترى بعض الخبز والجبن واللانشون وأكل الجميع ما يسد جوعهم مؤقتا ريثما نصل إلى وجهتنا
وبالفعل وصلنا إلى المنية حوالي الساعة الواحدة ليلا و توقفنا في مكان متفق عليه ليأتي بعد بعض الوقت واحد من المجموعة المرافقة للشيخ إبراهيم الحريري ورافقنا إلى مكان ناءٍ في المدينة الجديدة لنصل إلى بناء قيد التشطيب وفيه شقة جاهزة للسكن ومجهزة ببضع كراسي وسرير واحد صغير وقال لنا هذا مقر اقامتكم و طبعا رفضنا الأمر لأننا اتفقنا من البداية على الإقامة بفندق لأسباب أمنية وبعد حوار طويل و بيع وطنيات أخذونا إلى استراحة كبار الزوار في المحافظة و أعطونا غرفة لنا أما الشاعر خليل عوير والأستاذ عبد الناصر أقاما في غرفة ثانية مع بعض الشباب كانت الساعة تجاوزت الثالثة ليلا انتظرنا أن يقوم أحد المضيفين بإحضار طعام للعشاء ولم يحدث فقلنا للبنات أن يناموا الآن وغدا صباحا يحضرون لنا الفطور و بالفعل صحونا اليوم التالي وهو يوم الحفل و جلسنا ننتظر أي جديد ولم نر أي من الأشخاص المسئولين عن المهرجان صارت الساعة الثالثة عصراً وبعد اتصالات كثيرة من الأستاذ خليل (((( الذي صرف كل ما معه من نقود خلال رحلتنا من القاهرة )))) مع جماعة المجلس أحضروا بعض الخبز والحواضر و اعتذروا بأن الشيخ إبراهيم ضربته دراجة نارية وهو في المشفى تعرض لإصابة في الفخذ فعذرناهم و أكلنا و حمدنا الله و اخبرونا أن موعد الانطلاق للمهرجان الساعة السابعة والنصف مساء وذهبنا للحفل و بناتنا يشعرون بالجوع فقلنا لهم اصبروا سنأكل بعد الانتهاء من العمل و بالفعل بدأ المهرجان وتتالت الفقرات وكانت فقرتنا الأخيرة والحمد لله قدمنا عمل من أجمل ما يكون لأكتشف أن حقيبتي الصغيرة والتي تحتوي متعلقاتي الشخصية و منها تلفوني المحمول قد اختفت بحثنا كثيرا دون جدوى .
و فجأة وجدناهم يتكلمون عن سفرهم الفوري إلى القاهرة للسفر فورا إلى الأردن لمعالجة الشيخ إبراهيم وكان رئيس حزب مصر المستقبل قد قام بتقديم هدية لفرقتنا عبارة عن ظرف يحتوي على مبلغ 1000جنيه مصري
المهم بعد الحفل مباشرة قاموا مرافقي الشيخ بتأمين سيارة لنقله إلى المطار وانطلقوا لنكتشف إنهم سافروا جميعا ولم يبقى منهم أحد ولم يخبرنا أحد عن طريقة و وقت عودتنا للقاهرة ((( تركونا بالشارع ))) وهذا الكلام بعد الساعة الواحدة ليلا و الشوارع لا تخلوا من البلطجية والمعتصمين والمتظاهرين والأمن منعدم عدنا للاستراحة وفي الطريق اشتريت بعض الطعام من مبلغ الهدية التي حصلنا عليها و تناولنا عشائنا وجلسنا نتساءل كيف سنسافر لأفاجئ بان جماعة المجلس لم يعطوا الأستاذ خليل حتى ما أنفقه خلال مجيئنا من القاهرة فأعطيته 500 جنيه من الهدية كتعويض عن جزء مما صرفه و قمنا بتأمين سيارة لنقلنا إلى القاهرة و دفعت لها ما تبقى معي من الهدية ..
قد يكون الشيخ إبراهيم بريء مما جرى و أن مرافقيه هم من فعلوا كل هذا ولكن هذا لا ينفي إننا تعرضنا لمعاملة غير إنسانية من أشخاص يدعون العمل الإنساني .
أقاموا مهرجان وأحضروا فرقة مصابيح و شاعر سوري و إعلامي مصري ((( بفطور )))
ألا يكفي أننا رضينا السفر والمشاركة في وضع امني حرج و البلطجية والمشاكل في كل مكان
فعلا ليسقط الجميع و تعيش سوريا ويعيش الأشراف من الشعب السوري ..

اترك رد

%d