على الحلوانى يكتب “أرض النفاق”

على

“السياسة فى مصر..هى الحرفة التى توصل إلى الحكم، والأحزاب فرق تتبارى وتسابق فى الوصول إلى الحلكم، والحكم مفروض فيه أن يكون وسيلة لقيادة البلد والنهوض به والعمل على رخاء الشعب، لكن الحلكم فى هذه البلد ليس وسيلة لشئ اللهم إلا رخاء هذه الفرق السياسية المسماه(الأحزاب)، أما رخاء الشعب وقيادته وإصلاحه والنهوض به فتلك أشياء قد لا تأتى فى أذهان الحاكمين إلا عرضاً أو لا تأتى أبدأً”…

هذه ليست كلماتى وإنما هى  كلمات الكاتب الكبير يوسف السباعى فى رواية “أرض النفاق” والتى لخص فيها  حقيقة الأمر فى مصر فى بعض كلمات قليلة، فالفرق السياسية فى مصر قديمها وحديثها لا تلعب إلا لمصالحها ومصالح كبار أعضائها، فمنذ أن قامت ثورة 25 يناير إلى الأن الجميع يتحرك كى يثبت أنه الأفضل دون غيره، يستمر فى نقد الآخر دون تقديم مشروع أو إستراتيجية يجتمع عليها المتعارضون من أجل النهوض بهذه الدولة.

****

عشرات الأحزاب منها القديم الضارب بجذوره عمق الارض دون أن يكون لها جذع يراه الناس، واخرى أنشأ بعد الثورة من أجل مزيد من الوجاهة الإجتماعية أو مكمل من مكملات الحياة الرأسمالية المصرية، حتى يتشدق مؤسسيها بأنهم “فلان الفلانى رئيس ومؤسس الحزب الفلانى”..

****

عشرات الحركات والإئتلافات الثورية التى تشبه فى مجملها غساء سيل يتطاير فى الهواء يصتدم بالمارة فيجلب عليهم راحة وقتية لا تدوم تحت حرارة شمس الثورة.

****

نشطاء سياسيون طعنوا فى وطنيتهم ونضالهم السياسى خلال سنوات، أصبحوافى نظر أكثر الناس مجرد عملاء لدول أجنبية تدبر لمصر مؤامرة كبرى، وأخرون أبتعدوا عن الساحة لتعارض أفكارهم مع الوضع الحالى، أو لأختلاف وجهات نظرهم مع الوضع القائم.

****

فى الأيام القادمة يهل علينا استحقاق كبير إما الأنتخابات الرئاسية أو البرلمانية، إن كانت الكافة تميل لإقامة الأولى، هذه أو تلك لا يهم، ولكن المهم هو هل من سيقبل الترشح للرئاسة أو البرلمان قد أعد العدة من أجلها؟

هل وضع مرشحى الرئاسة منذ الأم خططهم الواقعية المبنية على دراسات لحقيقة الأوضاع فى مصر لا على وهم بأن مصر مازلت “أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا”؟!

هل وضعوا برامجهم وتعلموا من دروس التجربة السابقة ؟!، ام سيسيروا على الدرب كسابقيهم!! ويمارسوا نفاقهم البغيض على بسطاء هذه الأمة الذين يتعلقون بمن يعطيهم بعض الأمل فى حياة أفضل.

****

النفاق هو آفة السياسة والساسة، لذا لن يكون هناك صدق فى البرامج المطروحة، ولن يختلف كثيراً الرئيس القادم عن السابق عن الأسبق ما يتحرى الصدق فيما يقوله أو فيما يفعله مع شعبه حتى يستطيع أن يجمعهم حوله وأن يصبروا عليه أثناء تعثره فى بعض ما وعد به.

وللحديث بقية..

تعليق واحد

اترك رد

%d