تكريماً لمسيرة “الإمارات” الثقافية “الشارقة” ضيف شرف معرض “نيودلهي للكتاب”

متابعة : كلثم عبدالله 

احتفت العاصمة الهندية نيودلهي باستضافة شارقة الثقافة والعروبة ضيف شرف لمعرض نيودلهي الدولي للكتاب، في دورته الـ 27 والتي أقيمت خلال الفترة من 5 – 13 يناير 2019، تحت شعار “كتب للقراء ذوي الاحتياجات الخاصة” بمشاركة أدباء ومثقفين ومؤسسات معنية بالشأن الثقافي والأدبي من مختلف أنحاء العالم.

وجاء اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض، تثميناً لجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الثقافة والكتاب، و تكريماً لما تقوده الشارقة من مبادرات ثقافية على المستوى العالمي، إضافة إلى التأكيد على حجم العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية الهند.

فالشارقة تحل ضيف شرف على عدد من معارض الكتب أبرزها: معرض فرنسا للكتاب كضيف مميز لعام 2018، وضيف شرف معرض ساو باولو للكتاب لعام 2018، ومعرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال في العام 2020، كما تحتفي إمارة الشارقة في العام 2019 بإعلانها مدينة عالمية للكتاب، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”

وتقديراً لهذا الاختيار؛ شاركت الشارقة في المعرض، بوفد رفيع المستوى ترأسه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وعدد من المسؤولين ورؤساء المؤسسات الثقافية والأكاديمية والمعرفية بالإمارة.

وشهد المعرض إطلاق النسخة الهندية من رواية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، “بيبي فاطمة وأبناء الملك” الصادرة في العام 2018 عن منشورات القاسمي باللغة العربية.

إلى جانب تكريم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، وأحمد بن ركاض العامري، وحبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

وشاركت إمارة الشارقة بجناح خاص أشرفت على تنظيمه هيئة الشارقة للكتاب، احتضن في جنباته أجنحة لعدد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية والمعرفية بالشارقة، أبرزها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات.

وقد شهد حفل افتتاح، الذي أقيم في “براغتي ميدان” بمدينة نيودلهي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة رئيس الوفد المشارك، بحضور براكاشجافاديكار وزير تنمية الموارد البشرية في الهند والدكتور أحمد عبد الرحمن البنا سفير الدولة لدى جمهورية الهند، إلى جانب عدد من المسؤولين ورؤساء الدوائر من الدولتين.

وافتتح الشيخ فاهم القاسمي جناح الشارقة، وتجول في أروقته واطلعوا على المبادرات الثقافية والكتب الإماراتية المترجمة إلى اللغة الهندية.

وقد أكد الشيخ فاهم القاسمي خلال كلمته أن الإمارات ترتبط بعلاقات طويلة وتاريخية مع جمهورية الهند والشارقة تواصل بناء هذه العلاقات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعملية والثقافية.. مشيرا إلى بدايات العلاقات التجارية التي قربت المسافات بين البلدين منذ مئات السنين.

وأوضح أن”معارض الكتب منصات أساسية تسمح لنا بمشاركه أفكارنا والتعلم من الثقافات العالمية وتقوية العلاقات الإنسانية من خلال احترام وتقدير من حولنا وبصفتنا ضيف شرف ونحن هنا لتعميق فهمنا للهند وشبه القارة الهندية و تقديم جوهر وخزين الثقافة الإماراتية والعربية إلى المجتمع الهندي”.

من جانبه تحدث بلديفبهاي شارما حول العلاقات التي تجمع الهند مع دولة الإمارات قائلا ” نتشرف باختيار الشارقة ضيفا على المعرض ويسعدنا أن نلتقي مع المشهد الثقافي الإماراتي الذي يعكس في جهوده وحضوره العالمي نموذجا للثقافة العربية فالثقافة هي حجر الأساس الأقوى في بناء العلاقات الإنسانية والحضارية بين الهند والإمارات”.

وأضاف ” واجهنا تحديات كبيرة في تنظيم الدورة السابعة والعشرين من معرض نيودلهي للكتاب ولكن مع إعلان الشارقة ضيف شرف الدورة و وجدنا الدعم والمساندة من مختلف الجهات المعنية بالشأن الثقافي ومن مجمل الناشرين المحليين وذلك لما للإمارة من مكانة وحضور في المشهد الثقافي الهندي.

9 أيام ضيف شرف و9 توقيعات لكتاب ولشعراء

وعلى مدار 9 أيام متواصلة نقلت الشارقة الثقافة الإماراتية والعربية إلى قلب العاصمة الهندية نيودلهي.

وقد احتشد زوار المعرض في جناح إمارة الشارقة للحصول على نسخة موقعة من مؤلفات أبرز الكتاب الإماراتيين المترجمة إلى اللغة الهندية، إذ ترجمت هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات 57 كتاباً لشعراء، وروائيين، وباحثين، ومسرحيين إماراتيين.

وجاءت المؤلفات المترجمة للغة الهندية كمحطة ثالثة للأدب والإبداع الإماراتي بعد اللغة الفرنسية، والبرتغالية، حيث ترجمت الهيئة هذه المؤلفات وغيرها إلى الفرنسية في 2018 ضمن جهود الاحتفاء بالشارقة ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب، وترجمتها إلى البرتغالية، خلال فعاليات الاحتفاء بالإمارة ضيف شرف معرض ساوباولو الدولي للكتاب 2018.

وجمعت منصة التوقيع 9 كتّاب وشعراء إماراتيين، حيث وقع الشاعر حبيب الصايغ، مجموعته الشعرية “البطريق وقصائد أخرى”، وخلود المعلا ديوانها الشعري “الطريق التي تأخذني”، وسلطان العميمي روايته “غرفة واحدة لا تكفي”، والدكتور حمد بن صراي دراسة بحثية بعنوان “التاريخ القديم لمنطقة الخليج العربي”، فيما وقع الشاعر عبد الله الهدية مجموعته “الباحث عن إرم”، والكاتب محمد بن جرش قصة في أدب الطفل بعنوان “محكمة الحيوان”، كما وقع الدكتور حبيب غلوم رسالة أكاديمية في المسرح، ووقعت شيخة المطيري مجموعة شعرية “يا أكثري وأقلي”.

فعاليات متنوعة في جناح الشارقة

وتسهم دائرة الثقافة بالشارقة في وضع بصمة مميزة لزوار جناح الشارقة بالمعرض وذلك بكتابة أسمائهم الهندية بالخط العربي (الثلث والديواني والنسخ) بيد الخطاط الإماراتي خالد الجلاف، ما يعكس حرصالشارقة على نقل الحضارة العربية والإسلامية إلى مختلف ثقافات العالم، والتعريف بجمالياتها.

كما نظم معهد الشارقة للتراث عدة فعاليات وعروض تراثية، تضمنت أهازيج البحّارة، والرقصات الشعبية الإماراتية الشهيرة، وجابت العروض شوارع وأزقّة المدينة، وقد قدّمت فرقة الشارقة الوطنية عدداً من العروض الشعبية، كما خصص المعهدجناحاً لعرض الحرف التراثية، والأزياء الإماراتية الشعبية.

أكثر من 25 فاعلية ثقافية بنيودلهي

واستعرضت الشارقة في جناحها لزوار المعرض، منجزات المشروع الثقافي والفكري لصاحب السموحاكم الشارقة، حيث نظمت المؤسسات المشاركة أكثر من (25) فعالية ثقافية استعرضت مشاريع ومبادرات هذه المؤسسات التي نجحت من خلالها في تجسيد رؤية سلطان القاسمي، الهادفة إلى بناء مجتمع المعرفة، الذي يحظى فيه الكتاب بمكانة سامية ورفيعة.

وبحثت الندوات والجلسات الثقافية التي احتضنها جناح الشارقة عدة موضوعاتأبرزها”التحديات التي تواجه نقل الكتب العربية إلى اللغات الأخرى”، و”تاريخ تناول الكتّاب والرحالة العرب عبر العصور للهند في مذكراتهم وأدب رحلاتهم”، و”تاريخ حضور الهند في الشعر الإماراتي القرن العشرين”، كما استعرضت الندوات قصص نجاح المبادرات الثقافية للشارقة على صعيد تعزيز القراءة وصناعة النشر ودعم المحتوى الخاص بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.

ملتقى الناشرين الإماراتي الهندي

وأقيمت على هامش المعرض فعاليات الدورة السابعة من (ملتقى الناشرين الإماراتي الهندي)، الملتقى الأول المتخصص بصناعة النشر في الهند، لصنّاع الكتاب والناشرين من كلا الدولتين، الذي ينظمه “ناشونال بوك تراست”، و”اتحاد غرف صناعة وتجارة الهند”، والذي يمثل منصة مشتركة لبحث فرص التعاون والعمل المشترك، ومناقشة التحديات المشتركة، والتعرف على آليات مواجهتها، وشارك فيه نخبة من الرؤساء التنفيذيين الإماراتيين والهنود، إلى جانب عدد من ممثلي صناعة النشر في كلا الدولتين.

ويؤكد الاحتفاء العالمي الكبير الذي تحظى به الشارقة من خلال تكريمها في معارض الكتب الدولية والعالمية واختيارها لتحل ضيف شرف عليها، أهمية المنجزات التي حققتها الإمارة عبر مسيرتها الثقافية التاريخية والتي تعتبر جزءاً أصيلاً من مسيرة دولة الإمارات والعالم العربي بشكل عام.

وضم وفد الإمارات والشارقة المشارك في المعرض كلا من: عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة وحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب،وعبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وعلي المري رئيس دارة سلطان القاسمي ومروة عبيد العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وراشد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين.

اترك رد

%d