البكاء علي الاطلال…بقلم الفنان ناصر النوبي

ناصر النوبي

درسنا التاريخ وكنا نمر سريعا على الاحداث الجسام ،من اضرابات وقلاقل وثورات ،واحداث كبيرة ،لكن يختلف الوضع عندما تعيش التاريخ لانك ربما تكون مشارك فيه او مشاهد او متفرج او كما تعتقد ضحية ،لكنك بأي حال من الاحوال لن تكون عالة على التاريخ ، اي سلبى ولا تؤثر او تتأثر لانك حتى لو اكتفيت ان تكون مشاهدا او متفرجا ،فان ذلك مرحلى ،لان الدوائر تدور والاحداث تتغير ،والمصالح دائما لاصحاب المصالح ،لكنك بعد ان تكتشف ان طلعت من المولد بلا حمص ،او انك لا تحب الحمص ،او ان بائع
الحمص يستأثر بالحمص لنفسه ،ولا يفكر الا فى اشباع غريزة الاستحواذ ،والتى لن تشبع ابدا ،رغم ان حيوانات الغابة ومنها الاسد
او الفهد او النمر لا يهجمون على باقي الحيوانات عندما يشبعون على عكس بني ءادم الذين ربما يشبعون من الطعام لكن منهم من
يحبس بصينية بسبوسة او يلتهم طبق زلابية ،ثم يحتسي الشاى وبعد قليل ربما يجوع مرة اخرى لان بمعدته دودة اسكارس او اميبا الشرق الاوسط التي تنقسم ثنائيا ،فيختلف الشركاء او الاخوة او الاصدقاءوتنقلب الامور رأسا على عقب ، ويبدأ سلسال من الصراع لا يتوقف حتى يخسر الجميع!
وينتصر العدو المتربص بالجميع دون مؤامرة فقد تأمر الاخوة على بعضهم البعض بعد ان يولد جيل من الابناء او زوجات الاخوة ،ممن يشعلن نار الانشقاق
لان احداهن تريد الاستحواذ على امرأة اخرى ،ويشتد الصراع بين الابناء ،والاعمام ،واولاد الخال علي اولاد عمتهم ،وهكذا نصل في النهاية الي ان الاسرة الواحدة تشرف علي الضعف والنهاية بعد ذلك بقليل!
يضيع العدل ويضيع الحق ويبدأ العرب فى البكاء على الاطلال فهو يبكى الان مثل النساء لانه لم يدافع عن الارض مثل الرجال (مثل اسبانى) !
المعلقات والشعر العربى فى العصر الجاهلى الاول كانت تبدأ القصيدة بالبكاء على الاطلال ،ثم الغزل فى الناقة ، والفخر ،الخ ثم الحنين الى الاطلال
نحن شعوب تجيد النحيب والندب الذى لا يوجد مثله بأي ثقافة من ثقافات العالم القديم او الحديث فقد بكى كل الشعراء على الاندلس المفقود ،ونسوا
ان ملوك الطوائف الذين قسموا الاندلس الي دويلات متناحرة بين غرناطة وقرطبة ،وطليطلة ،واشبيلية الخ من الدويلات الصغيرة ،ثم فاقت ايزابيلا ملكة اسبانيا ، واطاحت بالعرب والمسلمين من اسبانيا بعد ان ندرت انها لن تستحم قبل ان يخرج العرب من اسبانيا ،وفعلا نجحت في طردهم شر طرده
بعد ان تضعضعوا وضعفوا وانشقوا فيما بينهم ،فهل تنجح كونداليزا ،واعوانها من العرب الصهاينة فى طرد العرب من الخريطة العربية اذا ظل المشهد الانى من الضعف والخذلان والخيانة والعمالة ونبيع اوطاننا ببعض الودائع التى قد نستيقظ يوما ما ونجد انفسنا تحت حكم الصليبيين او التتار او المغول او المجوس ،ويقوم مندوبهم بتسليم مفتاح اورشليم القدس والقاهرة والرياض ،ودمشق ، ودبي وقطر وبغداد الخ الي ماما امريكا الصهيونية ….وذلك لكي يعود العرب جميعا الي الخيام وتبدأ قصيدة اخرى من البكاء على الاطلال ، لان التلذذ بالالم سمة الشواذ في التاريخ الانسانى ،فهل يحكم المثليون الرجال في التاريخ وهم ضد قانون البشرية والخريطة التي انجبت الابطال!!

 

اترك رد

%d