“سيكولوجية الصراع السياسي: نقد آليات التشويه والاستقطاب”، للشاعر والباحث د.حاتم الجوهري

سيكولوجيا

عن دار العين بالقاهرة؛ صدرت حديثا دراسة “سيكولوجية الصراع السياسي: نقد آليات التشويه والاستقطاب”، للشاعر والباحث د.حاتم الجوهري، وهي دراسة في علم النفس السياسي، تصدرت غلافها الخلفي كلمة د.قدري حفني رائد علم النفس السياسي بمصر والوطن العربي، التي قال فيها: “الدراسة التي بين أيديكم تعد جهدا علميا نادرا في مجال “علم النفس السياسي”؛ إذ أنها تتناول قضايا ما زالت ساخنة؛ فضلا عن أن الكاتب كان في قلب تلك الأحداث التي عرض لها في الكتاب، وكان له موقف فكري نقدى واضح مما جري ويجري؛ وكل ذلك يعني أنه قد واجه تحديا ضخما في الحفاظ علي الالتزام العلمي من ناحية مع قدرته على المواجهة وإبداء رأيه النقدى من ناحية أخرى؛ وهي مهمة بالغة الصعوبة واجهها الكاتب باقتدار متميز يستحق التقدير والتهنئة والأمل بمستقبل ينجز فيه الكثير.”


 وتتناول الدراسة مساحة مسكوتا عنها فى العمل العام ومجال “علم النفس السياسي”؛ فتسلط الضوء على ظاهرة “الاستقطاب والتصارع السياسى” تلك الأزمة المركزية وما يصحبها من آليات تستخدم طرق التشويه والاستقطاب النفسى، والحيل السيكولوجية للتأثير على الرأى العام. وترصد التدافع البشرى الأزلى وآلياته فى المجتمع، بين الانتهازيين دعاة تغليب المصلحة الشخصية والفردية، وبين الموضوعيين أو دعاة المصلحة الجماعية وتغليب المعايير العادلة، محاولةْ البحث عن “تصور موضوعى” لآليات العمل الجماعي. كما تكشف عن استراتيجية “إدارة التناقضات” السياسية وخلقها كوسيلة للسيطرة الاجتماعية من قبل “البنية السياسية” العميقة للمجتمع، والتى تعتمد على “خلق التناقضات”، ثم “إدارة التناقضات” للحفاظ على “استقرار” الشكل التاريخى لـمنظومة “القيم السائدة“. 


 وتقع الدراسة في سبعة فصول؛ فى الفصل الأول تؤسس الدراسة للأطر العامة التى تؤدى للصراع فى الحالة البشرية بعنوان: ثمان مسائل فى الحالة البشرية تدفع للصراع، وقد تؤدى هذه المسائل فى النهاية للجوء لأليات التأثير على العقل وبنيته النفسية تشويها وتطويبا، واستقطابا وتهميشا. وفى الفصل الثانى تتحدث الدراسة عن مفهوم وتعريف السياسى الانتهازى بعنوان: عن السياسى الانتهازى، فتحاول أن تضع معايير التفرقة بين الانتهازية، والموضوعية فى العمل السياسى. وفى الفصل الثالث تنتقل الدراسة لعنوان: فى وصف الاستقطاب وآلياته، ورصد طرق اكتساب الأتباع وتجنيدهم، وفى الفصل الرابع تنتقل الدراسة لعنوان: فى وصف الشخصية المستقطًبًة، حيث تدرس الدوافع والمحركات للشخصية المستقطًبًة سياسيا وتوصفها. وفى الفصل الخامس تنتقل الدراسة لعنوان: فى وصف عملية التشويه وآلياتها، والقواعد التى تتبع فى هذا المجال. وفى الفصل السادس تنتقل الدراسة لعنوان: وصف حركة السياسى الانتهازى فى الحركة الشعبية، لتدرس هدف السياسى الانتهازى من المشاركة فى العمل الشعبى المشترك مع الفصائل والجماعات الأخرى، وفى الفصل السابع والأخير تأخذ الدراسة عنوان: الثورة بين التشويه والاستقطاب، والمحاولات التى قد تحدث سواء لاستقطاب الثورة ودعاتها، أو لتشويههم. 


 وفى الخاتمة، يشير الكاتب لأهمية وضع الدراسة فى سياقها الثقافى للشعوب فى فترات التحول القيمى، خاصة التى تعرضت للقهر وغياب المعايير لفترات طويلة عبر التاريخ، باعتبار الدراسة لبنة فى البحث عن سيكولوجية لـ”تحرر الفرد” وبناء الجماعة، فى “مجتمع فعال” جديد تسود فيه شروط الموضوعية والعدالة، والفرز والتسكين وفق حقيقة قدرات كل فرد، وإعادة تشكيل بنية المجتمع للإنطلاق للمستقبل، والجدير بالذكر ان الباحث قد استهل إهداء الكتاب قائلا: “ليس عن الحاضر، وليس عن المستقبل، إنما عن شق الطريق من هنا.. إلى هناك

 

اترك رد

%d