(آخر ما كتب الحزن) شعر/ شيرين العدوى

شرين العدوي

الشاعرة/ شيرين العدوى

وتقول لى: والليل صفصاف على حزنى

إنى اصطفيتك للجزيرة

فخذى إليك ما تبقى

من صوت فيروز الشجى

“لا تعتب على”

وتقول لى:

كانت جزيرتنا مسار النور

مذ أن صور الله المسيح كآية

يحيي بها الموتى ويبعثهم

وتقول لى:  قول البنفسج

خلفت هذا الحزن فى دمى المقدس

فخذى إليك ببهجتى

وتسربلى بى

أنت فى القلب الفرح

وأقول لك :

خذ ما رنا من باقة النسرين

إنى غزال سارح للحلم

يقطف كل يوم وردة نجلاء

يحملها السنا بطقوسها

للحاملين نذورهم عبر الحياة

وللفضيلة والرذيلة من تسابيح البشر

وتقول لى :

ما ضر شالك لو تحرك نحو صدرى

ضمنى أو ضم قلبى

وأقول لك:

أخشى لصوص الليل أن يسرقوا وطنى

سميتك الوطن المقدس

ووقفت جنديا ينافح عنك

فى وجه اللصوص

فجعلت تفاحى لنا

قمرا لتحرسه السماء

وجعلته شمسا ليحرسه النهار

وتقول لى:

يا أنت

موال الرباب

سورة التكوين

“آية قد سمع ”

بل شهد من عرف القداسة والرضا

فأقول لك :

يا قلبك المشغول بالنوار

عند مغارة الصوفى

أو فى معبد البوذى

أجراس الكنائس

للتلمود

مئذنة وحارس

كأسا بأيدي العامرى

كلما اختبأت تجاهر

وتقول لى:

يا أنت لى الفرح الذى

انتظرته فينوس الجميلة

خمسين دهرا

كانت تقض هناك ميراث الجمال

حتى أعود

وكلما غزلت صباحا

تأوي إلى سردابها ليلا

لتفك ما حاك الجمال بشعرها

وتقول للشمس اختفى أرجوك أن تتدللى …لا تقبلى

حتى ينام العاشقون على جزيرتنا البعيدة

وتقول لى:

أنت السماء

ميراث أمى من بلاد النيل

أنت دمى

ودمى إذا أصبحته

أضحى إلاه العشق فى زمن الضباب

وتقول لى:

ما قال المؤرخ للمغازى فى كتاب الفاتحين

أنا أول الناجين

أنا آخر الناجين

فلتفتحى جزرى

ولتزرعى للقائمين

منارة التوحيد

ثم تبددى.

اترك رد

%d