أمسية رواية ” أن تحبك جيهان ” و درع المجلس الأعلى للثقافة للروائي مكاوي سعيد

IMG_20160626_230628

كتب : عبدالناصر الدشناوى

في أمسية حافلة من الأمسيات الرمضانية التى يُقيمها المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. أمل الصبان أمسية نوقشت رواية “أن تحبك جيهان” للكاتب مكاوى سعيد ,شارك فيها كوكبة من المبدعين والنقادوهمالأمين العام للمجلس, د.أحمد درويش, د.ربيع مفتاح, الناشر محمد رشاد, الكاتبة فاطمة المعدول, بحضور الشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان, الروائى المبدع إبراهيم عبد المجيد, بهيج إسماعيل, وأكدت الصبان أننا نحتفل ونحتفى بمناقشة رواية متميزة وهى “أن تحبك جيهان” للكاتب المتميز مكاوى سعيد والتى تدور أحداثها فى أجواء ما يحدث بالوطن فى سنواته الأخيرة من خلال أبطالها النابضين بالحياة , وأيضا من خلال البحث بداخل العوالم المختلفة الثرية فى عالم المرأة المصرية متمثلاً فى شخصيتى “جيهان العرابى” و”ريم مطر ” اللتين يتشكل منهما عالم الرواية بإعتبارهما مثالين لتقلبات واختلاف النفس الإنسانية , ونافذتين كاشفتين لأحوال مجتمعهما, وتشابكاتهما مع أخرين بالمحيط الذى تعيشان فيه, وهما امرأتان من طبقة متوسطة تهرأت خلال العقود الماضية, وانفرطت معها نُظم كانت تُنتظم, عاداتهما وتقاليدهما, وأكثر ما تأثر بالسلب الاتجاهات السياسية التى كانت تشغل أغلبية الطبقة المتوسطة, فبدا المجتمع من خلالهما مفككاً لاتربطهم أى قضايا مشتركة, فكل شخص يبحث عن خلاصه الفردى, واضافت أن مكاوى كاتب وروائى بدأ رحلته مع كتابة الشعر فى أثناء دراسته الجامعية ثم اتجه الى الكتابة القصصية والروائية , وأصدر مجموعته الأولى ” الركض وراء الضوء” عام 1982 , ثم توالت أعماله الإبداعية فى القصة والرواية وأدب الطفل , ومن أشهر رواياته التى وصلت لجائزة البوكر 2007 هى “تغريدة البجعة”, وكتاب “مقتنيات وسط البلد” و” كراسة التحرير”, ومجموعته القصصية ” البهجة تحزم حقائبها” الحائزة على جائزة ساويرس فى القصة القصيرة للكبارعام 2015 , وقد حصل على جوائز وتكريمات أخرى فى مصر والبلاد العربية, كما ترجمت مجموعة من أعماله الى اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية.

تتناول الرواية شخصيات جيهان وريم وأحمد الضوى بطل الرواية الرئيسى المهندس المقاول المطحون بين عوالهما وعالمه الخاص الفقير فى أحداثه , نشأ فى حى عابدين, فهو مهندس إنشائى , إنهار بعد زلزال 1992 لان المبانى الحديثة تصدعت وكشفت عن خراب الزمم وقد توزع أو تمزق عاطفياً بين إمرأتين “جيهان عرابى وريم مطر” , يتجنب السياسة, ولكنه أتصل بالثقافة عبر خاله”حسام” المناضل وشاعر العامية الذى مات فى سن مبكرة , وتشاء الظروف أن يحل “شريف” – مناضل ومثقف تعرض للأعتقال أكثر من مرة – محل خاله حسام فى الشقة الملاصقة وفى المكانة الأدبية عند الضوى , وصديقه “عماد” ضابط الشرطة الشرس الذى لايتورع عن فعل أى شىء, لكنه بقى صديقاً مخلصاً لأحمد.

بدأت الأمسية بكلمة د.أحمد درويش والتي اثني فيها علي النشاط الرمضاني الكبير الذي يقيمه المجلس هذا العام  ، وعن مكاوي المبدع قال درويش   إنه شاعر ضل طريقه إلي الرواية , مشيراً ان مكاوي بدأ حياته الأبداعية ناظما للشعر بل وقد حصل  علي جوائز عديده في مسابقات الشعر  التي كانت تقيمها جامعته بل ولقب بشاعر الجامعة ، وأستطاع  مكاوي ببراعة ان يجذب مفرداته الشعرية إلي ميدان الرواية وأضاف بأنه  أستطاع ايضا الجمع بين البنية التراكمية والبنية العادية في كتابته للرواية , ..وعن قيمة مكاوي الابداعية تحدث الناقد ربيع مفتاح واصفا مكاوي بأنه حجز لنفسه مقعدا في حافلة المبدعين الكبار تلك المكانه التي وصل إليها بشق الأنفس كما وصف مفتاح الرواية بأنه يعتبرها “رواية معرفة ” , فرواية “أن تحبك جيهان ” طويلة تبدأ بتساؤل مهم ماذا لو احبتك جيهان , ولماذا جيهان بالتحديد, كما أن التصدير دعاء لأبى حامل الغزالى يقول الله ما أفضحنا ولاتسترنا حتى يتبين لنا الخبيث من الطيب , إذن هى دعوة للكشف ومعرفة الحقيقة وعدم إخفاء المستور ومن ثمى نحن أمام رواية معرفة, معرفة عالم الواقع والعالم الافتراضى وتداخل الخبرات مع المعلومات والأحداث, وكأننا أمام بانوراما معرفية للأرض والبشر والبلاد والعباد, مع طرح كثير من القيم الأنسانية ومحاولة أختبارها مرة أخرى فى ضوء العصر وفى ظل ما يجرى من أحداث, فالرواية عبارة عن ثلاثية سردية رائعة , كل منها لها إيقاعها الخاص , لكن لايكتمل الإيقاع إلا للالتحام الكامل بينها” أحمد الضوى وريم مطر وجيهان العرابى” وكل سردية هى مزيج من عوامل متداخلة ثم تتقاطع مع بعضها , فالسرديات الثلاث أحمد الضوى أخذ من الرواية 27وحدة سردية, وجيهان أخذت 23 وحدة سردية, وريم مطر أخذت 9 وحدات سردية .

سردية ريم مطر تضم عوالم متداخلة فهى مشروع فنانة مُجهضة وقد استطاع الكاتب أن يؤسس لها خريطة بيولوجية وسيكولوجية , بل وجينيه, وقد كانت علاقتها بأحمد الضوى مصدر سخرية لكثير من صديقاتها مثل هايدى وستيلا, وإتهامها بأن ذوقها قد إنحدر بسبب زواجها من على منصور , فهى متمردة ولايهمها شئ سوى سعادتها ونشوتها وقد جاء بالرواية أنا لست على إستعداد لأن أمرض أو أعتل بسبب أى شخص مهما بلغ قدره عندى, أما جيهان تعيش صدمة موت زوجها الفنان التشكيلى تميم, لقد تكاملت الفنون فى هذه الرواية من حيث فن الكلمة  وفن النغم وفن الصورة , وعن دور الناشر المؤثر للمبدع تحدث الناشر محمد رشاد , حيث أكد  علي ضرورة النظر للناشر بنظرة اعمق من كونه “مطبعجي ” فالناشر المثقف الأن والذي  يمكنه من الوهلة الأولي ان يدرك قيمة العمل الأبداعي , بل وأصبح وعيه يدله في كثيرا من الحالات بمدي تجاوب الجمهور مع العمل ، وعن رواية مكاوي قال أنه صدم في البداية من حجم الرواية والذي يعد كبير نوعا ما  عن ما هو معتاد الأن وقال انه كان متخوف قليلا من عدم رواجها لأن كما أشار بأن القارئ العربي الأن لا تستهويه الأعمال الضخمة , ولكنه كان يعلم قدر مكاوي ويدرك انه روائي كبير ويمتلك ادواته ووصف رشاد مبيعات الرواية بعد ان  قام بالفعل  بطباعتها بالجيدة جدا .

واختتم الحفل بتسليم د. أمل الصبان درع المجلس الأعلي للثقافة للروائي المتميز مكاوي سعيد.

اترك رد

%d