الصالون الثقافي العربي يحتفي بالمؤرخ والكاتب اللبناني خالد زيادة

السفير

متابعة : أسراء على

بمناسبة انتهاء المهمة الدبلوماسية لعمل السفير الدكتور خالد زيادة وقرب مغادرته مصر أقام الصالون الثقافي العربي حفلاً تكريمياً له بإعتباره عضواً مؤسساً للصالون ولدوره كمفكر ومؤرخ مرموق في تنشيط الثقافة العربية وتعزيز دور الصالون طيلة السنوات الاربع الماضية وذلك بحضور نخبة من الوزراء والسفراء والمفكرين والاعلاميين العرب .

قدم الامسية امين عام الصالون السفير قيس العزاوي الذي قال في بداية الاحتفالية :لقد تعلمنا الكثير من الكاتب والمؤرخ خالد زيادة في مساهماته اللامعة  بدراسة العثمانيات وهو مؤرخ مثقف منطراز خاص.حصل زيادة على الدكتوراه من فرنسا بعمر 28 عام وألف الكتاب الاول له”اكتشاف التقدم الاوربي” وهوشاب في 26 من عمره . لقد تخصص زيادة  في دراسته بجامعة السربون بعلم التاريخ، ولكن تأثره بعلم الاجتماع الثقافي كان واضحاً في جميع اعماله .. كنت رفيقاً له في باريس دون ان ألتقيه، فقد درست على شاكلته التأريخ العثماني في جامعة السربون.إن دراسته تبقى دراسة مسكونة بعلاقة العرب باوروبا وقد أعتني بهذاالجانب وتأكد ذلك في كتابه الثاني وهو”تطور النظرة الاسلامية الىاوربا”وبعد ذلك وصل لنتيجة بعد ان ألف العديد من الكتب انه لم تعد هناك فائدة من اوروبا للعرب،فوضع كتاباً  بعنوان”لم يعد لاوربا ماتقدمه  للعرب”وهو محق فان فترة الاعجاب في الفكر الغربي كانت مصاحبة للافكار الكبرى التي كنا نحملهاعبر الثورة الفرنسية وبعدها والمسائل الفكرية الكبرى التي طرحتها مثل الحرية والمساواة وقضايا الوجود. لم يعد الغربي زودنا بنظريات ومشاريع حياة جديدة اوافكار جديدة، وبناء عليه علينا ان نجد افكارنا نحن وهذه النتجية وصلاليهاالدكتور زيادة.. وعلى هامش جهد العلمي التاريخي إهتم بالمدينة ووضع كتاباً اسماه “مدينةعلى المتوسط” وبهذاالكتاب تسجيل ممتع  للغاية عن مدينته طرابلس: وصفها، شؤونها، اوضاعها،   حكاياها، التي كان يسجلها بطريقة ثقافية وادبية وانتربوليجية.. إن زيادة مؤرخ يكتب بحس ثقافي مستفيداً من المدرسةالتأريخية الفرنسية.. وفضلاً عن ذلك فهو بارع في فن الرواية التاريخية وتعد روايته الوحيدة”حكاية فيصل” من أروع ما  قرأت، وهي روايةيتلمس فيهاالتاريخ الخاص بالثورةالعربية بطريقة سردية جميلة ممتعة وفية للوقائع التاريخية وكتبت بعين نقدية.. إن لزيادة فضل كبير في الثقافة العربية وللصالون الثقافي العربي بصفة خاصة الذي وضع معنا لبناته التأسيسية وهو مثقفا ومفكرا كبيرا .

تحدث بعدها الكاتب محمد الخولي قائلا ان خالد زيادة شخص متعدد المواهب وعندما تقرأ روايته”حكاية فيصل “فانك تتوقع ان البطل هو فيصل فقط لكن البطل في الرواية كان القطار وربما هو كمبدع فانك تتوقع ان البطل هو فيصل فقط لكن البطل في الرواية كان القطار وربما هو كمبدع لم يتعمد ذلك و القطار لايزال في حياتنا بالعالم العربي وفي تاريخنا يلعب دور في غاية الخطورة  وهو في وجدانا الشعبي والاغاني الشعبية العريقة والمبدع يقدم تاريخ وجديلة  وهو يتمتع بسرد تاريخي ممتع وابداع الى جانب هذا انا اربط بين خالد زيادة وطرابلس لاني اعتبرها هي موقع العروبة بالدرجة الاولى وهي التي تواجه حتى الان المركزية الاوربية .

اما المفكر صلاح فضل فوجد ان دعوة العروبة التي انطلقت في الربع الاول من القرن العشرين والتي جهر  اما المفكر صلاح فضل قال ان دعوة العروبة  التي انطلقت بين الربع الاول من القرن العشرين والتي جهر بها ساطع الحصري من بغداد وبشر بها في القاهرة يحملها السفير قيس العزاوي في حنباته وروحه عبر سنواته العشرين في باريس وسنواته في العراق ومصر وجاء الدكتور السفير خالد زيادة ليمثل سفارة لبنان الرائد النهضوي العروبي الرافض للطائفية والانقسام والمتشبث بللغة الفن والابداع شعارا للعروبة وانا اشعر من خلال هذا الصالون بان العروبة لاتزال تجسد في دواخلنا شيء حي ومتدفق ودافئ بالرغم من الردة التي نعانيها منذ عقود وان الحبل السري في هذه العروبة هي الثقافة التي تجمع ولاتفرق وهي تضيق ولا تمزق وهي تمثل الرابط الاقوى لغويا وابداعيا بين ابناء هذا الوطن العربي الذي لم يلمم جراحه ولا يترك ليلملم جراحه وهو طريح هذه الصراعات .

وتحدث وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور قائلاً: ان الصالون الثقافي العربي متنوعا لافكار والثقافة نختلف ونتفق في بعضا لاحيان  وهذه هي فكرة الصالون الثقافي العربي والتي جاء تاسيسيها من قبل عدد من المثقفين العرب بعدما كنا نجتمع لدى السفير قيس العزاوي وكان من ضمن هذه الشخصيات المنتمية للصالون السفير خالد زيادة والذي اعتبره ليس سفير ولكنه استاذ جامعي ومثقف بكل معنى الكلمة وقد قرات له عن الفقيه والسلطان قبل ان اراه واعجبت جدا ان هناك من الاكاديميين من يهتم بالعلاقة بين الفقيه والسلطان وهي علاقة شديدة الحساسية والاهمية كما لو كانا الاثنين طرفا جناح طائر ، مشيرا بان خالد زيادة ظل على ماهو عليه وهو متعدد في اتجاهاته وكتابته ونحن يمكن ان نسمه باحثا ومؤرخا اجتماعيا وروائيا وكل هذه المناحي التي به هو يتمتع بدماثة عقلية هائلة .

من جانبه ذكر الدكتور مصطفى  الفقي: ان دور السفراء لم يعد سياسيا فقط بل اصبح ثقافيا واقتصاديا ولكنه تعبير ثقافي بالدرجة الاولى لان العوامل الثقافية اصبحت حاكمة في العلاقات الدولية والعولمة هي حقيقة ثقافية وان صراع الحضارات والحرب على الارهاب والخلاف الفكري كلها عوامل ثقافية وانه مع الفكرة الداعمة بان يكون السفير رمز لبلاده فكريا وثقافي مبينا بان العلاقات الثقافية المصرية اللبنانية جيدة وان للشعب اللبناني فضل على الصحافة والمسرح والفن في مصر وهذا الامر لاجدال فيه وان اللبنانيين يهتمون كثيرا بالسفير الذي يفودونه الى القاهرة وكان عبد الناصر لا يرى سو لبنان العربي وليس الطائفي وتواكب السفراء علينا مشيرا بان وجودالكاتب خالد زيادة كسفير لبنان في مصر هو تقدير كبير لنا واعتراف لقيمة مصر وان تعيينه  وهو المفكر والروائي والكاتب هو تكريس للعلاقات الثقافية التاريخية بين مصر ولبنان وان العلاقات متكاملة وليس متنافسة .

وأضاف قائلا  :انني اعتبر خالد زيادة هو صوت الحكمة وكنت اتحرش به فكريا بطرح قضية معينة لاستمع الى وجهة نظره وهو يؤمن بالعروبة وقدرتها على التحدي كلما زادت سطوة الغرب علينا . .

     وذكر السفير المغربي في القاهرة محمد سعيد العلمي بانه يعتقد ان خالد زيادة سيكون حاضرا باستمرار روحيا الى جانبنا ومعنا مبينا بانه يجد ضرورة للحديث عن خالد زيادة السياسي والدبلوماسي فلديه مواقف سياسية ينبغي ان تسجل له بكامل التقدير والاعجاب واعتقد انكم تقدرون الظروف التي تعيش فيها لبنان خلال الفترة الاخيرة وكذل كما تعرفه الساحة العامة ومنطقتنا على الخصوص من اوضاع متازمة وكيف كان خالد زيادة امامكل هذا يرفع صوت لبنان في مجلس الجامعة العربية بشكل مشرف يبعث  التقدير ولا اعتقد ان الوضع الذي كان فيه كان وضع سهل عليه ولكنه كان يرفع راية بلاده ويعبر عن المواقف الصميمية النابعة من ايمانه بالعروبة وبوحدة الامة العربية ويعبر عن مختلف قضاياها بجرأة وشجاعة.

من جهته قال الدكتور عماد ابو غازي وزير الثقافة المصري الاسبق تعرفت على زيادة  من خلال كتبه قبل ان التقيه  ،قرأت كتابته عن المصطلح الوثائقي منذ الثمانينات وكنت ابحث عنه للمشاركة في انشطتنا وفوجئت انه موجود في القاهرة والتقيت به بالمصادفة وكانت فترة مهمة في التعرف عن انجازه الفكري المهم

الدكتور انور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة قال عن زيادة  انه مؤرخ من نوع خاص ونحن نهتم بما يصدره وبالذات بالعلاقة مع اوربا وبالتنقلات الفكرية والسياسية التي حصلت في القرن 19 و20 واكتشفت ان عنده يوضح  لنا ابعاد لانعرفها مثل تاثير الحركات الثقافية في تركيا على الثقافات العربية والنسج القائم بين التطور السياسي والافكار الثقافية والتطور التكنلوجي والعلاقة الاقتصادية بالغرب كل هذا في وقت واحد وكلام مركز  مشيرا بان فصل واحد من كتاب له يكشف له قرن كامل من الاسئلة التي كنا نضعها في ذهننا .

من جانيه قال المذيع في قناة العربية والكاتب محمود الورواري انا سعيد بوجود صالون ثقافي عربي وهو شيء حقيقي وليس لافتة نعيشها وهو حلم كنت اتمناه دائما ونحن نجد في القاعة اربع ثقافات من المكون الثقافي العربي وهي العراقية والمغربية واللبنانية والمصرية ونحن امام حالة من الحلم الذي يتحقق على ارض الواقع مشيرا بان خالد زيادة يستدركك في القراءة دون ان يستعرض عظلاته الفكرية وقد تعلمت منه كثيرا من خلال مؤلفاته واجريت معه حوارات كانت اكثر من ناجحة .

من جانبه قال المفكر المصري حسن حنفي ان خالد زيادة نموذج فريد يجمع بين الدبلوماسية والثقافة وعندما يريد ان يتفق نظام سياسي مع اخر يوصف المثقف بالدبلوماسي وعندمااتى ديغول للسلطة بعد ان انتخب في 1958 وقال ساطرق باب الصين فارسل له اشاعر افرنسيا ليكون سفيرا في الصين اذا السفارة هي ثقافة وهي شعر وادب وزيادة نموذج بهذا الجمع وهناك فرق بين الدبلوماسية كثقافة وبين الدبلوماسية كحرفة وزيادة عندما قابلته تبادلنا الكتب وتناقشنا بالتاريخ الاسلامي فتذكرت دور اللبنانين في الثقافة والصحافة العربية وعندما جاءوا لمصر اسسوا الثقافة والصحافة العربية .

اما وكيلة وزارة الثقافة المصرية ايمان نجم فقد وجدت انه في الغالب كل سفير يعين يرتكز على السياسة ويترك الثقافة ولكن الدكتور خالد زيادة ارتكز على الثقافة وكان دائما حريص على تنفيذا لانشطة الثقافية بين مصر ولبنان .

من جهته قال رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف انا مهندس واود ان الفت انتباهكم بان  هناك اربع دوائر  اهتم بها في هذا الصالون المميز وهي دائرة الاشخاص والكلمات والافكار والادوات والاشخاص تتمثل في السفير قيس العزاوي والسفير خالد زيادة  وان العقل الجمعي ان يكونوا معنا حتى لو فارقونا جسديا والثانية دائرة الكلملت ابدء بالقطار والذي يتحدث عنه الخولي هو القطار الكبير والذي سرعته ليست عالية غير السفينة وهو له خصوصة وتاريخ طويل  كما ان كلمة العروبة والمستقبل وانا افتخر اني عروبي والمستقبل ليس زمن ولكن واقع نصنعه والعروبة هي مستقبل ولا يمكننا  ان نهرب منه حتى لو في غيوم كثيرة والافكار كثيرة وانا هنا  اتحدث عن التنوير وهي الارضية الخصبة للافكار والتي ياتي بعده الادوات ومنها هذا الصالون الثقافي  .

بعدها  قال الدكتور خالد زيادة  ان يشكر جميع الذين حظروا للاحتفاء به وتوديعه وانه شديد التأثر بما قيل عنه

اترك رد

%d