المفكرون والمثقفون فى حفل توقيع “الثقافة والحرية” للدكتور جابر عصفور بالمجلس الأعلى للثقافة

FB_IMG_1452799374362(1)

كتب: عبدالناصر الدشناوى

“جابر عصفور الباحث دائمًا عن حرية التعبير صاحب العقل المستنير”.. هكذا قالت الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة خلال حفل توقيع كتاب “الثقافة والحرية” للأستاذ الدكتور جابر عصفور الذي أقيم أمس الأربعاء 13 يناير عام 2016، بالمجلس، بحضور كوكبة من كبار المفكرين والمثقفين، معبرًا عن مدى سعادتها بهذا الكتاب الذي يدافع عن حرية الثقافة والإبداع، وحرية الوطن والمواطن، داعيًا الشباب إلى فهم المستقبل الذي يفتح الأبواب على مصراعيها لتحقيق كل أحلام وآمال الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة التي نرى مشرق أنوارها الواعدة بالقضاء على كل ظلمات التخلف والجهل والاستبداد والإرهاب.
هكذا يدافع جابر عصفور عن الثقافة والمعرفة والحرية، فهو الناقد الأدبي الذي حوَّل النقد الأدبي إلى تنوير وتثقيف، وهو حائط الصد والمدافع الأول عن حرية المواطن داخل الدولة المدنية، كما استعرضت الصبان تجربة الدكتور جابر عصفور وهو في منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة لما فيها من إيجابيات أحدثت تغيرًا في الاستراتيجية الثقافية،
ومن جهة أخرى أعرب الأستاذ محمد الشاذلي عن فخره واعتزازه بنشر وطباعة كتاب الثقافة والحرية بمركز الأهرام للنشر، وذلك تلبية لرغبته  الملحة، مؤكدًا أن الدكتور جابر في عنوان الكتاب “الثقافة والحرية” ما زال يقف بين الثقافة والحرية في رحلة حياته الفكرية الممتدة منذ تخرجه حتى الآن، فالجمع في العنوان كما أشار  يلخص موقف الدكتور جابر في كل حياته المهنية والفكرية، موضحًا مدى إيمانه بالثقافة، فهي سلطة لها تأثيرها الفعال في حركة المجتمع سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكن تأثيرها مؤكد في كل الأحوال، وأضاف ان تميز   الددكتور جابر تكمن  دائمًا بأهتمامه بالجانب الإيجابي وليس السلبي، فهو ينتصر لثقافة التقدم؛ يسعى سعيًا دائمًا إلى الإيمان بالعقل والمنهج العلمي وثقافة الحوار وحق المعرفة لكل مواطن،  وقال أن الكتاب عريضة دفاع لحرية الثقافة والمعرفة والإبداع وضد التمييز الديني، كما أنه انتصار للتنوع الثقافي وسعي وراء ثقافة المستقبل.
ثم قام الأستاذ أحمد السيد النجار بتقديم درع الأهرام كهدية تقديرًا للأستاذ الدكتور جابر عصفور، وتأكيدًا لقيمته وقامته رفيعة المستوى في خوض معركة التنوير، فضلاً عن كونهكما قال  من أبرع النقاد في العصر الحديث، مشيرًا إلى أهمية الكتاب، فهو يضم مجموعة رسائل تنويرية مهمة، وأهمية الثقافة في تحقيق الانتصار لحقوق الإنسان وهوية الوطن هي القاعدة الأساسية في الثقافة، التي يدرك قيمتها في تغيير السلوك والتطور الثقافي، فهو كما وصفه  متواصل مع كل العظام الذين خاضوا معركة التنوير في مصر، والذين أنشأوا منظومة قيم شكلت هوية مصر المختلفة بقوتها وبهائها وازدهارها.
ومن جانبه أكد الأستاذ/ السيد يسين أن جابر عصفور طليعة النقاد العرب ولديه القدرة على تحليل النصوص الإبداعية، ويمتلك أسلوبًا رائعًا في النقد الأدبي، كما أشار إلى انصراف جابر عصفور في الآونة الأخيرة إلى ممارسة النقد الاجتماعي المسئول، وفى كتابه الثقافة والحرية حاول أن يشخص سلبيات الثقافة المصرية، مقدمًا الحلول، كما تناول الفرق بين ثقافة التخلف وثقافة التقدم محددًا مفردات كل ثقافة من هذه الثقافات، وكيفية تحليل ثقافة التخلف في المجتمع المصري مطبقًا المؤشرات الكمية لوصفها بأن معدل الأمية بلغ 26% من الشعب المصري، وكيف نعيد صياغة المجتمع صياغة حقيقية تعطي للناس حقوقهم، كما أشار ياسين إلى فهرسة وتقسيم الكتاب إلى عدة أقسام، مسلطًا الضوء على كارثة الثقافة المصرية وأحوالها وكيفية إنقاذها.
كما أشار الدكتور رفعت السعيد إلى أهمية الحديث عن الدكتور جابر ليس من خلال كتاب أو موسوعة، فهو رجل كما وصفه  وهب حياته لقضية، ومن يهب نفسه للدفاع عن قضية عليه أن يتحمل المسئولية، مشيرًا إلى عدة نقاط في كتاب “الثقافة والحرية” وشدة انجذابه له ومدى الترابط الشديد بين التنوير والحرية والديموقراطية والمواطنة والعدل الاجتماعي وأضاف انه بدون عدل اجتماعي لن يكون هناك شيء آخر، كما جاءت مناقشة السعيد لنقطة مهمة في الكتاب عن تقسيم المثقفين إلى مجموعتين إحداهما تدافع عن الحرية والتنوير، والأخرى من المثقفين المتخلفين.
وجاءت كلمة الأستاذ الدكتور جابر عصفور ردًا على كل الكلمات شاكرًا وسعيدًا بالسادة الحضور من المفكرين والمثقفين على ما ورد في الندوة من حوار ومناقشة تستحق التعمق، منوهًا إلى كل الملاحظات والمناقشات المهمة في بعض القضايا التي أثيرت في الكتاب، مؤكدًا  علي ضرورة وجود تعليم متميز يفرز أدباء ومفكرين مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، فمصر ولادة، كما أكد ضرورة تجديد الخطاب الديني، فهو خطاب ثقافي في أول الأمر، ودين الإسلام دين سماحة، وأشار الدكتور جابر في كتابه إلى قضية ثقافة التمييز سواء التمييز ضد المرأة، أو التمييز ضد المسيحيين، أو التمييز ضد المسلمين أنفسهم، واستمرت الاحتفالية بمداخلات من السادة الحضور للمناقشة حول ما ورد بالكتاب، ثم توقيع الدكتور جابر عصفور للحضور على الكتاب.

اترك رد

%d