وزير الثقافة فى حوار مفتوح مع طلاب الجامعات المصرية بمعهد إعداد القادة بحلوان

DSC_5511

كتب : عبدالناصر الدشناوى

فى حوار من القلب إستمر لـ 3 ساعات جلس د.جابر عصفور وزير الثقافة مع أبنائه وبناته من طلاب الجامعات المصرية بمعهد إعداد القادة بحلوان فى ندوة بعنوان ” الثقافة وصناعة المستقبل ” وذلك ظهر الإثنين 1 سبتمبر الجارى بمقر معهد إعداد القادة بحلوان ، بحضور د.صبحى حسانين نائب وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية ، د. عماد الغرباوى           مدير معهد إعداد القادة ، ولفيف من الإعلامين والصحفيين .

بدء اللقاء بعزف النشيد الوطنى وصاحبه غناء الطلاب وجميع الحضور النشيد الوطنى فى سيمفونية رائعة  دلت على تأصل حب الوطن فى قلوب شبابه ، ثم تلا أحد الطلاب آيات بينات من الذكر الحكيم ، بعدها تم عرض فيلم حكى السيرة الذاتية لـ د.جابر عصفور .

وأكد د.صبحى حسانين نائب وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية على أن د.جابر هو أحد صناع العقول و الثقافة المصرية ونحن فى أشد الحاجة إلى قيمته وثقافته الكبيرة فهو يمثل بحق الوزير التكنوقراط  .

أبنائى و بناتى  … هكذا بدء د.جابر عصفور كلمته إلى الحضورمضيفا سعدت بلقائكم اليوم ففى هذا المكان عشت أيام جميلة فقد جئت إليه عندما كنت معيدا بجامعة القاهرة و كان يطلق على المكان معسكر الشباب ، فأرجوا أن يكون مستقبلكم أفضل منا وعندما أقول ذلك فإنى أتحدث إلى من يمثلون المستقبل ويصنعونه وهم أنتم ، فأتمنى أن تضيفوا إلى مصر ما لم يستطع من قبلكم أن يضيفه ، وعندما أقلب عينى بينكم أتذكر نفسي عندما كنت فى عمركم وأنا بين أصدقائى استرجع ذكريات من الماضى جميلة ، سأتحدث إليكم اليوم يا أبنائى عن دور الثقافة فى صناعة المستقبل فللثقافة تعريفات تزيد عن المائة فهى إسلوب حياة منها المتحضر والإيجابى ومنها الرجعى السلبى مثل ثقافة التعصب والتلوث ، وآخرون يصفون الثقافة بأنها الوعى الإنسانى ، والمثقف هو من يحمل فى داخله ما يجعله يؤمن بأفكار وسلوك معين ويعبرعن نفسه بها وليس كل مثقف متعلم والعكس صحيح ، فمن الخطر أن تقوم أى دولة تتطلع إلى التقدم والرقى إلى الإهتمام بالتعليم دون الثقافة فهذا يصنع تابعين ، ويتميز المثقف عن المتعلم بأن له موقف والثقافة أنواع فهناك ثقافة ” ماضاوية  ” وهى التى تأخذ من الماضى ولاتعمل العقل وترفض أى جديد  مستشهدا بالأثر الإسلامى ” إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”  والعمل هنا يعنى تقديم حضارة تستوعب الجميع وعمارة للأرض ، ومن أسباب التقدم أن الثقافة تدفع للسؤال .. ماذا بعد ؟ وتحث على التنمية والنظر للمستقبل فلدينا فى مصر أمية مباشرة وأمية غير مباشرة أى هناك غير متعلم ومتعلم غير مثقف ، وأضاف أن الرئيس السيسي يعمل بثقافة مستقبلية فهو يرى الواقع وتحدياته وينظر للمستقبل دائما وآمال الناس فيه فهناك مقولة فقهية مفادها ” أينما توجد مصلحة الامة فثم شرع الله  ”  وضرب عدة أمثلة من أعلام الأمة الذين اتبعوا ثقافة مستقبلية عقلانية ومدى تأثير ذلك على المجتمع مثل الإمام محمد عبده الذى رفض الثقافة الماضاوية لهذا أباح التصوير والنحت وتطرق د.جابر إلى تأثير المجتمع والنظام السياسى فى دعم الإبداع والثقافة فالعقول فى كل العالم واحدة ولكن يختلف ما تقدمه بسبب الظروف المحيطة والثقافة السائدة وعقد مقارنة بين مشرفة وأينشتاين فمجتمع أينشتاين شجعه ليصبح الأفضل عكس ما عاناه مشرفه فى ظل مجتمع ذى ثقافة رجعية آنذاك فأوروبا قامت نهضتها على أفكار وعلم علماء المسلمين ولم يقفوا عند ذلك بل طوروا وتقدموا أما نحن ظللنا على حالنا وهذا  لا يعنى دعوتنا أن نترك التراث أو أن ننفصل عنه ولكن لابد من التجديد وإعمال العقل والنظرة للمستقبل” فلا فرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى ” كما قال المصطفى علية الصلاة والسلام فيما معناه وقياسا على ذلك لا فرق  إذا فى الدولة الحديثة بين مواطن وآخر إلا بما يقدمه  لرفعة وتقدم الأمة  .

واستمع د.جابر لأسئلة الطلاب وطالبهم قبل فتح مجال للأسئلة أن يتحدثوا بما فى قلوبهم بكل ثقة وبدون تحفظ ولكن أيضا بدون تعصب وسأل بعض الطلاب عن آليات وزارة الثقافة لتنمية العقول وعن أسباب تراجع مستوى الأفلام والمسلسلات وخاصة فى الشهرالكريم  وما سبل وزارة الثقافة لمواجهة الفضاء الالكترونى بما فيه من سلبيات  ومخاطر كبيرة             فجاء رد د.جابرمؤكدا على أن الوزارة تعمل وفق رؤية نسعى لتطبيقها ويتمثل جزء منها فى توقيع بعض بروتوكولات التعاون المشترك مع كل الوزارات المعنية بتنمية  وتثقيف عقل المواطن ووعد الوزير بامداد معهد إعداد القادة بالكتب والأفلام والمواد التثقيفية و أما عن تراجع مستوى الأفلام والمسلسلات فأكد أن محاربة كل ما هو سلبى ليس أبدا بالمنع بل بصناعة البديل الأفضل والبعد عن السلبى ونحن بدورنا اتخذنا خطوات مهمة من خلال المجلس الأعلى للثقافة  بعد رصدنا الأخطاء التاريخية فى المسلسلات والأفلام التاريخية من خلال عقد ندوات وخرجنا بعدة توصيات مهمة  فى هذا الشأن وأخيرا فى مواجهة الفضاء الالكترونى أجاب أن الحل فى تنمية العقول من خلال تنمية جهاز المناعة الثقافى لحماية أبنائنا من أى خطر .

وفى نهاية اللقاء قدم د.صبحى حسانين نائب وزير التلعيم العالى درع معهد إعداد القادة لـ د. جابر عصفور.

اترك رد

%d