تعليق و رسالة من الكاتب صبحي موسي مدير عام النشر بالهيئة ” سابقآ ” الى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة

جابر عصفور

قال د. جابر عصفور في حواره بجريدة الأهرام أن النشر في قصور الثقافة سيقتصر على النشر لكتاب الأقاليم. ونحن نقول له: هذا الكلام قائم على عدم معرفة بطبيعة ودور النشر في قصور الثقافة، لأن دور النشر في قصور الثقافة ليس النشر لكتاب الأقاليم، فالنشر الإقليمي مقتلة للمواهب وليس مساعدة على إبرازه، ثانياً دور النشر في قصور الثقافة هي إقامة عملية تنويرية وتثقيفية للمواطن البسيط، وتوفير الكتب المهمة سياسياً وثقافياً له بأسعار مدعومة، ومحاولة تجنيد القارئ العام للعملية التنويرية في مواجهة الجماعات الظلامية، وهو الدور الذي لا تقوم عليه هيئة الكتاب لأنها جهة هادفة للربح، وإذا كانت هيئة الكتاب غير قادرة على القيام بدورها فكيف يمكنها أن تقوم بدورها وأدوار باقي الهيئات الأخرى، من الواضح أن الوزير يتحدث عن نفس خطة الدكتور عماد أبو غازي حين تولى الوزارة، فقد قال أنه سيوحد جهات النشر مثلما سيوحد جهات المسرح والسينما وغيره، دون معرفة بطبيعة ودور كل هيئة، وما يجب أن تقوم الهيئات بتجديده في فكرها المتكلس منذ ثلاثين عاماً، حتى باتت جميعها خارج نطاق الخدمة، وسادت العشوائية في عملها، فليس من دور هيئة الكتاب أن تقوم بأنشطة وندوات طيلة العام، فهذا عمل منوط بالثقافة الجماهيرية التي من المفروض أن تقصر أداء مقارها على النواحي الإدارية فقط، وأن تكون كل أنشطتها في الشوارع والميادين وعلى المقاهي والنودي والساحات، في كل مكان من الممكن أن يتوافر فيه جمهور، وهو الأمر الوحيد الحادث مع كتبها، حيث تباع مع بائعي الجرائد وبأسعار مغرية للقارئ العام الذي يعاني الأمرين من ارتفاع الأسعار في كل شيء، ومن الصعوبة تجنيده للقرائة في ظل الاتفاع المبالغ فيه لأسعار الكتب والورق، وفي ظل مغازلة التيارات الدينية له بشتى السبل بكتب الفقه القديمة والحديثة عن عذاب القبر ونعيمة بأسعار يسمونها الهبة، علماً بأن النشر في قصور الثقافة هو المشروع الوحيد القوي في الهيئة، والذي يواجه ضربات قاسمة له كل حين، وكثيراً ما لا يدرك القائمون عليه مثلهم مثل غيرهم أهدافه واستراتيجيته، فكثيراً ما يسعون لحصره في الكتب الإبداعية، وهذا ليس دور قصور الثقافة، ولا ينبغي أن تزيد نسبة هذه الكتب عن عشرين بالمئة من المشروع، لكن د. جابر يردد كلمات واراء أناس لا علاقة لهم بالوزارة ولا معرفة بطبيعتها ولا دور مؤسساتها، أناس في الأغلب ينتمون إلى الرقابة الإدارية الهادفة إلى تحويل كل الهيئات إلى جهات هادفة للربح، وسياستها في التفكير تقوم على منطق بائع السوبر ماركت، فالسلعة التي لا توزع لا ينبغي التعامل معها، فضلاً عن بقايا الفكر الاشتراكي القائل بالشركات القابضة في النشر والمسرح والترجمة والسينما وهكذا، هذا فكر أقل ما يوصف به أنه ينتمي إلى زمن الستينات وقد انتهت صلاحيته للحياة.

السيد الدكتور جابر عصفور تتحدث عن النشر في قصور الثقافة وضمه إلى هيئة الكتاب، هل يعلم السيد الوزير أن هيئة الكتاب دخلت مناقصة وفازت بطباعة مجلات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وما من مجلة صدرت في موعدها، ولا بمقاساتها أو حتى درجة ألوانها، هل يعلم أن كتب هيئة الكتاب هي الأقل جودة في كل الكتب في مصر، فلا غلاف ولا ألوان ولا انضباط في مواعيد ولا أي شيء، هل يعلم أن هيئة الكتاب لا تعرف الدور المنوط بها أساساً وهو تحسين وتطوير مستوى جودة الكتاب في مصر، ولك أن يراجع ما يصدر من كتب عن هيئة الكتاب وما يصدر عن الهيئات الأخرى، وأقلها جودة بعد هيئة الكتاب هي كتب المركز القومي للترجمة بالمناسبة، وهي تطبع في المطابع الأميرية كما تعرف سيادتكم.


اترك رد

%d