رسالة من المثقفين : الى المثقف الدكتور جابر عصفور

جابر عصفور

مجلة قطر الندى،التى يرأس تحريرها الشاعر/ عبده الزرّاع هى إحد انجازات الهيئة العامة لقصور الثقافة للطفل المصرى، فقد صدر عددها الأول فى 1 يونيو 1995 أى سوف تحتقل الهيئة بعيدها العشرون فى يونيو القادم، وهى من أهم إنجازات الهيئة فى مشروع النشر بشكل عام، إذ هى المجلة الوحيدة فى مصر الآن المعنية بطفل القرية والمناطق المحرومة من الثقافة الحقيقية، واستمرت خلال السنوات العشرين الماضية محافظة على شكلها وفلسفتها وسياستها التحريرية التى تهتم بتعميق الهوية المصرية، ونشر الثقافة الشعبية، وتعميق الحس الوطنى، ونبذ العنف، ورغم مرور أكثر من عشر رؤساء تحرير على المجلة منذ صدورها وحتى الآن إل أنها محافظة على هذه السياسة التحريرية والتى تتفق مع سياسة الهيئة، وقد أخذت على عاتقها تقديم الوجوه الجديدة الواعدة من الكتاب والرسامين فقدمت على مدار سنوات صدورها أكثر من 100 كاتب ورسام، تلقفته المجلات العربية بعد ذلك، لتصبح بهم قطر الندى من أهم وأكبر مجلات الطفل فى العالم العربى، فكيف يصرح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة بنقل مجلة قطر الندى إلى المركز القومى لثقافة الطفل، وهى مجلة ناجحة وراسخة ونجحت بها الثقافة الجماهيرية فيما لم تنجح فيه مؤسسات صحافية كبرى بأن تستمر هذه المجلة طيلة هذه السنوات دونما توقف، ونعتقد أنه لو نقلت المجلة كما يريد الوزير فهذا بمثابة وأد لهذا المشروع الناجح وهو قرة عيون أطفال مصر، خاصة وأن المركز القومى لثقافة الطفل أنشأ كى يكون مركزا للبحوث

وليس للنشر، ولا يوجد فى هذا المركز خبرات صحافية ولا كوادر تقدر بأى حال من الأحوال فى إصدار مجلة قطر الندى، فالقائمين عليها تربوا فيها منذ إصدارها فى عام 1995 وحتى الآن وأصبح لديهم خبرة كبيرة، ويصنعون مجلة تنافس المجلات العربية ذات الامكانيات والميزانيات الكبرى.

ونحن من هنا نتوجه للوزير المثقف الكبير دكتور جابر عصفور، بأن يدرس ملف مجلة قطر الندى جيدا قبل أن يتخذ سيادته قرارا بنقلها، فهى ابنة الثقافة الجماهيرية، وأحد معالمه البارزة فى مشروع النشر بها، وإن كان بدا من أن المركز القومى يصدر مجلة، فعليه إعادة إصدار مجلة (تاتا تاتا) لأطفال ما قبل المدرسة، التى قد أصدرتها فاطمه المعدول أثناء لرئاستها للمركز، وتوقفت فور تركها للمكان، لأنها استعانت بخبرات فنية من خارج المركز الذى يفتقد إلى حد بعيد بمثل هذه الكوادر، وكانت تجربة ناجحة، فلماذا لا يعيد إصدارها مرة أخرى بدلا من هدم مشروع ناجح ومستقر ومنجز، وتلتف حوله جميع كتاب ورسامى الأطفال فى مصر

ندعو السيد الوزير أن يقف بجانب قطر الندى خاصة وهي من أكثر السلاسل توزيعا فى الهيئة، حيث حافظ الهيئة منذ صدورها وحتى الآن على عدم ارتفاع سعرها طوال هذه السنوات لتكون جنيها واحدا ومصر تستوعب أكثر من 20 مجلة للطفل، لأن عدد أطفال مصر تجاوز 25 مليون طفل، ونحن فى مسيس الحاجة لإصدار مجلات جديدة بدلا من نقل مجلة تعمل بكفاءة ونجاح منقطع النظير وأتاحة لنا ولغيرنا من الكتاب والرسامين لم تتحه لنا مجلات أخرى. 

اترك رد

%d