دوائر الهامش معرض تشكيلى للفنان والكاتب وليد علاء الدين

كتب : أبوالفتوح البرعصى

فى قاعة بيت السنارى بالسيدة زينب . وفى ليلة من ليالى قاهرة المعز الثقافية العامرة بالأجواء الرمضانية تم إفتتاح معرض الفن التشكيلى للكاتب والفنان المصرى المتميز وليد علاء الدين ويحتوى المعرض على إبداعات وتجارب تشكيلية تحت عنوان ( دوائر الهامش ) وهو المعرض التشكيلى الخاص الأول للكاتب الصحفى المعروف بالوسط الأدبى المصرى والعربى وليد علاء الدين الذى خاض هذه التجربة المكتملة بتقديم نماذج مختارة من تجاربه ورسومه خلال عدة سنوات ولم يقوم بعرض تلك اللوحات إلا بعد شعوره بإكتمال تلك التجربة من خلال إمتلاكه لأدواته وتمكنه من فرشاته والوانه ومعالجة أسطح لوحاته وكيفية توزيع المساحات اللونية ومن هنا أختمرت الفكرة بداخله لتحقيق العلاقة التكاملية بين الشكل والمضمون وذلك من خلال بحث وتفكير عميق حتى وصل لرمزية الدائرة وجعل من دوائر الهامش فى عالمه الخاص أن تجد مساحة للتحرك بين الخيال والواقع ومن هنا كانت أهمية الداوائر فى حياته والتى يراها من منظوره الأدبى إنها محطات يسافر من خلالها ذهابا وأيابا بين المركز والمحيط حتى رست سفينته على بر الآمان ليستقر ويستريح فى الواقع ثم يعاود رحلاته مسافرا هنا وهناك بين المركز والهامش ليحقق مايدور فى خلجته ويطرح تلك الأفكار بكل أريحية على سطح اللوحة ويمنح المشاهد فرصة للتفكير والسفر أيضا بين تلك البراحات التى شكلها من خلال الدائرة والنقطة والخط والحرف واللون والتداخل والتشابه والتقاطع والتشابك حتى أجبر المشاهد لتلك اللوحات ان يفكر جيدا فى ماذا يقصد الفنان ومن هنا كانت اللقيا بينه وبين الحضور وكانت الأسئلة والحوار الجمالى بين المبدع والمتلقى حول فلسفة تلك الأعمال التشكيلية التى أراها مكتملة الفكرة والنضوج وفيها كل القيم الجمالية للوحة التشكيلية المعاصرة والتى تجمع بين فلسفة عدة مدارس الواقعية والتجريدية والسريالية بل فيها سمات الحداثة والمستقبلية ونظرا لكون الفنان يجمع بين الإبداع الأدبى والتشكيلى ولديه ملكاته التى يطوعها ويروضها مسافرا منسجما بين تلك البراحات والمساحات لكونه مبدع حقيقى مؤمنا بوحدة الفنون وتكاملها بالشمول وهذا لم يأتى من فراغ بل تحقق ذلك لكونه قاص وروائى متحقق بدرجة مبدع ويمتلك أدوات المعرفة فى تلك المساحات ومن هنا نجح فى مد جسور للتلاقى بين لوحاته والمتلقى الذى يقف وقتا طويلا متأملا وبداخله العديد من الأسئلة وبعد تفكير عميق يترجم كل متلقى مفهومه من خلال خبراته المتراكمه ومعرفته وسرده وكيفية قراء اللوحة التشكيلية المرسومة على أسطح ومساحات مختلفة مع مراعاة وجود اللون ومدى صراحته وخلطه ووضوحه وشفافيته وفلسفته ودقة التفاصيل فى بعض الأعمال وبساطتها فى لوحات أخرى كل ذلك جعل من الفنان وليد علاء الدين فنانا حقيقيا يجمع بين فلسفة الكلمة والشكل بين السرد والبناء فى الرواية وبين حضور اللون والتشكيل الفنى على سطح اللوحة وفى المعرض الاول له فى هذا المكان الذى يجمع بين عبق الماضى وجمال الحاضر من خلال تجربة تشكيلية فيها كل سمات الأبداع وتناول فيها الوجوه التى عالجها تشكيليا باسلوبه الخاص وكذلك بالتة ألوانه والجمع بين الابيض والاحمر فى آن واحد والعلاقات اللونية المنسجمة التى تحقق الهارمونية المطلوبة لترتاح عين المشاهد لتلك اللوحات كما ترتاح لشخصية الفنان المبدع وليد علاء الدين الذى حقق من خلال فكرته دوائر الهامش دوائر أكثر أهمية فى عقل و متن و مركز كل مشاهد من خلال رسالته الثقافية أنه لافرق بين المركز والهامش بل هى علاقة تكاملية للبناء الثقافى والإجتماعى وكل مناحى الحياة . والفنان وليد علاء الدين هو كاتب ورسام مصرى حاصل على ماجستير الصحافة من كلية الأعلام جامعة القاهرة شغل عدة مناصب بالصحافة الثقافية العربية ويعمل حاليا مستشار لمركز أبوظبى للغة العربية . من مؤلفاته فى الرواية :- أبن القبطية – كيميا – الغميضة وفى مجال المسرح :- 72 ساعة عفو – البحث عن العصفور – – مولانا المقدم – وشى فى وشك . وفى مجال الشعر :- تردنى لغتى إلى . وتفسر أعضاءها للوقت . وفى أدب الرحلة :- خطوة بأتساع الأزرق . وهو حاصل على عدة جوائز أدبية منها :- جائزة ساويرس وجائزة الشارقة للأبداع العربى فى المسرح . وحاصل على جائزة غانم غباش باتحاد الكتاب . وأدباء الامارات . . وجائزة أدب الحرب المصرية . أخبار الأدب للقصة القصيرة . وحول تلك التجربة والمعرض التشكيلي الاول للفنان وليد علاء الدين يقول الفنان التشكيلى والموسيقى حسن زكى . دوائر الهامش المعرض الاول لوليد علاء الدين الذى اراه بحثا جديدا يضاف إلى مشواره السابق شاعرا وروائيا قرر هذه المرة تغيير الوسيط من أبجدية الكلمة إلى عالم اللون واللوحة الذى نطلب منه بالقطع تغيير لغة السرد أظنه أستعان بحمولته الادبية وهو يختار لمعرضة الاول ( الدائرة) بما تحمل من دلالات تصلح جسرا ينفذ به إلى عالم التشكيل يمكن ان نقول اننا سنطالع قراءة تشكيلية من وجهة نظر كاتب . وهو مكسب للتشكيل وللسرد فى آن . ويقول بلال بصل فنان تشكيلى . لبنان . فرنسا . وليد علاء الدين أحد هؤلاء القلة الذين سمحوا للطفل داخلهم بالتعبير الحر فى عدد من الاشكال المختلفة وقد سعدت حينما بدأت أولى تجاربه التشكيلية تصلنى كنت اتابع باهتمام نتاجه يرسم بدقة أحيانا وبعفوية أحيانا أخرى .يضع لونا هنا ليسحقه . وآخر هناك ليبعثره .. يضيف خطوطا . حروفا وكلمات . محاولا فتح حوار بين الاشكال والألوان .

اترك رد

%d