المائدة المستديرة “رضوى عاشور تمثلات المثقف “

رضوي ع

كتب : عبدالناصر الدشناوى

أُقيمت المائدة المستديرة الأولى فى اليوم الثانى لفعاليات مؤتمر أدباء الأقاليم تحت عنوان “رضوى عاشور تمثلات المثقف”، أدارها الناقد شعبان يوسف بمشاركة الباحثين د. وفاء أمين ود. خالد حسان ود. هناء نصير.
فى بداية المائدة استعرض الناقد شعبان يوسف السيرة الذاتية للراحلة التى بدأت مسيرتها الأدبية فى الستينيات وأصدرت أول مجموعة روائية لها بعنوان “رأيت النخيل”، ثم ترقت فى السلك الأكاديمى لتصبح معيدة وأستاذة فى جامعة القاهرة، وبعد عطاء متواصل أصيبت بمرض السرطان الذى كافحته على مدار 30 عام, مع إشارات لبعض رواياتها مثل “فرج” التى تناولت فيها حالة المرأة فى السجن والهاجس السياسى والقومى لمجريات الأحداث التاريخية, فقد كانت رضوى عاشور من الأصوات النسائية التى تعاملت مع السجن بشكل موسع، وفى تناولها الروائى واجهت ركاكة الناطقين وجعلت من هشاشتها رمز للصلابة.
أعقب ذلك تناول البحث المقدم من د. وفاء أمين التى استفاضت فى شهادة زوجها مريد البرغوثى, وعقب تناول الورقة البحثية للدكتورة هناء نصير وصفتها بأنها “كتلة من الضمير الإنسانى” الذى انتصر للمهمشين، حتى أنها درست فى بداية حياتها الأدب الإفريقى فى محاولة للانتصار لأدب طغى علية الأدب الأوروبى, وفى رواية “أطياف” أعادة رضوى كتابة التاريخ وأنصفت السلطة المهزومة، فقد وثقت للتاريخ عن طريق سرد أحداث حريق القاهرة، وقد أخذت كثيرا من الحقائق التى رسمتها فى أطروحة بديلة لزعزعة التزييف التى وضعتها السلطة المنتصرة, فكانت لها نزعة للإنصاف, أما رواية “أطياف” فقد وثقت فيها بعقل مستنير معركة دير ياسين، كما كان ذلك فى رواية أخرى بعنوان “مريمية” التى انتصرت للمرأة العالمة فى مجتمعنا.
تلى ذلك تناول لورقة الباحث خالد حسان تحت عنوان “أثقل من رضوى وتقنيات السرد ما بعد الحداثة” وقد تناول فى بحثه ثلاث محاور وهى:
تداخل الأنواع والتانصية والتشظى، حيث أوضح البحث أن النص الروائى لرضوى يحتوى على أكثر من نص, ففى رواية “أطياف” يغزو النص قصائد لمحمود درويش، وبعدها فرق بين الرواية والسيرة الذاتية، وأوضح أن رواياتها أكبر من السيرة الذاتية, أما فى التانصية أوضح أن عاشور انشغلت بموضوع الكتابة نفسها وكان همها المتلقى ووضعت رقيب من ذاتها فى النص, وفيما يخص التشظى فكانت روايتها نص لا يسعى للاكتمال وهو من سمات بعد الحداثة, ولا يوجد به ثنائيات ولا حدود، وقد تحولت روايتها إلى عالم سهل سائل بعيد عن القيود النصية المملة وفى الأعم كان النص سردى أكبر من كونه سيرة ذاتية.
ثم فتح باب المداخلات بعدها وكانت من بينهم مداخلة للدكتورة هويدا صالح التى أوضحت الفرق بين السيرة الذاتية والسرد الذاتى, حيث لا نجد فى الوطن العربى سيرة ذاتية واضحة حقيقية، فالكاتب يريد أن يصدر سيرة منتقاه، وأوضحت أن أعمال الراحلة أثرت الحياة الأدبية بنموذج مستنير واعى شيق جذب إليها عدداً كبيراً من الشباب.

اترك رد

%d