حوار من القلب مع دكتور شريف مليكة لبوابة الشرق واهم الاحداث تحويل أحد رواياتي إلى فيلم سينمائي قريبآ و مصر بدون ثقافة لن تكون هناك ديمقراطية لأنها قائمة على الثقافة ولن يكون هناك نظافة لأنها ثقافة

 صلاح جاهين يمس قلبي وصلاح عبد الصبور

 وأحمد عبد المعطي حجازي و نزار قباني

د شريف مليكه

حوار عبدالناصر الدشناوي

مع الشاعر والكاتب المتألق الدكتور شريف مليكة الكاتب والمبدع في والطب الفنون الأدبية المختلفة من قصة قصيرة الى شعر العامية المصرية والرواية العربية،و له العديد من الدواوين الشعرية بالعامية والمجموعة القصصية القصير  والروايات .

مع الاسرة 1 الدكتور شريف الرائع المصري القلب والنبض والروح الذي يعيش بأمريكا سنوات طويلة.

هل لي أن أتعرف عليك اكثر وماذا تعمل الان؟

*الإسم الكامل: شريف ماهر ميخائيل مليكة. عشت طيلة عمري أدعى شريف ماهر، حتى هاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1984حيث بات لقب العائلة ملتسقا باسمي، وظل إلى الآن. ومن الطريف أني كنت قد كتبت مقالا نقديا أمتدح فيه رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني، ونشرته في جريدة وطني. فما كان من الأسواني إلا وأن اتصل بي وشكرني لأن الرواية كانت قد استجلبت غضب بعض الأقباط لما تضمنتها من شخصيات قبطية شديدة الانتهازية والقبح، في حين أني رأيت كل شخصيات الرواية سلبية فكتبت إنه لا معني في وسط تلك البركة الراكدة أن يصف اسواني الأقباط إيجابيا، وإلا يختل العمل. المهم، تبادلنا أرقام التليفونات وداومنا الحديث عن صبانا وشبابنا، وفجأة صاح بي علاء الأسواني قائلا: “لأ إنت مش شريف مليكة! إنت شريف ماهر، وكنت ولد أسمر سريع الجري، وكنت معايا في الفصل!”. وتذكرته من بعدها وتواصلنا كثيرا من ذلك اليوم، إذ صرنا أصدقاء قدامى وجددا في نفس الوقت.

*إذن، فأنا خريج مدارس الليسيه بباب اللوق ثم الفرير بباب اللوق ثم الظاهر. بعدها التحقت بكلية طب القصر العيني حتى تخرجت عام 1981 ، وأنهيت فترة الامتياز بالقاهرة ثم عملت كمفتش صحة في طرة وكنت مسئول عن حملة تطعيم المساجين بالسجن هناك (لذا فمن الممكن أن تقول مجازا أني دخلت السجن)، ثم عملت نائبا لأمراض النساء والولادة بمستشفى المبرة بالمعادي حتى هاجرت للولايات المتحدة.

شريف معالاصدقاء

متى بدأت تمسك القلم وتكتب؟

*بالرغم من حبي الشديد للقراءة، إلا أني لم أحاول أبدا أن أكتب طيلة عمري.  أستثني هنا حالتين، أدعي أني اقتربت فيهما من الكتابة الأدبية.  في المرة الأولى وكنت في الثانوية العامة، وطلب منا مدرس اللغة العربية آنذاك ـالأستاذ أحمد مغيث ـ أن نكتب موضوعا للإنشاء بعنوان مشروع لنهضة مصر، فكتبت مقالا ساخرا عن أزمة المواصلات وكيف إن حلها سوف يرتقى بمستوى المواطن، وينهض بمصر كلها، ويبدو أني كنت متأثرا بمقالات ساخرة كنت أطالعها في مجلتي صباح الخير وروزاليوسف التي كان أهلي يجلبونها بانتظام. والأستاذ مغيث كان رجلا أزهريا، شديد القصر، وكنت أميل للمشاغبة في الفصل، فكان باختصار لا يحبني، ومن ناحيتي لم أستثيغه لأنه استبدل مدرسي المفضل ـ الأستاذ عبد المحسن ـ عل نحو مفاجئ. وفي اليوم التالي لتسليم موضوع الإنشاء، وقف الأستاذ مغيث بيننا، معلنا سوء مستوانا وركاكة تعبيرنا، باستثناء ورقة واحدة لطالب بيننا استحقت الدرجة النهائية، وأضاف الأستاذ إنه لم يعط الدرجة النهائية لموضوع إنشاء من قبل. أخرج الورقة من بين أوراقه، وتلفت بيننا قائلا، من منكم يدعى شريف ماهر؟ ولا يمكن أن أصف لكم فرحتي بمقالي الأدبي من ناحية، وخيبة أمله من ناحية أخرى حين أدرك كوني أول من استحق الدرجة النهائية.

*المرة الثانية كانت عند نهاية قصة حب مصيرية! امتنعت بسببها عن الهجرة لأمريكا بالرغم من هجرة كل عائلتي من قبلي، وبالرغم من تقريع كل زملائي لي لأني قررت أن أضحي بمستقبلي العلمي والمادي من أجل تلك الفتاة. وفي يوم اتصلت بي الحبيبة لتبلغني عن قرارها ببتر علاقتنا إلى الأبد! لأنها تحدثت بشأننا مع والدتها التي صارحتها بأن أبيها لن يوافق على زواجنا لأنه يبتغي أن يزوجها من تاجر مثله، يستطيع أن يوفر لها نفس مستوى المعيشة، وهو لن يقبل بشحاذ مثلي، حتى ولو كان طبيبا حديث التخرج! بعد أن ألقت قنبلتها في وجهي وانتهت المكالمة، وجدتني وقد أمسكت بقلمي وجلست أكتب خطابا إليها لا أذكر الآن إلا بدايته: “عفوا! قد ظننتك هي! فأنك شديدة الشبه بها!” ولكني أذكر أن كل من قرأها ـ بمن فيهم صديقتي نفسها ـ بكى عند نهايتها. قال لي صديق يومها إنها قصيدة نثرية، وكانت تلك هي أول قصيدة أكتبها ـ ربما!

ما هو أول ما كتبته وقررت أن يكون هو باكورة إعمالك؟

*أذكر أن كنا في شهر أبريل عام 2000، وكنت استقل سيارة صديق، ولسبب ما كنا صامتين لدقائق، وفجأة لاح لي مطلع أول قصيدة. هكذا بلا مقدمات جاء إلى ذهني أربع أو خمس كلمات، فسألته لو كان لديه بالسيارة ورقة وقلما، فنظر إلي وسألني لماذا، فقلت أريد أن أكتب شيئا. فمد يمناه يفتح أبواب ويعبث بأرفف بينما يسراه تمسك بعجلة القيادة وأخيرا وجد قلم حبر جاف أعطاني إياه متذمرا، ولكنه لم يجد ورقة. تطلعت فوجدت مشط كبريت في الوسط بيننا، ففتحتها وبسرعة كتبت كلماتي وأغلقت مشط الكبريت ووضعته في جيبي. أما عن صديقي فاتهمني باللوثة بالطبع، ولكني لم أعلق. وما أن وصلت إلى البيت وجدت كراسا شاغرا لإبني أو ابنتي، جلست به فوق منضدة الطعام، وأذكر أني نقلت كلماتي من على علبة الكبريت، ثم أكملت القصيدة في خلال دقائق معدودات، وكأن صوتا خفيا كان يمليها عليَّ. ما إن انتهيت حتى اتصلت بابن عمي ـ وصديقي ـ وقرأت عليه ما كتبت، فقال لي: “جميلة القصيدة، بتاعة مين؟ صلاح جاهين؟” فضحكت وقلت له. وفي نفس اليوم كتبت قصيدة أخرى، وفي اليوم التالي قصيدة، والتالي له قصيدتين، وهكذا. أذكر أنني كنت أخشى أن هذا السيل كما جاء عفويا من جراء ذاته، فقد ينضب أيضا تلقائيا، لذا فكنت حريصا على أن أكتب كل خاطر يمر بي، حتى أذكر أني كتبت ذات مرة قصيدتين في نفس الوقت!

*ذات يوم اتصل بي أحد الأصدقاء ليقول لي إن خاله ـ الكاتب والمسرحي العظيم ألفريد فرج ـ يريد أن يأتي ليتعرف عليّ! لقد سمع من صديق له (عرفت فيما بعد إنه عمِّي) أني أكتب شعرا وهو يريد أن يسمعه. وسط خجلي من لقاء العملاق في بيتي لأول مرة، وجدتني أقف بين يديه ألقي إليه شعرا مصريا عاميا، مسطورا فوق أوراق عديدة، وهو ينظر نحوي خلف نظارته الغليظة لا أستطيع أن أحكم على وقع كلماتي عليه. فقط كان يهز رأسه، ويسأل عن قصيدة أخرى إذا ما انتهيت من قراءة واحدة. حينما تعبت من استجماع شجاعتي للمواصلة، جلست. وإذا به يقول لي لابد أن تنشر هذه الأشعار، فقلت له ساخرا وهل تلك أشعار حقا؟ أنا أكتبها لنفسي ولأصدقائي فقال بجدية لا، بل هي ليست ملكك، هي ملك للناس لتقرأها. أدركت جدته فيما يقول، ومعها عظمة هذا الجيل من المفكرين والمبدعين. وكان أول ديوان: دواير الذي صدر في شهر مايو 2003.

لماذا اخترت  كل انواع الادب . شعر قصة رواية  ولم تتخصص؟

* لم أختر أبدا فنا من الفنون لأمارسه. فكما شرحت كانت كلمات أول قصيدة قد عصفت بعقلي فجأة وبلا مقدمات، فكتبتها، ثم جاءتني كلمات أخرى، وكلمات بعدها فكلمات، فجاء الديوان الأول. وهكذا أيضا أول عمل نثري لي كان مجموعة قصصية بعنوان “مهاجرين”، اقتحمتني أفكار قصصه كلها ذات يوم، فكتبت رؤوسها في ورقة، ثم جلست وكتبت كل قصة على حدة، وعرضتها على أصدقائي فإذا ما استحسنوها انتقلت نحو القصة التالية وهكذا. وقد أثار عنوان المجموعة بعض الانتقاد لأنه كان يجب أن يكون “مهاجرون” بالطبع. ولكني قصدت أن يكون الاسم العامي هو عنوان المجموعة لأعبر عن حميمية تجمع ما بين قصص المجموعة، فهي تتحدث عن تجارب مختلفة لمهاجرين مصريين، وقد كتب الأستاذ ـ ألفريد فرج مقالا بعنوان “مهاجرين”  بجريدة الأهرام نفس تلك المعاني في شهر  أبريل 2005.

*بعدها تشجعت ونشرت دوانين من الشعر والزجل باللغة العامية أيضا، في عام 2005 بعنوان “حواديت من كتاب الحب”، و”الإسم: مصرية”. ثم كتبت أول رواية “زهور بلاستيك” التي نشرتها في شهر مايو 2006. ثم توالت الروايات والقصص والأشعار العامية بدون تخطيط مسبق، أو حتى قرار مني أن أقرب هذا النوع من الكتابة أو ذاك. ولقد وجدت ذلك شائعا على أي حال، فعند قراءتي لكبار الكتاب حول العالم، وجدت أن لإرنست هيمنجواي عدة دواوين شعرية، وجابرييل جارسيا ماركيز كتب المقال والقصة والرواية، وإدجار آلان بو كتب الشعر والقصة والرواية، ونجيب محفوظ كتب الرواية والقصة والمسرحية وسيناريو الأفلام، وقد تصنف أحلامه التي كتبها في المرحلة الأخيرة على إنها أشعار نثرية.

هل يوجد من أسرتك شاعر او كاتب؟

* الإجابة القصيرة عن هذا السؤال هي: لا. ولكن في الحقيقة فإن عائلتي تتميز بتدفق إبداعي لا حدود له. فأبي كان معلما ومحاورا لبقا ومحاضرا واسع الثقافة، شهد له تلاميذه أثناء حياته وبعد رحيله بالتفرد والإثراء. وكذلك عمومتي الذي برع أحدهم في العزف الموسيقي والتلحين والغناء، وشرع آخر في كتابة موسوعية عن تاريخ الأقباط، وإن وافته المنية قبل أن يتمها، وثالث كتب دراسات كنسية ولاهوتية بحكم تدرجه في الكهنوت القبطي الأرثوذوكسي. وهكذا أبناء عمومتي منهم ما اهتم بالرسم، أو بالكتابة السياسية، أو بتأليف الترانيم الدينية، أو بالعزف أو الغناء.كذلك فإن من أقربائي المخرج السينمائي والتليفزيوني يوسف أبو سيف الذي قرأ كل أعمالي وكان من أشد المتحمسين لها.  لذا فأنا أعتقد أن المناخ الثقافي الذي أضفته العائلة بصفة عامة قد أثر فيَّ بما لا يدعو للشك.

إلى أي مدرسة فنية ينتمي الكاتب شريف مليكة؟ وما هي المدرسة التي تميل لها أكثر؟

*الحقيقة هي إن الإجابة على هذا السؤال لا يملكها الكاتب، وإنما هي بالقطع من عمل النقاد. وهي في اعتقادي لم تكن أبدا قرارا يتخذه الكاتب حين يشرع في الكتابة، التي غالبا ما تملي على الكاتب نوع ما يكتب. وهنا أتكلم عن نفسي، فلا أستطيع أن أجزم بأن شكلا أو أسلوبا لأي من كتاباتي المختلفة الأنواع، يمكن أن يجمعها قالب واحد أو مدرسة بعينها. فالفانتازيا التي قد تجدها في رواية “زهور بلاستيك” قد تختلف عن الواقعية السحرية التي قد تجدها في” خاتم سليمان”، أو واقعية أدب المهجر في “رقصة قوس قزح”، أو السايكو دراما في رواية “الملائكة أيضا تصعد إلى الطابق الثالث”. وهنا أقول أن تلك ليست تقييمات نابعة مني وإنما من نقاد قرأوا وكتبوا عن هذه الأعمال.

*أما عن التفضيل الشخصي فأنا أميل لقراءة أعمال كتاب القارة الأمريكية الجنوبية، وعلى رأسهم الكولومبي ماركيز صاحب الواقعية السحرية وأفضل من كتبها. ولكن إيزابل أليندي من تشيللي تكتب أحيانا بنفس الأسلوب وتبرع فيه. أما عن الفانتازيا فمن أفضل ما قرأت كان رواية “العمى” لخوزيه ساراماجو البرتغالي الحائز على النوبل الذي توفي مؤخرا.

بمن تأثرت من الشعراء العالميين والمحليين؟

*لم أقرأ الكثير من الشعر باللغة الإنجليزية، لأني أعتقد أن الشعر هو لغة القلب فلا يصلح لأن يتخاطب بها إلا أبناء الوطن الواحد الذين ـ وحدهم ـ يفهمون مفرداتها. وقد تطلعت أثناء الدراسة على أشعار الفرنسيين مثل راسين ولافونتين، ولكني انبهرت بها ولكن لم أحبها. لذلك فمن الشعر العالمي أعجبتني بضعة قصائد مثل “الغراب” لإدجار آلان بو، “هناك سماء أخرى” لإيميلي ديكنسون، و”الأرض الخراب” لتي أس إليوت. ولكن لغة الشعر لا تعني شيئا لمجرد إجادتك للغة الأجنبية فحسب، إذ أجد أن أي من هؤلاء العمالقة لا يستطيع أن يمس قلبي مثل صلاح جاهين أو صلاح عبد الصبور أو أحمد عبد المعطي حجازي أو نزار قباني.

*قرأت لكل من هؤلاء أشعارا وأشعار لكن لم يسكن قلبي ويتملك منه مثل صلاح جاهين وخاصة في رباعياته. ربما يكون ذلك لسبب موهبة جاهين الفذة، ولكني أقول أن كل هؤلاء أفذاذ وأسطوات كتابة، كما يقولون. ولكني أجزم أنها لغة جاهين العامية الشديدة الخصوصية التي تلمسها وهي تخرج من قلبه لتمسك بتلابيب قلبك ولا تتركك حتى تقول معه: وعجبي! ألم أقل أن للشعر لغة خاصة لا يفهمها إلا أهل بلد الشاعر؟ فأي لغة تكون إلى قلبي من العامية المصرية؟

لماذا نري أن بعض الأعمال الغربية تشترى بأسعار خيالية بينما لانجد هذه الأسعار تذهب إلى إبداعات العرب؟

*هذا الموضوع قتل بحثا وكتب عنه الكثير من المثقفين والقائمون على النشر والتوزيع. باختصار شديد الإجابة هي قلة عدد القراء لانتشار الأمية ـ الواقعية والمقنَّعة ـ في مصر والبلاد العربية. كما إن هناك الأمية الثقافية التي يقود مسيرها مع الأسف القائمون على العملية التعليمية الذين يمنهجون عقول النشئ بقراءة المقرر الدراسي، ولا شيئ سواه، ثم يتعمدون أن يتعاملوا مع الكتب المقررة بجفاف وسطحية تبعث على كراهية الطلاب لها فينصرفوا بسبب العملية التعليمية الفاسدة عن الأدب والقراءة برمتها. وهناك أيضا التأثير الديني الذي يجعل القراءة لما هو خارج النصوص المقدسة أو الكتابات عنها، مضيعة للوقت ـ في أحسن الأحوال ـ فيتجنبها العامة. ومن ناحية أكثر تشددا يكون تحريم بعض الكتابات سببا في ترهيب المواطن من الإتطلاع عليها لما قد تنضح في النهاية عليه بكفرها فيكفر هو الآخر.

*ومن ناحية أخرى هناك عامل الفقر. فتكلفة صناعة الكتاب مرتفعة، فلا تجعل سعره في متناول الأغلبية ممن مازال لديهم الشغف بالقراءة بعد تخطي عقبة الجهل والتجهيل التي تكلمنا عنها. لذلك ففي الدول النامية أو الفقيرة ـ التي ننتمي إليها بكل أسف ـ لابد أن تضطلع الدولة بعملية النشر والتوزيع. وقد كان الحال هكذا في ما قبل ثورة يوليو ولعقد أو اثنين بعدها، ثم غابت الجهود بين طيات الفساد والجهل والفقر. ولكن في كل الأحوال فتلك الجهود المدعومة من الدولة لا تعود بالربح على الكاتب وإنما هدفها هو إعلاء منظومة الثقافة.

البعض يعتقد أن الكتاب الالكتروني فى عصر الانترانت هو افضل واسهل من المطبوع؟

*طبعا هذا التحدي موجود منذ سنوات على الساحة في شتى أنحاء العالم، ومنذ اختراع شبكة الإنترنت والثورة المصاحبة لانتشارها اللامحدود. زعم البعض في البداية بداية النهاية للكتاب والصحيفة الورقية، وبالطبع انخفضت أعداد المطبوعات في أول الأمر، ولكن عادت المطبوعات الورقية لتثبت مكانتها بين أحبائها من القراء المدمنين على شم شذى الصفحات الورقية وحبر الطباعة، وملمس الأوراق، وصوت الصفحات وهي تتقلب، وخفة وزن الكتاب نسبة لجهاز الكومبيوتر، حتى اللاب توب منه. ولكن جيء بالأيباد ليقضي على معظم تلك المزايا فهو خفيف الوزن صغير الحجم، تستطيع أن تأخذه إلى سريرك، أو أن تصعد به على متن طائرة، لذا فقد عاد الصراع من جديد، والأيام ـ والسنون ـ سوف تعلن عن الفائز النهائي، وإن كنت لا أعتقد أن النتيجة سوف تحسم قريبا.

كم كتاب صدر لك وما آخر اعمالك؟

عشرة أعمال، وهي:

o       دواير   (ديوان أشعار بالعامية المصرية)         مايو 2003

o       مهاجرين        (مجموعة قصصية)     فبراير 2005

o       حواديت من كتاب الحب (أزجال وأشعار بالعامية المصرية) يوليو2005

o       الإسم: مصرية           (أشعار بالعامية المصرية)       يوليو 2005   

o       زهور بلاستيك            (رواية)          الطبعة الأولى مايو 2006                                                        الطبعة الثانية نوفمبر 2007

o       خاتم سليمان    (رواية)          يناير 2008

o       اليوم الثامن     (مجموعة قصصية) اكتوبر 2009

o       رقصة قوس قزح (رواية)        مايو 2010

o       فنجان قهوة مع جاهين (ديوان أشعار بالعامية المصرية)  اكتوبر 2010

o       والملائكة أيضا تصعد للطابق الثالث (رواية) ــ الطبعة الأولى أكتوبر 2011

أما عن آخر أعمالي فقد انتهيت من كتابة روايتي الأحدث بعنوان “تقاطع التاجين والمحمدي” وقد أسعدني أن وقعت مع دار العين للنشر لنشرها قريبا.

ماذا لديك غير الكتابه سواء فنيا أو هويات أخري؟

أعشق الموسيقى بشتى أنواعها، وهي لا تفارقني إلا أثناء النوم. ومن فرط عشقي لها فهي تصاحبني في الحمام في الصباح وفي السيارة وفي عيادتي وفي غرفة العمليات وفي المنزل عند عودتي. تشاركني كتاباتي، وقراءاتي، وعملي كطبيب، ولا أتركها إلا عنوة عند النوم لأني لو اسمررت في الإنصات لها فسوف أفاضل بينها وبين النوم، وهي الرابح في النهاية!

كما أني قارئ نهم. لا يمر يوما دون أن أقرأ. معظم قراءاتي أدبية، ولكني أقرأ مقالات سياسية واجتماعية ونقدية. أتابع الأدب المصري والعربي بقدر المستطاع، ولكني أقرأ أعمال كبار الكتاب باللغة الإنجليزية، سواء كانت لغتها الأصلية، أو كانت مترجمة للإنجليزية من لغات أخرى لا أقرأها. ولكني أود أن أعبر هنا عن تشككي الدائم في التراجم إلى اللغة العربية لأني أشعر أحيانا أن المترجم يتصرف فيما يترجمه حتى يلائم ما يعتقده من مزاج القارئ المصري والعربي، أو في أحيان أخرى شعرت أن المترجم إكتفى بمعرفته للغة المترجم منها وباللغة العربية بدون اعتبار للموهبة الأدبية المطلوبة في ترجمة الأدب.

ماذا تنتظر من المسؤوليين عن الثقافة فى مصر؟

أنا لا أنتظر شيئا من أي أحد على المستوى الشخصي. ولكن على المستوى العام فأنا أرجو أن يتيقن المسؤولون الحكوميون من أن مصر دولة نامية لا يقدر القطاع الخاص على الاضطلاع بالنهضة بالعملية الثقافية بها. وكما تكلمنا من قبل، فمسؤولية الدولة مهولة في صناعة شعب مثقف، يحمل بدوره عبئ النهوض بمصر ليتنافس مع مقدرات بقية الشعوب المتحضرة. وللأسف بدون ثقافة لن تكون هناك ديمقراطية لأنها قائمة على الثقافة، ولن يكون هناك نظافة لأنها ثقافة، ولن يكون هناك رخاء لأن النجاح ثقافة، والتخطيط ثقافة، والبناء ثقافة. 

ما هي أمنيتكِ في الفترة المقبلة؟

أمنيتي أن تحوذ روايتي الجديدة “تقاطع التاجين والمحمدي” إعجاب الناس، وأن يحقق تعاملي مع دار النشر الجديدة طفرة في التوزيع، لكي يتعرف أكبر قدر من القراء على أفكاري فيناقشوني فيها ونتحاور، ونرتقي من خلالها ـ سويا ـ لرفعة بلدنا والرقي بمصرنا.

كما أتمنى أن يكلل المشروع ـ الذي أفاتحك به لأول مرة ـ في أمر تحويل أحد رواياتي إلى فيلم سينمائي بالنجاح إن شاء الله.

الف مبروك وبالتوفيق ان شاءالله عمل سينمائي رائع دكتور شريف  تحياتي لك من قلبي وسعيد جدآ بهذا الحوار .

اترك رد

%d