قصيدة ” أرضُ الكِنانة ” فى حب مصر للشاعر عقيل الساعدي

أرضُ الكِنانةِ في ثراها العنبر
والنيلُ يَسري في الحقولِ يُعَطِّرُ

وُلِدَ الجمالُ على ضفافِ ربوعِهِ
أسطورةُ الفنِّ التي لا تُنكَرُ

لخريرِهِ غنَّت مواويلُ الهوى
دُرَرًا على أمواجِهِ تَـتَـبَـلْـوَرُ

مِن سحرِهِ صنَعَ الغرامُ شرابَهُ
والحسنُ في روضِ المحبَّةِ يُزهِرُ

إن كانَ في عالي السَّماءِ كواكبٌ
فالرملُ في أرضِ الكنانةِ جوهرُ

يا ضيفَها لو زرتَها لرأيتَ أنَّ
الحسنَ فيها باسمٌ يَـتـبَختَرُ

كبهاءِ فاتنةٍ يُغازِلُهُ الـنَّدى
والشمسُ تَلفَحُ في الجبينِ فيَسمُرُ

أهرامُها كتَبَت حكايةَ أُمَّةٍ
نبعُ الحضاراتِ التي تتَفَجَّرُ

للدينِ تَبقى قلعةً ومنارةً
ويَشِعُّ نورًا مِن سماها الأزهرُ

نَجمٌ وفي سُبُلِ الإلهِ دَلالةٌ
وهو الرشادُ ونورُهُ لا يُستَرُ

يا مَن سألتم عن جمالِ المُصطَفى
للعشقِ في مصرَ الكرامةِ فانظروا

بقلوبِ عشاقِ النبيِّ منازلٌ
تَبقى مع الأيامِ لا تتَغَيَّرُ

إن أمُّ كُلثومٍ ب”بُردتِها” احتفَت
“أهواكَ” غنَّى العندليبُ الأسمرُ

يا كاتبَ التاريخِ دوِّن قصَّةً
لعصا الرسولِ عُبابَ بحرٍ تَشطُرُ

بدمِ الشهادةِ أرضُها قد خُضِّبَت
والنيلُ أقسمَ إنها لا تُقهَرُ

كم رفرفت بالنصر راياتُ العلا
فالنصرُ يكسوهُ الفداءُ الأحمرُ

دارُ البطولةِ والصمودِ وجيشُها
سيفٌ على الأعداءِ دومًا مُشهَرُ

شعبٌ أبى إلا التحدي شامخًا
ولربِّهِ في كلِّ حينٍ يَشكُرُ

حارتْ حروفُ الشعرِ في توصيفِهِ
يسمو إلى العلياءِ لا يتقهقرُ

يا مصرُ شعبَكِ أم ترابَكِ أشكرُ؟!
أنتِ المحبَّةُ والعطاءُ الأخضرُ

يا مصرُ يا أمَّ العروبةِ حرفُنا
يغفو وفيكِ مِدادُهُ مُستَنفِرُ

أتُراه شعري سوف يَنصِفُ دُرَّةً
بالشرقِ مِن دونِ الكواكب تُؤثَرُ؟!

من ذا يُسائلُ عاشقًا متلوِّعًا
والقلبُ في صَفَدِ المحبَّةِ يُأسَرُ؟!

في حبِّها جرتِ العيونُ جداولًا
وإلى زمانِ العشقِ شوقًا تُبحِرُ

يا مِصرُ هذا الكونُ دونَكِ ميِّتٌ
أنتِ الفؤادُ وأنتِ فيه الأبهَرُ

يا مِصرُ يا رمزَ الشهامةِ والإبا
عرش على الجوزاءِ منكِ يُنَوَّرُ

وثراكِ يا أمَّ البلادِ مساجدٌ
طهرٌ ومِن أزكى الدماءِ يُطَهَّرُ

احفظ إلهي مِصرَ مِن كيدِ العِدى
واجعل نَماءً في ثراها يَكثُرُ

لكِ مِصرُ منِّي ألفُ ألفِ تحيَّةٍ
بهواكِ قلبي هائمٌ مُستَبشِرُ

عقيل الساعدي

اترك رد

%d