«الهالة» تصدر «الآتون من السماء» للكاتب السوري «فادي أوطة باشي»

كتبة : نادية البنا

يصدر عن دار الهالة للنشر والتوزيع رواية للكاتب السوري د. فادي أوطه باشي ، بعنوان ” الآتون من السماء “، وتصميم الغلاف للفنان ماهر مزوّق
ومراجعة أدبية للكاتب حسان خرفان .

فإذا أردّت الإبحار في متعة التاريخ و تشويقه و بعض من الفلسفة والحب
وذروة الجمال، فما عليك إلا قراءة هذه الرواية.

فعندما تفقد توازنك الذهني، اذهب نحو عزلة مؤقتة، لِتُرتّب الفوضى التي
تبعثرتْ داخل أرجائك. من رحلة فصول رواية “الآتون من السماء ” للكاتب
السوري فادي أوطه باشي وكأن هذا العنوان ومضمونه كافٍ لأن تلتهم الرواية
للدقّة في وصف الأحداث وأحوالها وصفاتها، بطريقة سردية فريدة من نوعها
يخاطب بها كل العقول، وبشرح سلس ومُبسّط وعميق في آنٍ واحد. تتابع بعدها
فصول الرواية حول الكينونة الشخصية للإنسان الساعية و الباحثة عن السلام
، قصص بحتة عن الحب والحياة بشكل عام، الكتاب جداً دافئ ومُغذّي للنفس
والفكر والقلب.

في هذه الرواية نتنقل معا وعبر فصولها بين الحاضر والماضي بين الشرق و
الغرب بين حقائق وأكاذيب نسبت إلى السماء ، وقصص واقعية تصّور معاناة
الإنسانية وهي تبحث عن أمل مشروع في حياة آمنة تخلو من العنف بين أبناءها
والدمار ويملؤها السلام والمحبة.. فكم هي جميلة إذا هذه الأرض .

وكذلك كثير من الجمال لا يمكننا التعبيرعنه ، لكن فصول هذه الرواية
تأخذنا لتدخل ضمن هذه المقولة ، حيث الرواية هنا تقرأ التاريخ من جديد
،ومن ثمّ تنتقل من السرد المادّي إلى محاكاة النفس والسفر الممتع بين
عصور و مدن على جناح جُملة جُملة دون ملل أو ضجر بسلاسة الأحداث المسرودة
المترابطة، مُترابطة بحيث أنك تشعر بأنك أحد أبطالها، أو أنك شاهد على
مجرياتها وكأنك بينهم…

تتحدث الرواية عن شاب يدعى “أحمد عيسى” مضى هاربا من العنف و الاقتتال
الحاصل في بلده باحثًاعن حياة آمنة، وقد اضطر لسلوك طرق الموت للنجاة
بروحه .

ولتبدأ رحلته من تركيا وهو يحمل معه أمانة و رسالة من الأب “باولو
داليوليو” داعية السلام وراعي دير “مار موسى الحبشي” والذي اجتمع معه
لساعة من الزمن كانت هي الأخيرة التي يرآه فيها “أحمد” وآخر معلومة سمعها
عنه العالم .

وقد اختطفا معا من قبل مجموعة متطرفة ترمي بهما في غياهب سجون مظلمة إلى
أن يتمكن “أحمد” من الهرب بعد أكثر من ثلاث سنوات في الأسر.

ليصل باريس لاجئا ويقوم بإيصال تلك الأمانة إلى المسيو “عازر موسان” و
الذي وجد مقتولا بعد دقائق من لقائه بأحمد، و يتم اتهام “أحمد” بتلك
الجريمة بناءا على دوافع كراهية وعنصرية لكون المسيو” عازر” حاخام يهودي
، لتبدأ بعد ذلك صديقة “أحمد” الصحفية الفرنسية “ماريا مادين” و
البروفيسور “ميشيل لوكلير” بمساعدة “أحمد” في محاولة إثبات براءته من تلك
الجريمة حيث يبدأون في العمل والبحث معا في تتبع معاني و كلمات رسالة
الأب “باولو” الذي مازال مجهول المصير حتى لحظة كتابة هذه الرواية و التي
تأخذهم في رحلة عبر المكان والزمان لزيارة القدس و القاهرة و دمشق و
اكتشاف كنوز وحقائق تاريخية وأثرية من عهد “صلاح الدين الأيوبي” و عصور
خلت مع التعرف على أسرار عظيمة في رحاب المسجد الأقصى و قلعة “صلاح
الدين” و ضريحه عبر حبكة مشوقة لوقائع و قصص حقيقية ، مع تعرضهم لكثير من
المصادفات التي تكشف حقيقة ما تقوم به بعض المجموعات والأيد الخفية في
محاولة إشعال الفتن وزيادة الكراهية بين المجتمعات بناء على عقائد وأفكار
مضللة تنسب وكأنها آتية من السماء ليقوم “أحمد” وبمساعدة من “ميشيل”
و”ماريا” من إعلان ما توصلوا إليه من حقائق و إيصال رسالة الأب “باولو”
للعالم كله بما تحمله من قيم السلام و المحبة وبناء حوار حقيقي بين
الأديان و الحضارات يرسم مستقبل أجمل تحلم به البشرية ..

يتخلل الرواية كثير من التشويق عبر الأحداث المثيرة و الحقائق الغريبة
التي تظهر مدى التداخل الحضاري الكبير بين الشرق و الغرب .

ومن بين هذه الحقائق و المعلومات حقائق ووقائع تكتب لأول مرة وتظهر
للعلن بين فصول هذه الرواية و التي ستستمر عبر أجزاء قادمة مستقلة
متكاملة كما هي رحلة البحث عن السلام رحلة مستمرة لا تنتهي .

” الآتون من السماء ” رواية تتحدث عن صراع الخير مع الشر ، بالإضافة
لتضمينها بجزء أو وقفات فلسفية تم شرحها ببساطة مُفرطة إنها رواية تداخل
فيها العلم والدين والفلسفة والعاطفة والغموض والتشويق وحتى عنصر الفكاهة
تراه بين صفحة وأُخرى، تلك الفكاهة التي تخرج من عمق الكارثة، على مبدأ
شر البليّة ما يُضحك .

اترك رد

%d