امون مين صورة من صور امون بقلم : ناصر النوبى


فاجئنى احد الاصدقاء على الانبوكس ،وقال لى انه يحب بوستاتى جمع بوست ، وكلامه به نبرة عتاب مؤدبة وخجولة ،مشيرا الى قصيدة الكرنك والتى اضفت لها صورة رب الخصوبة امون مين ، والتى يظهر بها بقضيبه منتصبا ، وكأن هذه الظاهرة الانسانية لا تحدث ابدا ، بل انها ياصديقى تحدث كل يوم وليلة حتى اثناء النوم ، يقصر ويطول وليس بعفريت ،يقوم الليل والناس نيام، انه عضو التناسل الذي لولاه ما استمر الجنس البشري على كوكب الارض ،وهذا العضو المنتصب هو الذى انقذ البشرية من التزواج بالانقسام الثنائى مثل الاميبا ومعظم الطفيليات والبكتريا الدقيقة
،فقد كرمنا بنى آدم ،ومن هذه النعم التى لا تحصى هى القدرة على الانجاب ،والاخصاب ،والخصوبة، ولقد ادرك المصرى القديم الذى صنع حضارة لم تموت ولن تموت فى عيون العالم من كل حدب وصوب ،الذين يقطعون آلاف الاميال لكى يزورا هذه المعابد ،والاهرامات ، والمقابر التى مازلت تحتفظ بألوانها ورموزها على جدران معابدها حتى هذه اللحظة وسوف تظل للأبد ،لانها حضارة ابدية ،وتعريف الحضارة يرتبط بالعقيدة اى عقيدة ،اذا رسالة سماوية مثل المسيحية او الاسلام ،او عقيدة غير سماوية او حتى التى اخترعها الانسان بنفسه ، ثم ترتكز الحضارة على الاخلاق ، فلا ايمان دون اخلاق (وانك لعلى خلق عظيم) ،وهكذا لا يمكن ان تكون مؤمنا وتعمل على فناء البشرية ، فالاخلاق هى اللبنة الاصيلة بين كل الديانات والعقائد التى ترتبط بنى الانسان فيما بينهم مع اختلاف عقائدهم ، ثم تأتى فى المقام الاخير قيمة العلوم والعلم والفنون التى تعكس هذه العقيدة واخلاقها بما ينفع الجنس البشرى،وهكذا عبر المصرى القديم عن عقيدته واخلاقه وترجمها
في نصوص ادبية وشعر ونحت وتصوير وعمارة ابهرت العالم ،وربما لا تبهر المصريين فى عصور الظلام وانغلاق العقل بسبب عدم الاطلاع والمعرفة ،والنظرة الضيقة لما كل ما هو جميل واصيل
،ومن هذه التصاوير والرسوم التى عبر بها المصري القديم ،صورة الاله امون مين رمز الخصوبة والاخصاب والقوة والفحولة التى لا تحتاج الى فياجرا حتى يحدث الانتصاب ، الذى يمثل الاستجابة الى الغريزة البشرية والحيوانية فى وقت واحد!
هناك منظر بمعبد رمسيس الثالث مدينة هابو يمثل موكب للاله امون مين في عيد الحصاد الجميل حيث يحمل الكهنة تمثال امون مين وخلفه يظهر الكهنة يحملون الخس ويرتدي الاله مين
وشاحا احمرا فوق الجبين ربما يمثل الفحولة وانه اذا قمت بتقطيع
نبات الخس ترى مادة تشبه الحليب او المن ومن هنا ربما جاء اسم السائل المنوي

ولان المصريين القدماء كان لهم قدوة وكان لهم رموز لكل صفة من الصفات الالهية ، فقد صوروا صفات الاله واسماءه فى الحياه اليومية ، فالاله ربما يكون تمساحا رمزا للتكاثر فقد كانت التماسيح
تملأ الوادى لانها حيوانات مشهورة بكثرتها وعددها الكبير ، فاصبحت رمزا للخصوبة والتكاثر ، او صوروا الخصوبة فى صورة سخمت ربة الحرب والخصوبة وكان تجسدها اللبؤة ، وهى من اكثر المعبودات التى لها تماثيل فى مصر القديمة ، ثم الصورة التى نتحدث عنها فى هذا المقال ، وهى صورة امون مين ، رمز الخصوبة والفحولة والرجولة ، وللعلم ليست هذه هى الصورة الوحيدة لأمون معبود طيبة او واست او الاقصر حاليا ، فقد اخذ امون صورا كثيرة منها امون وموت ربة الارض وخونسو رب القمر
وبهذا الثلاثى كونوا ثالوث طيبة ، وايضا هناك صورة اخرى لأمون الكبش متحدا مع رع ، امون رع امون الكبش طريق الكباش ، ومعروف ايضا ان حيوان الكبش ،نهم جنسيا ،ولديه قدرة كبيرة على الاخصاب ،والتخصيب ، وهناك صورة لأمون فى شكل الاوزة
التى صاحت في بداية الخلق صيحة عالية كما تقول الاساطير المرتبطة بمعبد امون عندما نتحدث عن اهمية البحيرة المقدسة بمعبد الكرنك ، واذا دققت النظر في النقوش والرسوم التى يظهر بها موكب امون عندما كان يخرج من معبد الكرنك الى معبد الاقصر فى عيد الاوبت ،عندما كان يحمل الكهنة موكبه متجهين الى بيته الجنوبى بمدينة الاقصر ،فانك ترى امون خفيا ،وقد صور
الفنان والنحات المصرى موكب امون دون ان يرسم الاله الا فى صورة ظل ،وبهذا نفهم ونتعلم ان الاله كان خفيا امون الخفى ،
وعندما يصور فى صورته كرمز للخصوبة والفحولة يصور بصورة شاب يرفع يده اليمنى الى اعلى وله قضيب منتصب ،واذا دققت النظر ستجد نبات الخس رمزا لرمز الخصوبة ،فعليكم بأكل الخس والجرجير والبصل اذا اردتم ان تحتفظوا بخصوبتكم والله اعلم
ناصر النوبى

اترك رد

%d