” العلم بين الغاية والوسيلة ” بقلم سالم الحارث

نتسائل دائماً لمَ أبنائنا لا يحبون المدراس والاغلب منا قبلهم كذلك ؟ هل هو منهج التلقين ام المناهج المملة المتكررة ؟؟ انا شخصياً لم أكن من محبي المدرسة وكانت فرحتي عظيمة ما أن أتممت الثانوية العامة .. ولكن نشأنا وترعرعنا على أن الشهادة هي مفتاح للحياة ومدخل للوظيفة أياً كانت … لم ندخل المدراس بقصد التعلم بل أجزم بأن اغلبنا لا يذكر شيئاً مما درس … سوى أننا نقراء ونكتب… على الأغلب نذكر الانشطة الطلابية التفاعلية اكثر منها من المنهج النظري الممل… اتمنى من صميم قلبي بأن تتغير طريقة التلقين والتعليم بمناهجنا ويخلقوا جواً ممتعاً للطلاب ويجعلوا من المدارس مكاناً بأن يصبح ( نتعلم ونمرح ) Fun Learningاو ما يسمية خبراء التعليم الاجانب

وإني لأذكرُ حديثي مع أبنائي زايد في الصف الثالث الابتدائي و الريم بالصف الثاني الابتدائي ، كنا بالسيارة برحلة قصيرة تجاذبنا الحديث انا والشاب الصغير سائلاً إياه عن ماذا يريد ان يكون عندما يكبر بعد إكماله الدراسه ؟!  فأجاب أريد أن اكون طباخاً بشاحنتي ( فود ترك )  أي ان يكون صاحب مطعم متنقل !! فاجبته مستغرباً لماذا لا تريد أن تصبح طبيبأ او مدرساً او حتى مهندساً !؟ فأجاب بدون تفكير أنها وظائف مملة فما اريده هو ان اعمل بشيء أحبه ويجني لي المال بنفس الوقت … مقاطعاً زايد قلت له فماهي خطتك وكيف ستعمل بهذا المطعم المتنقل فقال لي سأكون انا السائق والشيف لهذا المطعم المتنقل وستكون انت مساعد الشيف وستتولى اختي الريم عمل المحاسبة ( الكاشير )  وستتولى انت يا أبي ايضاً توصيل الطلبات إن دعت الحاجة … فبدا فعلياً بتوزيع المهام وبخطة تشغيل بدائية وبتصميم الشاحنه ذاكراً بعض التفاصيل من الالوان وحتى ما يقدمة المطعم المتنقل من اصناف معدودة وحتى باستراتيجة التسعير .. الريم مقاطعةً لاخاها قائلة في حال كان أبي مريضاً من سيتولى مهامه في العمل .. فقال لها بسرعة بديهية سنستعين بشخص آخر مؤقتاً الى أن يتعافى أبي .. فدار بيننا الكثير والكثير من النقاشات حول هذا المشروع فنتفق تارة ونختلف تارة أخرى .

الى حد كبيرأتفق مع زايد بل و أشجعه بأن يكون من رواد الأعمال ولكن لابد بأن يكون مؤهلاً ومتسلح بالعلم والمعرفة و أن يخوض هذه التجربة او غيرها من العمل الحر ، قد يغيب عن أذهاننا ما أن يتخرج زايد و أقرانه من الجامعة سيكونوا في تحدٍ كبير في الحصول على فرص في سوق العمل فمع أتمتة الأشياء والتطوير المستمر في الذكاء الاصطناعي ستختفي الكثير من الوظائف ، اتمنى ان تنتقل عدوى التطوير المستمر لتصل الى مناهج التعليم وتعليم الجيل القادم ريادة الاعمال والابتكار والمهارات التي لم نتمكن من تعلمها في مقاعد الدراسة لإعداد جيل متمكن ومتحدي للصعوبات القادمة لما يخدم اوطانهم ومجتمعاتهم.

مع نهاية الرحلة سألت الريم عن خططها بعد الدراسة ، فقالت لي مبتسمه : سأعمل كاشيراً بشاحنة أخي زايد …

اترك رد

%d